مقالات

العراق.. وأزمة الكهرباء الازلية

بقلم محمد الخفاجي
تعتبر مشكلة الكهرباء في العراق، من المشاكل التي لم يجد لها حل من قبل الحكومات المتعاقبة في العراق ، حيث يمر البلد بأزمة توفير الطاقة الكهربائية منذ تسعينيات القرن الماضي، وتفاقمت الازمة بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام (٢٠٠٣).
⬇️ نبدأ أهم الأسباب الرئيسية التي اوصلت البلاد إلى تردي إنتاج الطاقة الكهربائية في البلاد:
١- مضى على انشاء المحطات الكهربائية في العراق اكثر من قرن، وبحسب مختصين، ان صلاحية إنتاج الطاقة الكهربائية في هذه المحطات قد أنتهت. ويجب ان تركز الحكومة على انشاء المحطات الكهربائية المتطورة، (طويلة الامد)، التي تغطي جميع محافظات العراق.
٢- الحروب التي خاضها العراق من ثمانينيات القرن الماضي ولحد هذه اللحظة، التي كانت السبب الرئيس في تردي الكهرباء في البلاد.
٣- الفساد المالي و الإداري الذي رافق الحكومات المتعاقبة، التي كانت سبب في تفاقم أزمة الكهرباء. حيث يحتل العراق، بحسب تقارير المنظمات دولية، المراتب الأولى على لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم. السبب في ذلك يعود إلى تنامي الإيرادات المالية، من ارتفاع صادرات البلاد للنفط، مقابل المؤسسات. انطلاقاً من هذا التصور، يصبح بالإمكان فهم البيئة التي تعمل وزارة الكهرباء العراقية.
٤- الإدارة الغير صحيحة لوزارة الكهرباء، على مر الأزمان، من قبل الوزراء (غير اختصاص)، الذين اختارتهم الأحزاب السياسية، ( ليس على اساس الكفاءة)، ولكن على اساس مذهبي مناطقي، وذلك تسبب الى سوء إدارة الوزارة.

٥- التوسع السكاني والعمراني، الذي تسبب في ارتفاع مستويات الطلب السنوي على الكهرباء، بنسبة بين ٧ – ١٠ بالمئة سنوياََ.

⬇️انتاج الطاقة الكهربائية قبل سقوط النظام من التسعينات الى (٢٠٠٣).
كانت البلاد تنتج، قبل سقوط النظام، ما يقارب (٤٣٠٠) ميغاواط. حينها، كانت جميع المحافظات تعاني شُحّ التجهيز بالطاقة، باستثناء العاصمة بغداد. حيث كان النظام السابق، آنذاك يعمل على رفد العاصمة بالكهرباء عبر الاستقطاع من حصص باقي المحافظات، إلا أن هذه النسب من الانتاج قد تراجعت الى (٣٠٠) ميغاواط، نتيجة للأضرار التي خلفتها حرب الخليج الثانية على البنى التحتية والمنشآت الكهربائية والنفطية.

⬇️ إنتاج الطاقة الكهربائية بعد عام ٢٠٠٣ :

بلغت طاقة الانتاج المتحققة كمعدل سنوي (٣٤٠٩) ميغاواط مقابل حجم طلب (٦٤٥٣) ميغاواط خلال عام ٢٠٠٣ أي بنسبة عجز مقدارها (٢٧)%”. أما معدل إنتاج الطاقة الكهربائية في عام ٢٠١٩ وصل الى (١٩) ألف ميغاواط، بحسب إحصائية رسمية. اي الفارق بين الإنتاج من عام (٢٠٠٣ – ٢٠١٩)، تصاعدي في مستوى الإنتاج بنسبة كبيرة. حيث ان العراق بحاجة إلى عشرة آلاف ميغاواط إضافية من الكهرباء، التي تقدر تكلفتها بقدر (١٥) مليار دولار.

🌑 الحلول المتطورة للظروف الصعبة التي يواجهها العراق في إنتاج الطاقة الكهربائية :
١- يجب أن يعتمد العراق على تقديم حلول جذرية في قطاع إنتاج الطاقة الكهربائية، والسيطرة على الظروف القائمة محلياََ.
٢- يجب على الدولة العراقية ان تقوم باختيار وزير اختصاص، بعيد عن المحاصصة المقيتة التي دمرت العراق.
٣- تقديم دعوة إلى الشركات العالمية الرصينة في إنتاج الطاقة الكهربائية. وضمان امكانية سرعة اقامة المحطة، بما يضمن توصيل الطاقة المولدة بالشبكة للأماكن الأكثر احتياجاً حتى في ظروف التشغيل الصعبة.
٤- ترشيد استهلاك الطاقة والاستخدام الأمثل لها، مسؤولية مشتركة بين المواطن والدولة، وتتطلب جهداََ كبيراََ من الحكومة المركزية والحكومات المحلية لتوعية المواطنين.

🌑 وأخيراً وليس اخراََ أقول : ان أزمة الكهرباء في العراق، لايمكن معالجتها بحل سحري، مهما كانت ضخامة المبالغ المصروفة عليها، ولن يكون من السهل وضع منظومة كهرباء متكاملة في ظل عدم الاستقرار،( السياسي، والاقتصاديّ، والأمني)”. انتهى

الصحافي
محمد فاضل الخفاجي
18 كانون الثاني 202‪0

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار