مقالات

خلية بريطانية -أميركية : تعمل على أستراتيجية ” تغيير المشهد”  في العراق  !!.

بقلم :- سمير عبيد
هناك تسريبات بدأت تخرج هذه الأيام  لبعض السفارات الخليجية ومراكز أوربية متخصصة  بأن هناك غرفة عمليات “عسكرية واستخبارية واستراتيجية وسياسية” عالية المستوى تم الشروع والعمل فيها  بين البريطانيين والأميركيين لدراسة وضع العراق والتفكير بأنهاء معاناة هذا الشعب مع قيادته السياسية الفاشلة، وإخراج العراق من عنق الزجاجة ليكون العراق بلدا فاعلا ، ويكون  البلد الاول الذي ستُنفذ فيه استراتيجيات التحالف البريطاني الاميركي الجديد والذي سيحدد هوية ومعالم المشهد العراقي انطلاقا لمشهدالمنطقة !.

ويبدو ان  من اهم مهام هذه الغرفة عالية المستوى هي :-

١-تقييم مرحلة العراق خلال  ال ١٦ عام المنصرمة سياسيا وعملياتياً واجتماعياً وثقافياً!.

٢- تقييم دور الحلفاء العرب والأوربيين  وأهميتهم ومواقفهم خلال ال ١٦ عاما  ليتم الاستغناء عّن الكثير منهم والإبقاء على بعضهم وتحديد ادوارهم القادمة   !.

٣- اعادة هيكلة التحالف الذي تشكل قبل غزو عام  ٢٠٠٣ والشروع بتحالف ( بريطاني -أميركي) جديد في العراق. وان الغارة الأخيرة بمسافات شاسعة داخل العراق  وضد اهداف جديدة هي باكورة اختبار هذا التحالف الجديد !.     

٤- تقييم أداء السياسيين العراقيين منذ عام ٢٠٠٥ وهو عام العمل السياسي المنظم بانتخابات وحتى الآن لمعرفة الذين يستحقون البقاء في المشهد السياسي وتحييدهم من الأذى والقرارات المقبلة …والشروع بأنهاء ادوار الذين نبذهم الشعب العراقي والذين نهبوا خزائن الدولة والمجتمع والذين سوف تكون أيامهم جحيما لأن تاريخ السياسة البريطانية مختلف عّن تاريخ السياسة الاميركية حيث البريطانيون يكرهون الفاسدين ويكرهون الكاذبين ولا يتعاملوا معهم مطلقا!…..

#معلومات مهمة :-
ومن خلال المعلومات التي حصلنا عليها من بعض الدبلوماسيين في اوربا أن السبق في هذه الخطة للبريطانيين الخبراء في معرفة طويلة بطريقة تفكير العراقيين بشكل عام. وطريقة تفكير  الشيعة العراقيين بشكل خاص .ولمعرفة البريطانيين بالجغرافية القبلية والاجتماعية في العراق. وخصوصاً في الفرات الاوسط والجنوب والذي يعيش الفوضى في جميع الميادين واهمها السياسية والأمنية والاجتماعية. والفجوة التي باتت تتسع بين جيل جديد واجيال قديمة ، وبين جيل جديد والحكومة والساسة في العراق !!.

فيبدو أن موضوع المسح الجوي المشترك البريطاني والاميركي سوف يستمر فوق العراق والذي سوف تتخلله ضربات شبه مستمره الى اهداف محدده ” ثكنات ، تجمعات ، مقرات ، مخازن ، وشخصيات قيادية محددة ” وضمن خطة (التعويد والأدمان) أي إيصال الشعب العراقي لكي يُدمن تلك الطلعات الجوية وتلك الضربات هنا وهناك ليكون أمراً عاديا لحين وصول لحظة الأنقضاض!.

#البريطانيون الماكرين  يعرفون تماماً إنَّ انتشار وباء (كورونا) بات يعيق هروب المطلوبين العراقيين او الذين سيُطلبون لاحقاً نحو أوربا ودوّل الخليج بسبب اليقظة الدولية في المطارات وخطوط الطيران والتي اصلا باتت متوقفه .وبالتالي فسوف تكون وجهتهم الى ايران وان ايران نفسها باتت تعاني صعوبات داخل العراق وخصوصا بعد وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط .. وهذا ما خططت له بريطانيا من خلال غرفة العمليات المستحدثة بين البريطانيين والأميركيين  !!. …..

#وحسب المعلومات ان البريطانيين أخذوا بنظر الاعتبار أن المسؤولين المطلوبين سوف يهربون صوب عشائرهم والأحتماء بها  .ومن هنا وضعت خطة ( الموت الزئام ) حيث ستستفاد منها في تحريك الصراع ( القبلي -القبلي) وهنا سوف يتم اضعاف البيئة القبلية الشيعية وتفكيكها والتي باتت قوية جدا من ناحية ( تخزين السلاح  والتمترس) بحيث بات يُحسب لها الف حساب. بل باتت اقوى من الدولة في تلك المناطق .وهنا وعند الصراع القبلي -القبلي سوف يستفاد البريطانيون بالتالي :-

١- سوف تُحدد كمية السلاح وأماكن تواجده ونوعياته ليتم الشروع في شراءه بمبالغ عالية جدا عندما تنفذ بريطانيا خططها في الجنوب بدعم أميركي  !.

٢- سوف يتم تحديد القبائل القوية ذات النفوذ وسيتم تحديد النافذين القبليين ليتم الاتصال بهم وتقويتهم ودعمهم  للاستفادة منهم وجعلهم حلفاء  ..وهي خطط بريطانية قديمة !.
٣- ومن خلال خطة نشر وأحتواء الصراع (القبلي -القبلي) في الجنوب العراقي وهي الخطة البديلة للخطة الاميركية التي فشلت  وهي المراهنة والعمل على الصراع (  الشيعي -الشيعي) سوف يتم نشر الفوضى خارج المدن الشيعية  ( وهو دهاء بريطاني) لكي تجعل شيعة العراق هم من ينادي بقدوم الدول لأنقاذهم من فوضى القبائل  !!.

#نقطة نظام :-
فمن وجهة نظر  الاميركيين أن المشكلة العراقية تكمن في الشيعة وعند الشيعة بسبب اختلاف ولاءاتهم وبسبب التدخل الايراني الكبير في شؤونهم ورسم مستقبلهم من خلال السياسيين الشيعة الذين لا يُبدَلون وهم أنفسهم منذ عام ٢٠٠٣ ومنذ عام ٢٠٠٥  وحتى الآن بسبب تمسك ايران بهم وفرضهم على الشيعة وعلى المشهد العراقي  !!.
. ولقد فشلت امريكا في ادارة الصراع مع ايران في الورقة الشيعية العراقية وباتت تتخبط اَي الولايات المتحدة  ……..وخصوصا بعد أن حدد (الأكراد) بوصلة أتجاههم  مع امريكا والغرب منذ زمن مبكر ، ولحقهم ( السنة) أخيرا وبتوجيهات ودعم من دول خليجية محدده ليُحددوا بوصلة اتجاههم ايضا وراء امريكا والغرب والخليج !!
فبقي الشيعة هم الذين يغردون خارج السرب وممسكين بمجاديف السفينة الإيرانية  والتي هي اصلا تتعرض للقرصنة والخنق والإغراق!!.

فباتت هناك ضرورة من وجهة نظر الأميركان لأعادة التركة الشيعية الى البريطانيين الخبراء بالملف الشيعي  وهم الذين لديهم الحلول في الجنوب العراقي . ولقد شرع البريطانيين بشكل واضح بهذا الأتجاه ،وتحديدا بعد خروجهم من الاتحاد الأوربي!!.

#احتمالات المشهد العراقي المقبل :- 

•الاحتمال الاول :-
هو فرض التقسيم غير المعلن وغير الرسمي في العراق ويصبح تقسيم نفسي وسياسي وشبه اداري  ليصبح بموجبه الشيعة من حصة بريطانيا وهي العارفة بطرق انحسار التأثير الايراني عليهم لا سيما وان ايران تخاف بريطانيا عشر مرات ان كانت تخاف امريكا مركبة واحدة
!.
•الأحتمال الثاني :-
هو الشروع في تفكيك قوة تأثير شيعة السلطة  من ناحية التأثير ( السياسي، وساحة العمليات ، والقوة القتالية الرديفة) ويبدو شرعوا بها هذه الأيام تحت ذريعة استهداف القواعد والمعسكرات الاميركية
(والشيء بالشيء يُذكر فللآن لم تقدم واشنطن دليل واحد ان الحشد او حزب الله العراقي وجه ضربات الى قاعدة K1 وقتل المتقاعد الأميركي ولازالت الحكومة تطالب بالدبل ويتهربون … ، وحتى استهداف معسكر التاجي الاخير  لم يقدم الاميركان دليل واحد ان من قام حزب الله او فصيل آخر عندما طلبت الحكومة دليلا  -وهذا الكلام لي من شخصية رفيعة جدا وقرب مصدر القرار !!)

•الاحتمال الثالث ( والمرجح) !.
وهو ترتيب انقلاب عسكري بطلائع عراقية ( وهو ليس انقلاب  بيان رقم واحد، وليس انقلاب عسكري بالمعنى المعروف ) بل تحرك نخبة عسكرية عراقية بدعم اميركي وبريطاني وهذه النخبة حُددت واصلا باتت تعمل منذ فترة بعد حصولها على نفوذ وصلاحيات.. ثم انتشار للجيش العراقي في الاماكن الحساسة وحماية العاصمة والمحافظات الحساسة والغنية ،  ونزول طلائع اميركية وبريطانية في المنطقة الخضراء وهذا يتطلب اضعاف الحشد وفصائل المقاومة ويبدو ان المخطط قد بدأ بإضعافهم وتشتيتهم للشروع بالخطة فيما بعد  .. وسيكون هناك اعلان حالة الطوارىء وعلى طريقة انقلاب عبد الفتاح السياسي وزملائه العسكريين ،او عل طريقة خلع الرئيس الهاييتي المنتخب ديموقراطيا ( آرستيد) وحكومته عندما طوقتهم طلائع القوات الأميركية وتم استبدلاهم بعملية انتقالية و بنظام ديموقراطي جديد لا زال يُحكم في هاييتي وهو الأختيار الأرجح …..  ويبدو ان مهمة الطلائع الاميركية والبريطانية التي تنزل من الجو  هي التي تقوم بشؤون المنطقة الخضراء حصرياً  واستبدال ما جلبوهم  عام ٢٠٠٣ وعام ٢٠٠٥ بعملية انتقالية جديدة حيث سيتم اعتقال جميع الساسة والمسؤولين لحين البت في أمرهم … 
وهذه المرة سيكون إعداد العملية الانتقالية  أعدادا قويا ولا يُسمح للجهات  الدينية بالاشتراك فيه او التدخل فيها وسيكون هناك تمثيل لإسلام سياسي يُؤْمِن بمشروع الاسلام السياسي المدني والذي هو مشروع اميركي أصلا واعدت له واشنطن الوجوه العراقية الجاهزة ( وبالمناسبة هي اعدت وجوه لهذا المشروع من جميع شعوب الدول العربية لتكون بديلا عّن تنظيم الاخوان والتيارات السلفية ، وبديلا عّن التيارات الاسلامية  الشيعية في أنظمة الحكم الجديدة في المنطقة والتي سوف تبدأ من العراق ليكون قاعدة انطلاق نحو الدول الاخرى
)  !!.  ‘

#نقطة نظام :-
عجبي على ساسة وقادة شيعة حبذوا ويُحبذون الانتظار لحلول من الخارج بعد أن أدمنوا ل ١٦ عاما كانت ايران تحل مشاكلهم وتوجههم وتجمعهم وتطرحهم. وعند رحيل الجنرال  سليماني وانشغال ايران بمشاكلها الداخلية والخارجية تاهوا و بانت عورة أكثرية الساسة الشيعية. وباتوا عاجزين عّن لم شملهم وتوحيد كلمتهم و رؤيتهم. وباتوا  لا  يفكرون حتى  بالقفز من السفينة المتهالكة بل باتوا ينتظرون الغرق ويريدون اغراق العراق والشعب معهم، فيالها من أنانية مقرفة وياله من فشل  …..فليغرقوا وحدهم ولا عزاء عليهم …. فلن يغرق العراق والشعب والشيعة العراقيين  معهم  ان شاء الله  !!.

#الخلاصة :-
العراق مقبل على مخاض كبير له تداعيات واسعة .ونسأل الله أن يكون وليد هذا المخاض صالحاً ومفيدا!.

سمير عبيد
١٤ آذار ٢٠٢٠

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار