مقالات

المواطن .. المواطنة

حليم سلمان:
البلدان العصرية المتحضرة تسعى من خلال القوانين والتشريعات والأنظمة والتعليمات والتنظيمات الحياتية والمؤسسات، لأن يكون “المواطن”، الفرد، هو العنصر الفاعل والمتحرك، والمتجدد والمشارك، والمساهم والبناء، لصيغ الحياة وتشكيلاتها المتعددة.
المواطنة في الدول المتحضرة، علاقة متجذرة بين الفرد والدولة، تؤطر بسلة من القوانين وتتضمن مجموعة واضحة من الحقوق والواجبات، تسهل على الفرد المشاركة، وتكون مسؤولية #الدولة الحماية للحقوق لتحقيق #العدالة بين الافراد والجماعات والناس اجمعين.
السؤال: هل يحتاج “المواطن” الى “جرعات” من دروس “الوطنية” ليكون “مواطناً” صالحاً وفاعلاً ومشاركاًَ في فعاليات الوطن الواحد؟.
أم كان لزاماً على الدولة أن تكون هي “الحاضنة” وصاحبة المشاريع “الوطنية”، التي تعطي “دفعات” من دروس “المواطنة”، لتجعل “الفرد” مؤسسة قائمة ضمن مجتمع فعال، يسمح بأستمرارية تدفق الفعل الانساني دون قيد أو شروط لتحقيق “الكرامة”، التي تحكم وتضبط معايير وقواعد ممارسة الحقوق والواجبات والمواطنة؟!.
هناك حقوق تساعد #المواطن في الوصول الى مركبة “المواطنة الصالحة”، منها، حق الحياة، حق الكرامة، حق العدل، حق الحرية، حق المساواة، حق الاعتقاد، حق التعليم، حق الرعاية، وهذه الحقوق يفترض أن تلازم الانسان، وهي الجرعات الحقيقية والمؤثرة التي تنمي فيه أو تزرع فيه بذور الوطنية، و”المواطنة” الايجابية، وبطبيعة الحال كلها تعمل على بناء منظومة العلاقات المتزنة بين “الدولة والمواطن”.
وحسب تعريف الدولة بانها “مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم”، هي الاخرى عليها واجبات، منها اقامة العدل بين الناس، والمساواة بين المواطنين، وتوفير اسباب الحياة الكريمة للجميع، والسهر على حماية المواطنين، وحماية مصالحهم المادية والمعنوية، وتحقيق الامن والسلام للجميع، والعمل على حماية السيادة العامة للمواطنين.
لذلك ووفق ماتقدم، فأن الحق والواجب امران متقابلان متكاملان، الحق يقابله واجب، وعلى الناس أن يحترموا الحقوق والواجبات.
اليوم، نعترف، ان هناك فوضى وفقدان للهوية الوطنية، أو الانتماء الوطني، ونحن أمام وجود وفاعلية “خفية” آخذة “بالتكامل” تعمل على هدم “الهوية الوطنية”، ومشروع “المواطنة” الصالحة، لذلك اصبح من الضروري بلورة وصياغة مشروع وطني للعيش المشترك، أو السلم الاهلي، لأن مستقبل #العراق، هو الرهان التأريخي الأكبر لقواه السياسية والاجتماعية والوطنية.
نقول: بالعلم والعمل، بالعقل والوجدان، يكون المواطن باعتباره الركن الاساس للدولة المدنية العصرية #الحضارية، محصناً من سموم الخطيئة، وقادراً على التفاعل مع مشروع الدولة #العراقية ايجابياً، وهو السلاح الحقيقي لمجابهة الفرقة والتفرق، ومقاومة #التطرف بأشكاله كافة، وفي النتيجة يصبح مواطناً صالحاً يملك هويته #الوطنية التي ينطلق منها في ممارسة دوره في الحياة وفق خارطة طريق ترسمها الدولة من خلال القوانين والتشريعات، وأيضاً يتصورها من منظور المسؤولية الاخلاقية والشرعية والاجتماعية من وجهة نظر متحضرة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار