مقالات

المسؤلية تقع على الجميع

بقلم جمال العراقي:

لا احد من النخب السياسية يستطيع النأي بنفسه عن ما حدث ويحدث في البلد ، وفي الحقيقة لا يوجد مسوغ او مبرر لما يحدث اصلاً ، ميزانيات انفجارية وعلى مدى عدة اعوام والبلد بلا كهرباء وبلا صناعة ، و الزراعة في تراجع مستمر و النظام الصحي لا يلبي حاجة المواطن ،
الشباب بلا عمل في بلد لديه اكثر من ثلاثمائة مصنع حكومي متوقف عن العمل و مصانع القطاع الخاص التي تعد بالمئات هي الأخرى متوقفة و لأسباب عدة منها “عدم التخطيط ، الفساد ، الاستيراد” ، الضبابية تكتنف المشهد الكلي للبلد وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية وحتى الصحية ، ولا احد يستطيع ان ينكر ذلك ، الحكومة لا تملك عصاً سحريه ولا تستطيع فعل شي ايجابي للشعب على المدى القريب او حتى المتوسط ، ولا يقع اللوم عليها هي وحدها فقط بل على جميع الحكومات المتعاقبة التي جائت بعد سقوط الطاغية ، وكي لا ابخس حقها فقد جائت ببعض الإنجازات ومنها السجالات والمهاترات ورمي التهم بالفساد والعمالة والطائفية فيما بين اطرافها المشاركة فيها ،
والسبب يكمن في تسقيط الخصم السياسي من اجل الفوز في الانتخابات ، تلك المشاكل المفتعلة بين السياسيين وجدت آذان صاغية من بعض ابناء الشعب فمنهم من آمن بتلك الترهات وكاد يجر البلاد إلى اتون حربٍ اهلية كادت تودي بالبلاد الى الهاوية لولا تدخل المراجع والخيرين من ابناء الوطن ، ومنهم من سخط على الأحزاب السياسية جميعها وكان العزوف الكبير عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة واضح للعيان . ثم جائت صفحة داعش التي حرقت الحرث والنسل وهي الأخرى طويت بسواعد ابناء الوطن الغيارى ، واليوم وبعد كل ما قاساه المواطن من حروب وقتل وتهجير يريد ان ينعم ولو بقليل من الراحة وهو لا يطلب المستحيل ، بل ابسط سبل العيش الكريمة التي تتمتع بها شعوب المنطقة ، فألى متى يبقى المواطنين يعانون واغلبهم من دون عمل حيث فاقت نسبة البطالة العشرين بالمئة وخط الفقر تعدى الثلاثة والعشرين بالمئة وحسب المنظمات المختصة ، لذا يجب على الحكومة الوقوف على الأسباب ومعالجتها وبالسرعة الممكنة ،
ولا يمكن الإعتماد على بيع النفط فقط ، ويجب العمل على تنشيط القطاعين العام والخاص ،
والسؤال الذي يتبادر للأذهان لم لايزالان متوقفان لحد الساعة ؟
ومن يقف خلف ايقاف عجلة الصناعة والزراعة وحتى الثروة الحيوانية في البلد ؟!!!
اين الحكومة من كل هذه الأسئلة ،
وما هو دور وزارة تسمى التخطيط وعلى مدى سبعة عشر عاماً ، اين التخطيط ؟
البلد يتراجع اقتصادياً والإعتماد على النفط وحده في جلب الإيرادات قد يجر البلد الى ما لا يحمد عقباه في ظل تذبذب اسعاره ، وايضاً بروز “الطاقة البديلة” قليلة الانبعاثات كبديل للنفط وهو امر اصبح واقع ومتاح وان كان على مستوى محدود لكنه ما يلبث في الانتشار السريع في بضع سنين القادمة ،
لذا على الجميع ترك المنافع الشخصية او الحزبية والالتفات الى المصلحة العامة ، والمباشرة بإيلاء الاهتمام بالقطاع الصناعي والزراعي والثروة الحيوانية لما لهم من اهمية بالغة في الأمن الاقتصادي والغذائي للمواطنين وجعل خدمة المواطن والسهر على راحته هدف وغاية كل من يتصدى للمسؤولية ، كي لا يمقتكم الشعب وزتلاحقكم لعنة التأريخ ،
وهذا لا يمكن تحقيقه دون توحيد الصف الوطني وبذل جهد مضاعف من قبل الجميع .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار