مقالات

حكومات العوائل

-حسن حنظل النصار
أخطر ما في الفساد ، ان يتحول الى ثقافة راسخة ومنهجا مقدسا ويؤدلج في قالب غير قابل للكسر ، ما يلفت الأنتباه ان الفاسدين اورثوا فسادهم الى أبنائهم وافراد عشيرتهم ، فصار الأبناء يدافعون دفاعا مستميتا عن آبائهم الفاسدين ، ويعتبرون ذلك حق من حقوقهم وملك منزل من السماء ، ولا يقتصر الدفاع على آبائهم الذين صعدوا الى السلطة فحسب ، بل يمتد الى الدول التي ساندتهم ودفعتهم من اجل حماية مصالحها ، مما يولد جيلا منزوع الغيرة والوطنية ..
هؤلاء الصغار الذين كبروا مع الأحداث ، وذاقوا متعة الفساد والسيارات الفارهة والقصور الفخمة و جيوشا من العبيد واللوقيين تتمسح ببرازهم ، سوف يجدون الف مبرر و مبرر لفساد آبائهم ، ويقاتلوا من اجل الحفاظ على امبراطورياتهم المالية ومملكتهم السلطوية ..
بين حين وآخر اصطدم في تعليقات عابرة لمثل هذه الج راب ي ع ، وعندما أتحرى عنهم وأقتفي أثارهم ، اكتشف ان هؤلاء الدع ام ي ص هم اولاد أولئك الحيتان الكبار ..
كل بداية تبدأ سهلة حتى تكبر شيئا ، فشيئا ، فلقد سبق ان تمخض من القائمبن على الدين والمذهب أولاد وصبيان ، اختطفوا او ورثوا الزعامة الدينية من آبائهم وأجدادهم ، واصبح وجودهم فرض من الله مقدسا ..لا يقبل الرفض و النقاش اطلاقا ..
لقد سيق ان ارسل هؤلاء الفاسدون أبنائهم في بعثات الى خارج البلاد ، ومن الطبيعي ان حصة الأسد في تلك الزنالات الدراسية على حساب الدولة ، هم من يستفرد لها ، رغم ان ابنائهم في مستو متدني من حيث القابلية العلمية ، وغير خاضعين للشروط ، ويحرم الطلاب الأذكياء في البلاد ، ويرسل مثل هؤلاء الأغبياء كجزء من الفساد الموروث ..!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار