مقالات

سباق ماراثوني:- بين طهران وواشنطن لأختبار رئيس حكومة جديد!!!!.

ولكن :- بيضة القبان مرجعية النجف وبطريقة مُبتكره !!

بقلم :- سمير عبيد

أولا :-
حقيقة لابد ان يعرفها الشعب العراقي :-

عندما وصل السيد عادل عبد المهدي لكرسي رئاسة الوزراء لم يصله بدعم كتل سياسية ولا بطيخ بل هذه حيلة انطلت على الجميع وأطلقوها للحفاظ على ماء وجه رؤساء الكتل السياسية .بل هو أستحقاق مُثبّت ( للمجلس الأعلى) و منذ تقسيمات أواخر عام ٢٠٠٢ في واشنطن. وهو أستحقاق نتيجة دعم المجلس الاعلى لخطوات سيناريو أسقاط نظام صدام حسين !!.

ومعروف عن السيد عادل السلميّة وعدم احتكاره السلطة أذا كانت رغبة المجلس وآل الحكيم بتركه للمنصب . ويكفيه متقاعدا بدرجة رئيس وزراء وهو لا يريد أكثر من ذلك . ولهذا لم يركن للملاسنات ولا للصدامات ولا لصناعة الازماتِ مع الأطراف السياسية في تركيبة الحكومة وخصوصا الأكراد !!.

ثانيا :-
قرأنا وأطلعنا على الحملات التي ضجت بها مواقع التواصل الأجتماعي هذه الأيام بالضد من الدكتور عبد الهادي السيد محمد تقي الحكيم ونجله الشاب بسبب توظيف الأخير في مكتب عادل عبد المهدي لكي يصل فينا بعد درجة الى مدير المكتب قريبا ولا نعتقد ان هذا الشاب لا يستحق بل هو شاب متعلم وديناميكي ودرس في الخارج ومن أسرة علمية وفكرية وسياسية معروفة ….

والحقيقة نستغرب هذه الحملة وللأسباب التالية:-

١- السادة آل الحكيم لم يغتصبوا سلطة مقابل أموال أو شراء مناصب مثلما يفعل البعض . بل هذا أستحقاق بسيط تجاه دماء ٦٥ شهيدا أعدمهم صدام حسين وجميعهم أخوة وأبناء عّم درجة أولى وجميعهم علماء كبار في الفقه والنحو والتفسير والبلاغة والتدريس في الحوزات العلمية ومراجع .ناهيك عّن المساجين والمغيبين والهاربين قسرا، وسبي النساء والأطفال الخ !….هذه حقيقة لابد ان يعرفها الجميع وليس مجاملة أو مداهنة !.

٢-لم تكن هناك معارضة عراقية في الخارج الا
– المجلس الاعلى بزعامة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم،
– وحزب الدعوة مكتب لندن وفرع سوريا،
– والبعثيين المنشقين ضد صدام
– ، وبعض الشيوعيين والقوميين والاخوان المسلمين كأفراد ..
– والحركة الكردية بقيادة الحزبين “الديموقراطي والأتحاد”
– وكانوا حميعا غير معروفين للعالم وللدول باستثناء الكويت ولبنان وسوريا وايران وتركيا …وكان المجلس الأعلى هو التنظيم الأكبر في المعارضة !!

– ولكن بعد انتفاضة عام ١٩٩١ ضد نظام صدام وسقوط ١٠ محافظات جوبية وأربع محافظات شمالية بيد الثوار اعطى زخما للمعارضة العراقية … فكان لثوار انتفاضة ٩١ الدور الرئيسي بتعريف العالم بالمعارضة العراقية وتعريف العالم بقمع وعبثية نظام صدام …
– ومن هذا التاريخ تم تدويل المعارضة العراقية فأنبثق مؤتمر البريستول في بيروت ثم مؤتمر فيينا عام ١٩٩٢ والذي كان بمثابة ولادة المعارضة العراقية رسميا على مستوى العالم !
– وكانت الشخصية البارزة على مستوى المعارضة هو سماحة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم ومقر عملهم المعارض في ايران وسوريا ولهم مكاتب في لندن وأمريكا ودوّل اخرى !..


ثالثا :-
لذا …..

فالقضية وعلى ما يبدو ستتكرر هذه الأيام أو قريبا .. حسب سيناريو ( الجعفري والمالكي ) وعندما فرض الجنرال الاميركي كيسي على الجعفري التنازل حسب قرار اميركي في حينها بسبب عدم رضاهم على أداء الجعفري وطالبوا الشيعة آنذاك بأختيار بديلا عّن الجعفري فتمت المنافسة بين السيدين (عادل عبد المهدي ونوري المالكي) !!

وعند الذروة حيث بقي صوت واحد يحسم الموضوع بينهما.. فبادر السيد المرحوم عبد العزيز الحكيم لأعطاء صوت عبد المهدي لصالح المالكي ففاز المالكي وترجل الجعفري…. ولكن المالكي ذهب فوضع الجميع في جيبه فعشق السلطة وبات عنيدا ومتشبثا بها !!.

وخدمت المالكي ظروف المفاوضات الإيرانية حول الملف النووي مع الاميركيين (5+1) بأن يتم التجديد للمالكي لكي لا تزعل ايران وتوقف المفاوضات ..ولكي لا تحصل فجوة سياسية في العراق تعكر سير المفاوضات !!

##
وبالتالي فآل الحكيم جاء دورهم الطبيعي كورثة مجلس اعلى بأن يأخذوا حصتهم وحسب الوعد الذي وقع عليه السبعة الكبار الذين مثلوا جميع اطياف المعارضة في حيها أواخر عام ٢٠٠٢ في واشنطن .ويبدو بات ميعاد التنفيذ والاستلام قريب جدا !!!!

رابعا :-
وأستطيع أن أجزم أن آل الحكيم لن يتبوأ شخص منهمليكون رئيسا للحكومة لأنهم لا يتحملون الأخفاق ان حصل وهم بالأصل مرجعيات دينية على أحتكاك بالناس والعشائر ( ولكنهم يحتفظون بحصانهم الأسود ) وهو شخصية مطيعة جدا لآل الحكيم، واستطاعت تلك الشخصية النجاح في المواقع التي شغلتها. وبات صاحب الشخصية له جمهور في الشارع العراقي. أضافة ان هذه الشخصية لطيفة الهندام وهادئة وشعارها ( العمل قبل الكلام ) …

ناهيك ان هذه الشخصية مقبوله للمرجعية وللأكراد والى إيران والى الحكمة والى المجلس الاعلى ولكثير من الشركاء الشيعة والسنة !

وفِي نفس الوقت تستطيع هذه الشخصية أعادة حق سياسي للنجف الأشرف أُستلب منذ عام ٢٠٠٥ وحتى الآن وذلك من خلال حق آل الحكيم ألذي وافقوا عليه كبار المعارضة عام ٢٠٠٢.. والنجف هي عرين المرجعية الشيعية وعرين المجلس الاعلى وعرين السادة آل الحكيم وعرين جوهر المعارضة العراقية ضد نظام صدام !!.

خامسا :-
هناك شخصية ستنافس الحصان الأسود الخاص بالسادة آل الحكيم ولها قبولها لدى الأميركيين وبعض الخليجيين وبقوة .. ولكن الشارع العراقي لا يتحملها وكذلك ان المرجعية الشيعية مجبره ان تضع صاحب هذه الشخصية منافسا لهذه الشخصية التي ورد ذكرها الآن لكي لا تغضب المرجعية الاميركيين وفِي نفس الوقت لكي ترضي الخليجيين ولكن هناك شركاء مهمين يرفضون هذه الشخصية ومنهم الأكراد ….!!

وسوف يبدأ سباق وضغوط ماراثونية وعلى نفس حبس الأنفاس في لحظة ماراثون ( المالكي عبد المهدي ) قبل سنوات …..!!

ولكن توقعنا سوف يكون الدخان الأبيض لصالح الحصان الأسود ألذي سوف يرضي أختياره الشارع العراقي ، واستحقاق المجلس الاعلى ، والحكمة ، ويرضي الأكراد و إيران ، وكذلك ستقبل عنه المرجعية كونه شخصية مرنة وغير صدامي وليس لديه شعار ( ماننطيها) وبات صاحب هذه الشخصية مستقلا وعلى عكس الشخصية المنافسه له والتي تدعي إنها مستقلة ولكنها تُمارس التقية ونوعا من الخداع !!.

فباتت المرجعية الشيعية هي بيضة القبان وهي اللاعب الأساسي في أختيار الشخصية البديلة التي لن تحدث ضجة سياسية وفِي نفس الوقت ستكون هذه الشخصية قريبة من عنصر الشباب والذي تصر المرجعية الشيعية على زج الشباب في الحكومة أضافة للخبرات المهمة بجوار هذه الشخصية !!.

علينا الانتظار !!.

سمير عبيد
١٥ آب ٢٠١٩

– ملاحظة :. كل ما ينشر من مقالات في الوكالة تعبر عن رأي كاتبها، وتعتبر سياسة المؤسسة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار