مقالات

الحروب الإقليمية والصراعات والخصومات العربية.. هل تجاوز العراق مرحلة الخطر؟

((وان_بغداد))
بقلم الدكتور وفيق السامرائي
في معظم الدول تشكل أجهزة الاستخبارات والأمن ووزارة الخارجية محور التفكير الأساسي في تحديد مصادر الخطر الاستراتيجي وتدوين تسلسل وأسبقيات الأعداء والأعداء المحتملين. وإلى مرحلة مجابهة الحكم الشيوعي في أفغانستان في السبعينات خشية وصول السوفييت إلى المياه الدافئة في الخليج وجنوبه كان وصف الأعداء محصورا بدولٍ ، وبعد تدفق ما سمي بـ (المجاهدين العرب) إلى افغانستان ومعظمهم خليجيون من خريجي مراكز التكفير ما مهد لظهور تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، بدأ تهديد الأمن الدولي يتسع بشكل خطير وصولا إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 في أميركا بالسيطرة على طائرات مدنية ومهاجمة أهداف حساسة، ولم تعد الدول وحدها تأخذ اسبقيات التهديد والعدو، بل التنظيمات الإرهابية وأخرى سياسية تتهم بنشاطات إرهابية.
أحد أهم أسباب انتشار وتوسع التنظيمات الإرهابية يعود الى خلل شنيع في بنية المجتمعات، وتساهل الحكومات مع الدعاة من مراكز التكفير، وعدم ضبط حركة الأموال العامة والخاصة اليهم، واستغلال ذلك لأهداف وتدخلات خارجية.
وبعد افغانستان تعرض العراق لأسوأ نشاطات تكفيرية مدعومة ماليا وإعلاميا وأغطية سياسية وبآلاف الانتحاريين من دول خليجية وعربية، لكن التركيبة المجتمعية الوطنية العراقية المتماسكة أحبطت تلك النشاطات المعادية معززةً بدعم دولي وبخلفية شباب العراق العسكرية واندفاعهم في الدفاع عن بلدهم، ويعزز ذلك مصادر الثروة حيث يشعر الفرد في شمال وغرب ووسط العراق بأن حياته مرتبطة بخيرات نفط الجنوب وبالوحدة الوطنية.
وتمكن العراق من تجاوز مرحلة الخطر وكل ما بقي هو استمرار ضبط النهايات السياسية والمناطقية ومنع تنامي الثقافة المتخلفة…
عربيا:
الإمارات هي اللاعب الرئيسي حاليا، حيث تشعر أن الاخوان المسلمين هم مصدر الخطر الرئيسي عليها تشاركها مصر بثقلها الكبير ودول أخرى، لذلك نرى لها ثقلا ووجودا ونشاطا في شمال أفريقيا واليمن واتهامات تركية لها، ومعركتها الكبرى الآن في اليمن لمجابهة نشاطات التنظيمات المذكورة ولأسباب استراتيجية أبعد كثيرا مما يحصر بالحوثيين، فالحوثيون الآن ليسوا العدو الأول ولا الثاني للإمارات، وقد لايشكلون تهديدا وقد نراهم زائرين في أبو ظبي مستقبلا، فلا عداوة دائمة.
والصراع في ليبيا يدخل ضمن نفس الاطار إماراتيا، والتحالف مع السعودية ليس إلا مرحليا وشقة الخلافات أوسع.
السعودية الآن شعرت بخطر كبير على ما يبدو وتناور لمصالحة مع قطر، ورسالتا تهنئة الملك وولي العهد الى اردوغان، وهما مؤشران مهمان.
المنطقة ستبقى ملتهبة والصراعات عربية ـ عربية ولا حرب على طرفي الخليج. والعراق بات أقوى من كل التهديدات.
والوضع العربي كما يقول الريفيون: (جيب ليل وخذ عتابة). اي ان مشوار صراعاته الداخلية طويل.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار