مقالات

رِسالتي الأخيرة.. رسالتي التي لن تصِل

((وان_بغداد))
رِسالةً ناقِصةَ الأركان، إذ لا مُرسلَ إليهِ و لا عُنواناً تُرسل إليه،
أكتُب اليوم على مضد، ما ظننتُ أن أكتُب رِسالةً كهذِه يوماً ما، لطالما ظننتُ أنني سأكتُبُ بطاقات الدّعوة لِزفافِنا.
أنتِ أكثر من امرأة، أُشهِدُ الله أنَّكِ كُنتِ أختاً، صديقةً، و رفيقة دربٍ… يؤسِفُني أللا تُسعِفني أبجدِيّتي بوصفِ مكانتكِ السّامِية، كانت أعواماً جميلة تِلك التي جمعتني بِك، ذِكرياتُك لا تُنسى، أنا لا أعلم كيف سأتخطّى هذا الأمر، حقّاً لا فِكرة لدي، لا يهم، المُهِم أن تتجاوزيه أنتِ… ولتعلمي أنّي و الله ما أردت بِكِ سوءاً قط؛ لطالما كانت إراقةُ دمي أهون عليّ مِن انهمار دمعك…

اليوم أرحل إلى الأبد، لا فِكرة لدي عن شُعورك تجاه هذا الرّحيل، كُلُّ ما أعرِفهُ أنكِ هذِهِ المرّة لم تتمسّكي، لا يهم، آمل بأن يُسعِدكِ…
اليوم أرحلُ إلى الأبد، إن استيقظتُ غداً فلن أرسِل لكِ “صباح الخير” و أنتِ أيضاً لن تفعلي، لن أنتظِر مُكالمتكِ ليلاً، و أنتِ أيضاً لن تنتظِري.
لن أكون هُناك حين تشعُرين بالخوفِ ليلاً، حين تُقطعُ الكهرباء، أو حين تخافين البقاء وحدكِ بالمنزل. لطالما كُنت أتآكلُ قلقاً إذا ما ابتعدت عني، اليوم سأتعايشُ مع هذا القلق مُجبراً إلى الأبد..

لن تصِلني تهنِئتكِ في يومِ ميلادي، و أنا أيضاً لن أُرسِل، و لكم يؤلِمُني أللا أُهنِّئك بذكرى عظيمةٍ كتِلك، لن تتّصلي لتُفرِغي الحُزن بداخلك، و لن أكون هناك لأواسيكِ، و لن تطلُبي المُساعدة إذا ما وقعتِ في مُصيبة، رُغم أنّي لن أتوانى في تقديمها، لكِنّك لن تفعلي. أي سيكون كُلٌ مِنّا في عِدادِ الموتى نِسبةً للآخر… أسأل الله أن يُلهِمنا الصّبر في مُبتلانا…
اليوم أستودِعُكِ الله الذي لا تضيعُ ودائِعُه… و أسأله أن يكتُب لك السّعادة حيث تكونين. أستعيذ بالله مِن أن يُذيقك مرارة كتابةِ رسالةً كهذِه.
و إن أحببتِ.. أسألهُ أن يرزقكِ حُبّاً جميلاً، رجُلٌ يُراعي الله فيكِ، يتفهَّمُكِ، تماماً كما تتمنّين. و أتمنى لكُم السّعادة حقّاً.
و بالخِتام، أودُّ أن أُخبِركِ للمرة الأخيرة، أنّي أحببتُكِ بُكِلِّ ما أوتيت من شُعور، و أنّي أردتُك وحدكِ من هذه الحياة، و لكِن قدّر الله و ما شاء فعل…
الرجلٌ أحبّكِ أكثر مِن ذاتِه…

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار