مقالات

الوطن و براغماتية السياسيين

بقلم جمال العراقي:
منذ سقوط النظام العام 2003، حاول الكثيرين الولوج الى عالم السياسة ، وللدخول لهذا العالم يجب ترتيب اوراق الذات وميولها وهناك ما هو اهم من ذلك وهو “المحيط” ، ولذلك هناك من اصبح “علمانياً” او من”تأسلم” وآخرون انخرطوا بالعمل مع الجميع.
في حين ان الكثير منهم لا يؤمنون بتلك الحركات ولا بأفكارها، عموماً الكل يبحث عن بوابة للدخول الى عالم السياسة ، فالدخول له يعني الحصول على امتيازات، لايمكن لأي مواطن الحصول عليها ، من هنا اصبح الفرد مجموعة منظمة وفاعلة لكسب “المغانم” و بمسميات عدة قد تكون حزبية او قومية ، و المهم في التشكيل هو ان يكون الجميع مؤمنون بالمكتسبات والأهم بالقسمة التي يرونها عادلة عليهم .
فأصبح البلد مأدبة يتصارع عليها جياع السلطة والفاسدين ،
أغلب الطيف السياسي ترك دفة قيادة البلد في بحر متلاطم الأمواج وضلت الرياح العاتية تسيره اينما شاءت،
حيث لم ينتهجوا سياسةً واضحة في قيادته داخلياً و خارجياً وذلك لأنهم متقوقعين على احزابهم او طوائفهم وقومياتهم ،
تاركين البلد للصراعات الداخلية والخارجية ، من اجل مكتسباتهم الفئوية الضيقة .
البلد لن يبنى بهذه الكيفية و مهما طال الوقت ولو انتظرنا “سبعة عشر عاماً آخر” لن نتحرك خطوة واحدة الى الأمام مادام المتصدرين للمشهد يعملون على المصلحة الخاصة “المحدودة”، الحل موجود وهو بأرادة الشعب “الانتخابات” ،
ولو ترك الجميع الفكر القومي او الطائفي وذهب ابعد من ذلك “الوطن” ، لسارت كل الأمور على خير ، و حتى من يتحكم اليوم ان كان في السلطة التشريعية او التنفيذية نحن من أوصلهم إليها ، بالنتيجة قادرين على ايصال غيرهم “الوطنيون” البعيدين عن الفكر المحدود ، فللوطن رجال من جميع قومياته وطوائفه ، لا يبحثون عن المنافع الفئوية بقدر ما يبحثون عن رفعة وسموا الوطن والمواطنين.
ولا يمكن ان نجزم بعدم وجود مثل هؤلاء في السلطة اليوم ولكن عليهم التجرد من قومياتهم وطوائفهم و الانصهار في الوعاء الأكبر والأعظم “العراق” ، وهذا الأمر لا يمنع من الفخر بقوميتنا او طوائفنا بل على العكس يمكن ان نستمد القوة والاستدامة منها ،
ومن هنا يجب على الجميع الأنصات لصوت الوطن وترك “المصالح” كي نستطيع ان نبنيه على أسس المواطنة الحقيقية.
وهذا يكون بالبحث عن اشخاص على مستوى عال من الحكمة و الحنكة الممزوجة بالوطنية الخالصة لا غير .
وهذه مسؤولية “الناخب” كي لا يأتي في نهاية المطاف ويندب حضه بسبب من ولاهم هو على نفسه فالمثل يقول :
“كيف ما تكونوا يولى عليكم” .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار