مقالات

ذكرى يوم صلب الانسانية

بقلم : أسامة الفيلي..
تمر علينا اليوم ذكرى صلب الانسانية او مايمكن ان نسميها نحر او قتل الانسانية، هذا اليوم الذي فزع فيه اغلب الشعب العراقي عند رؤية التأريخ وهو يكرر نفسه، وان المغول قد عادوا بوجه جديد..
تخيلوا المشهد، ساحة مليئة بتجمع للوحوش مؤدلجين بفكر الدواعش واجرامهم ووحشيتهم وتعطشهم للدماء مقنعين بوجه جديد تحت مسمى (ثوار) تواجدوا في ساحة الوثبة في بغداد، هذه الوحوش اقدمت على نحر طفلا وقتله والتمثيل بجثته وصلبها بطريقة بشعة امام جموع الناس المتواجدين والمشاركين بالجريمة في ذلك الوقت.
هذة الحادثة وما بعدها من احداث جرت تذكرني بكتاب قرأته للكاتب (ريجارد كليتربيوك) بعنوان “أقتل شخصا ترعب ملايين” يدور عن كيفية توظيف الارهاب بمسميات مدنية، وهذا ما حصل بالفعل إذ بعد هذه الحادثة صمت الكثير ممن كانوا في ساحات التظاهرات بسبب الرعب الذي رأوه وخوفا من البطش بهم او راضخين لاجندات مملؤة عليهم، ولا ننسى ان هناك من رفض هذا الاجرام وكان عليه ان يتخذ موقف معين واطلع على قواعد اللعبة وانسحب بهدوء .
والغريب في الموضوع ان الحكومة وقفت عاجزة امام هذه التهديدات من قتل وحرق وسرقة وجباية الاتاوات من المحال المجاورة التي تخضع لسلطة عصابات الساحات لاسيما في بغداد مع علمها المسبق بأن موقفها المتخاذل هذا قد يسبب في قتل العشرات من مواطنيها نتيجة تذبذب مواقفها من العصابات من جهة ومن المتظاهرين من جهة اخرى، ومواقف الاعلام وكيفية ترويجه افكارا واخبار تصب في مصلحة اجندات معينة ومعروفة.
في احدى محاولاتها في تلوين الاخبار والتخفيف عن الجريمة بثت قنوات سوداء مسمومة انه قبل ليلة من قتل الطفل حدث تبادل اطلاق نار بين الضحية والعصابات المتواجدة قرب دارة وانه قتل 3 وجرح عدد منهم، ولكن في الحقيقة اكدت دائرة الطب العدلي ودائرة صحة الرصافة انها لم تستلم جثة اي شهيد من ساحات التظاهرات الا جثة الطفل (ميثم البطاط)
الصدمة بلغت ذروتها وكانت كبيرة على العراقيين وهم يرون طفلا في الخامسة عشر من عمرة يقتل ويسحل وينحر ومن ثم يُصلب امام المئات الذين اكتفوا بتصويرة وبث المقاطع الفديوية للجريمة ..
اليوم هو ذكرى استشهاده فشكرا للعراقيين الشرفاء الذين أقاموا له تمثالا في وسط بغداد ساحة الوثبة تحديدا، تخليدا له وليعلم العالم ان لهذا الوطن شرفاء حريصين عليه مهما تكالبت علينا المصائب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار