الثقافية

من برديات أرض كنعان ‘أختي شمعون’

من برديات أرض كنعان
(أختي شمعون)
د. سلوى متولي
…تحب البكاء لكن على الأطلال المصنوعة بيديها؛ فهي تهوى تحطيم البنيان، ولا تعرف النسيان… تتذكر كل الحزن القاطن في الوجود كي تنطلق كالسهم في جنون الغيظ والحقد والطغيان. فمن أمامها؟! من يكون؟! لا شيء، حسالة بشرية يغلفها جسد، وهي الملاك المحلق بجناحين في سماء الغرور… كلما نظرتُ إلى أفعالها وجدتُ قابيل، غير أنها لا تقتل الجسد، بل تخنق الروح. إنها مبتكرة في أساليب القتل المعنوي، شيطان بشري، فرَّق بين يعقوب وقرة عينيه، واختارت هي أن تُفرِّق بين قرة العين ومرآتها؛ حتى تقتل الذات وصورتها في المرآة. والغريب أنك تجدها في الصلاة تلتزم بالوقوف!! أي صلاة تؤديها؟! وبماذا تناجي ربها؟! هل حضرها يوم أرتعدت فيه أوصالها خوفًا من الحق؟ يالكيد النساء، ويالقسوة الرجال في شخصها. لقد قُتِل هابيل، وظَلَّ صك الأخوة قائمًا شاهدًا على طغيان أخيه. تبَّت يد العدوان في شخص الإنسانية المزيفة، إنها إثبات من الشيطان بحقارة الإنسان وضعف عقله، إنها جنون الأنا الذي يحلق في ضحالة الجهل…
بقلم د/ سلوى متولي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار