الثقافية

وسط حضور سياسي وثقافي رئيس الجمهورية يعلن افتتاح المركز الثقافي العربي الكردي في السليمانية

أعلن فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس 18 أيار 2023 ، عن افتتاح المركز الثقافي العربي الكردي في مدينة السليمانية، وذلك بحضور معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، ومعالي وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق يعقوب، وعدد من قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني، وكبار الشخصيات والمسؤولين وجمع من الأكاديميين والكتاب.
وأستهل حفل افتتاح المركز بتلاوة معطرة من أي الذكر الحكيم، بعدها عزف النشيد الوطني، ثم وقف الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق.
وألقى السيد الرئيس كلمة أكد فيها أننا “نطمح من خلال المركز الثقافي العربي الكردي إلى ترسيخ وتطوير الصلات والحياة المشتركة ما بين الثقافة والمثقفين الكرد وزملائهم من العرب ومن القوميات الأخرى، وبالعكس أيضاً، أي ما بين المثقفين العرب ونظرائهم الكرد ومن القوميات الأخرى المتآخية في العراق الديمقراطي الاتحادي”، مشيرا إلى أن المركز مؤسسة مدنية مستقلة.
وشدد فخامته على أن ما يجمعنا ويوحدنا هو الكثير من المشتركات الثقافية والوطنية والاجتماعية، ومن المسؤولية أن نطوّر هذا التنوع ونعززه بالعمل المشترك، وسنعمل من خلال هذا المركز على أن نحقق جانباً من هذه الطموحات، لافتا إلى أن العمل في المركز سيكون للمثقفين، من أدباء وفنانين وكتّاب وباحثين ومفكرين، بلا تدخل من أية سلطة غير سلطة الثقافة الوطنية المشتركة.
وأضاف السيد الرئيس أن السياسة خصوصا في عقود الدكتاتورية الأخيرة عملت للأسف على ما يشبه القطيعة بين أبناء البلد، وكان من نتيجة هذه السياسات أن تنشأ أجيال لم تتعود على التعايش المعروف ما بين المواطنين من القوميات المختلفة.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن فرص العيش المشترك وتعلّم اللغات أصبحا أمراً ممكناً بل ضروريا، ونطمح إلى أن يتحدث أي كردي اللغة العربية، كما نطمح لأي مواطن عربي أو من القوميات الأخرى أن يتحدث ويتفاهم بالكردية.
وفي ما يلي نص كلمة السيد الرئيس:

“السيدات والسادة الحضور الكرام
من دواعي السعادة أن أحييكم وأرحب بكم هنا في السليمانية، وهي عاصمة الثقافة في إقليم كردستان ومن مدن الثقافة الأساسية في عموم العراق.
أرحّب بكم وأتقدم لحضراتكم بجزيل الشكر لاستجابتكم الكريمة وحضوركم افتتاح المركز الثقافي العربي الكردي، وهو مؤسسة مدنية مستقلة غير مرتبطة بأية جهة حكومية أو حزبية، وهذه المؤسسة هي مركز ثقافي يهمنا جميعاً، ونطمح من خلاله إلى ترسيخ وتطوير الصلات والحياة المشتركة ما بين الثقافة والمثقفين الكرد وزملائهم من العرب ومن القوميات الأخرى، وبالعكس أيضاً، أي ما بين المثقفين العرب ونظرائهم الكرد ومن القوميات الأخرى المتآخية في العراق الديمقراطي الاتحادي.
كلنا أبناء هذا البلد. تنوعنا هو مصدر لقوتنا.
إن ما يجمعنا ويوحدنا هو الكثير من المشتركات الثقافية والوطنية والاجتماعية، ومن المسؤولية أن نطوّر هذا التنوع ونعززه بالعمل المشترك.
سنعمل من خلال هذا المركز على أن نحقق جانباً من هذه الطموحات.
وسيكون العمل في المركز للمثقفين، من أدباء وفنانين وكتّاب وباحثين ومفكرين، بلا تدخل من أية سلطة غير سلطة الثقافة الوطنية المشتركة.
الفعاليات والبرامج المشتركة والترجمة هي وسيلة المركز للعمل ولتطوير حسن التعايش والتآلف ما بين الجميع.
ونستطيع أن نقدم الكثير من الأمثلة والرموز الثقافية الكردية التي أسهمت في إثراء الأدب والثقافة العربية، فبالإمكان الإشارة إلى أحمد شوقي وعباس العقاد كأديبين من أصول كردية وأبدعوا في اللغة العربية، وكذلك هنالك الكثير من الأدباء والكتاب العرب ممكن كتبوا عن رموز ثقافية وسياسية كردية في الماضي والعصر الحديث.
وفي الحقيقة لابد من الإشارة هنا إلى كتاب المناضل الكردي الراحل إبراهيم أحمد والذي حمل عنوان (الأكراد والعرب) فهذا كتاب رائد في العمل من أجل التعايش والحياة المشتركة.
من المؤسف أن السياسة، خصوصا في عقود الدكتاتورية الأخيرة عملت على ما يشبه القطيعة بين أبناء البلد، وكان من نتيجة هذه السياسات أن تنشأ أجيال لم تتعود على التعايش المعروف ما بين المواطنين من القوميات المختلفة.
الآن، كما تلاحظون، فإن نشاطات سياسية وثقافية مشتركة بين السياسيين الكرد والعرب، وكذلك لدينا شراكة للكرد في مختلف الحكومات الاتحادية.
ولذلك فإن فرص العيش المشترك وتعلّم اللغات أصبحا أمراً ممكناً بل ضروريا.
نطمح لأن يتحدث أي كردي اللغة العربية، كما نطمح لأي مواطن عربي أو من القوميات الأخرى أن يتحدث ويتفاهم بالكردية.
هذا ما يعزز التقارب ويطور الحياة والعيش المشترك.
نعتقد أن معرفة أي لغة هي ثروة علمية للفرد نفسه وبيئة طيبة للتعايش والتفاهم والتآخي ما بين البشر.
الثقافة تستطيع أن تفعل الكثير في هذا المجال.

ونأمل ونتمنى لهذا المركز الذي نجتمع هنا من أجل انطلاقته أن يحقق ما نصبو إليه.
تمنياتي لكم بأيام رائعة في مدينتكم السليمانية.
مرة أخرى شكراً جزيلاً لاستجابتكم وتلبيتكم هذه الدعوة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وأكد وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، في كلمته، حرص وزارة الثقافة على دعم مشاريع وحدة ثقافة العرب والكرد وباقي المكونات، مشيرا إلى أهمية تطوير التعاون والعمل المشترك بين الأدباء والكتاب من مختلف المكونات.
فيما أشار وزير الثقافة في إقليم كردستان السيد محمد حمه سعيد إلى أن الثقافة الكردية والعربية هي مشروع تنويري واحد يهدف إلى إعادة انتاج مجتمعات قادرة على الأمساك بالوعي الثقافي والمجتمعي والانطلاق الى آفاق جديدة.
وتحدث سكرتير المجلس الأعلى للاتحاد الوطني الكردستاني السيد فريد اسسرد عن استخدام الكرد للحرف العربي وكيفية تطويع المشكلات اللغوية الموجودة بين اللغتين مماسهل استخدام اللغة مجتمعيا وثقافيا.
وأكد رئيس اتحاد الأدباء السيد علي الفواز أهمية توفير بيئة سياسية وثقافية داعمة لمثل هكذا مشروع.
بدوره نقل رئيس هيئة الأشراف القضائي القاضي ليث جبر حمزة تحيات رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان وتمنياته بالنجاح للمركز باعتبار أن الثقافة رسالة سلام.
وقدم الدكتور إبراهيم خليل العلاف نبذة تاريخية عن الاخوة العربية الكردية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار