مقالات

الرحلة 971 الاسرائيلية التي حطت في الامارات.. قراءة من الارض..!!

بقلم الدكتور : نعمه العبادي/النجف..

الواقع : حطت الرحلة 971 الاسرائيلية والتي تم أختيار رقمها متطابقاً مع المفتاح الدولي لدولة الامارات ، وقد انطلقت من مطار ابن غورين باسرائيل تجاه الأمارات عابرة الأجواء السعودية بموافقة حصلت عليها من السلطات السعودية ، وتحمل وفدين امريكي بقيادة المستشار جاريد كوشنر صهر ترامب ، ووفد إسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي الأسرائيلي ، في زيارة هي الأولى بشكل رسمي للإمارات ، وبقى الوفد يومين عقد خلالها إجتماعات أمنية وسياسية وفنية ، ليتم إستكمال الأتفاق بزيارة رئيس الوزراء الأسرائيلي لاحقاً .
• المؤشرات :
1- الزيارة محل إهتمام دولي وترحيب عربي معظمه غير معلن ، وجزء كبير من هذا الترحيب ذي طابع شعبي خصوصاً في الخليج .
2- مهما قيل عن المصالح والملفات التي يقال إنها ستكون محور التعاون ، فإن الأمن هو القضية الأساسية لهذه العلاقة .
3- البعد المعنوي للزيارة هو الأهم فيها ، لذلك هي دخول آمن إسرائيلي الى البيت العربي .
4- الخليج بصورة عامة متوجه الى ذات المسار الإماراتي وخلال فترة وجيزة .
5- لن تكون هناك ردود أفعال عملية تساوي أثر الحدث ، وستبقى الأمور في ظل بيانات الإدانة .
• الخلاصات : مجمل خلاصة القراءة الأرضية في جملة حقائق تتضمن في طياتها ما ينبغي فعله وهي الآتي :
1- ان السبب الرئيس الذي وصلت إليه الأمور بهذا الشكل يتمثل في تداعيات وآثار السلوك السيء والإدارة الفاشلة والفساد والتآمر والخيانات ، التي يتحمل تبعاتها معظم القيادات الفلسطينية من كل التوجهات ، والتي أوصلت الأمور الى الأحتراب بين مكونات الشعب الفلسطيني ، والتي أنهكت كل مقومات الدولة ، وساهمت في تحويلها الى كيان شكلي ، طبعاً هذا المؤشر لا ينكر ولا يتناسى المضحين والمخلصين والأوفياء والشرفاء من الشعب الفلسطيني .
2- يتحمل الشعب الفلسطيني قدراً كبيراً من المسؤولية جراء تماهيه مع قيادات غير مخلصة ، ساهم الكثير منها في تضييع القضية الفلسطينية .
3- تتحمل المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية ، قسطاً كبيراً من النتائج التي وصلت اليها الأمور .
4- أن تحميل الفلسطنيين المسؤولية لا ينفي الجهد الصهيو امريكي المنظم ، الذي عمل منذ قرابة القرن على تحويل إسرائيل الى حقيقة واقعية مفروضة على المنطقة .
5- أن هناك علاقة عكسية بين تصاعد مساحة المقبولية الإسرائيلية لدى الدول العربية وحل الدولتين ، بل أي حل مقبول للملف ، لذلك على الفلسطنيين إنتظار المزيد من الأيام السوداء .
6- أن هذه العلاقات وهذا التنازل واللهاث العربي تجاه إسرائيل لن يغير من العقيدة الإسرائيلية والمنظور الإسرائيلي الديني القائم على أساس التوسع والضم ، والذي لن يرضى إلا بابتلاع كافة المنطقة .
7- هناك مخيلة تتحدث خلف الكواليس عن حرب مفترضة بين ايران والحلف الإسرائيلي الخليجي ، تكون بقدرات وسلاح إسرائيلي ومدد خليجي وتسويغ امريكي ، تستهدف إنهاء النظام في ايران حسب المفترض وتصفية حزب الله ، وضمان شكل معين للحكم في العراق ، وهي كواليس منخرطة في مقدمات مزعجة ستخلق الكثير من التوترات في المنطقة ولو لم تحدث تلك الحرب .
8- من الراجح جداً أن تكون هذه الخطوة مدخلاً لتصاعد وتنامي حركات وتوجهات راديكالية مختلفة سيكون لها نشاطات تصعيدية محصلتها الإندفاع الى الأمن الهش .
9- الدخول الإسرائيلي الى المنطقة عبر البوابة الخليجية ، سيكون خط فاصل لمرحلة تحولات عميقة في البنى الإجتماعية والثقافية في المنطقة ، ونحن أمام موجة أنزلاق قيمي مرعبة .
10- على جميع الأطراف التي لا تتوافق مبدئياً مع هذا المسار ، ان تنخرط فوراً في عمل منظم يبدأ من إعادة قراءة خارطة الأخطار والتحديات والأمكانات والقدرات ، ويتحول الى مراحل من التحالفات المنظمة القائمة على اساس مصالح متبادلة ومتكافئة .

🛑 ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار