الثقافية

هل هو حب حقيقي أم مجرد تأثير العشرينات؟

رباب طلال مدلول

تمر عليّ هذه الأيام بحالة من الارتباك، لا أعلم إن كان ما أشعر به تجاهك هو حب حقيقي، أم أنه تأثير الهرمونات والجوع العاطفي الذي أعيشه، أم أنها مجرد لهفة العشرينات. لماذا أحبك؟ هل لأنك تجيد الكلام المعسول؟ أم لأنك ظهرت في حياتي فجأة، وبدون تخطيط مني، ثم سرعان ما ملأتها بحضورك، وأغرقتني بحبك؟ كنت دائماً بجانبي في الوقت الذي لم يقف فيه أحد. جميعهم سخروا من حلمي، عداك، كنت أنت الوحيد الذي أخبرني بأنني سأكون عظيمة يوماً ما، وستساعدني للوصول.

ولكن، هناك صوت خفي داخل رأسي يخبرني بأن أبتعد عنك، بأنك ستخذلني كما فعل الآخرون، وأنك لست مختلفاً كما تردد. صوت عدم الثقة بداخلي صاخب جداً، أحاول تجاهله لأنني أحتاج إلى من يقف بجانبي في هذه الفترة، من يطمئنني بأنني بخير، وأن الأرض لن تنهار من تحتي.

“الحب ليس مجرد شعور، إنه قرار”، هكذا قال أحدهم. هذا القرار قد يبدو محيراً في بداية العشرينات، حيث تتداخل المشاعر مع الأحلام والطموحات. عندما يُظهر لنا أحدهم الحب والدعم، نشعر بالامتنان ونميل إلى تصديقه، حتى وإن كان هناك صوت داخلي يحذرنا. “الحب ليس في الكلمات فقط، بل في الأفعال” هذا ما تعلمته من تجربتي. الأفعال التي تقوم بها هي التي تمنحني الشعور بالأمان والثقة. لكن، هل يكفي هذا لتجاهل الصوت الذي يخبرني بالابتعاد؟ “الثقة هي الأساس”، ولكنها صعبة البناء وسهلة الانهيار. ربما تكون تجربتي مع الخذلان المتكرر هي التي تجعلني أشك في كل شيء، حتى في مشاعري.

“أحياناً، يجب أن تستمع إلى قلبك، وأحياناً يجب أن تستمع إلى عقلك”، ربما هذا هو الصراع الذي أعيشه الآن. هل أستمع إلى قلبي الذي ينبض بحبك؟ أم أستمع إلى عقلي الذي يحذرني؟

“الحب هو أن تجد شخصاً يساندك عندما تنهار”، وقد كنت أنت هذا الشخص. لكن، هل سيكون هذا الدعم دائماً؟ أم أنني سأجد نفسي في النهاية وحيدة مرة أخرى؟ “الحب ليس مثالياً، لكنه حقيقي”، هذه العبارة تمنحني بعض الطمأنينة. ربما لا يجب أن أبحث عن الكمال، ربما يكفي أن أعيش اللحظة وأستمتع بما لدينا الآن.

“الحب هو مغامرة، والمغامرة تتطلب شجاعة”، قد تكون الشجاعة هي ما أحتاجه الآن. شجاعة للثقة، شجاعة للمحاولة، وشجاعة للتخلي إذا لزم الأمر. في النهاية، الحب هو مزيج من المشاعر والقرارات، ولا يمكن أن يكون بسيطاً أو واضحاً دائماً، ولكنه يستحق المحاولة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار