الثقافية

ماسية الكلمات

– تونس –

بقلم الأديبة الشاعرة : سميرة الزغدودي

توأم الروح

هلم نصارع معا القدر بتمرد وعنادوجرأة

نبني من جنون عشقنا صرحا شديدا عتيدا

نتحدى الاهوال والصعاب وتفاهة الاقاويل

ولا يهمنا لومة لائم و لا ثرثرة سخيف

لا نهاب من حسد حسود و لا غيرة غيور

لانخشى المحن من معقد متحجر بغيض

فلنكن الرياح التي تغير وجهة اشرعة مراكبنا

لا نبالي بالعواصف والانواء وثورة البراكين

سيعيش كلانا بالاعالي كالنسور فوق القمم

تعال الى دياري لننعم بفراديس جنان الخلد

تستكين روحك وتنتعش بالاستقرار في برزخي

لا تدع هذا الحب الصاخب مدفونا باشعارك

ارتو من فيض نمير نبعه ولا تكترث لاي رقيب

لاتتركه يتغلغل بداخلك محفورا باعماقك

اطلق يا فارسي الهمام العنان لهمسك الجريء

اطو المسافات لامتطي خلفك صهوة جوادك

ساهبك بساتين خضرائي بساطا تحت قدميك

كم اتوق للمغامرة و المجازفة لاجل عينيك

ثق انني سافديك بخافقي وروحي ودمي

فانت سلطاني وتاج راسي المرصع بالالماس

……………………………………

صديقي

أيا رجلاً تجلت فيه بديع الشيم

اسطورةً تسكن روحي ووجداني

عهداً فريداً لا يُشترى بثمن

كنزاً نفيساً لا يقاس بميزان

شمساً دافئةً لن تغيب

جليداًعنيداً لن يذوب

بدراً وضاءً ينبذ الافلين

علامةً فارقةً على خد الزمن

سعادةً نادرةً التمِسها كلَّ يوم

هواءً عذباً سكن اعماقي

نوراً ساطعاً استقر بمقلتي

الواناً ساطعةً تزهو بها سنيني

حياةً عظيمةً ارتبط بها وجودي

املاً انت نبضه بهجته وعمره

بحراً ساحراً يجذبني بهدوء

اتوق اليه في سكوني وصمتي

فيحتضنني بسخاء وصدق

اشكوه ضنكي وضيق صدري

فيرفع عني بأسي وهمومي

ويكفكف الامي ويضمد جروحي

مضينا معا على عتبة الزمان

وسرنا فوق أرصفة الايام بكل حب

وعبرنا المسافاتِ باحلامٍ ورديه

وجُبنا المدى وحلّقنا فوق كلّ المدارات

فإذا النجوم تلاحق ظِلّينا

والقمر يتفيّأ تحت دوحنا

وشهابٌ يلاحق من يعكّر صفونا

فيا رباه المجيب للدعاء

وفق بين كل الاخوة المحبين

…………………………………

كم اتوق؟؟؟

لخلجات نبضك

ولهيب انفاسك

وهمسك الصادق

ودعاباتك العذبة

أحتاج لحنانك.

لدفء حضنك

لنظرات عينيك

لرجفة اوصالك

ورعشة جسدك

ولهفة روحك

تسكرني عسلا

من رحيق رضابك

ايا رجل الصفاء

بل النقاء والوفاء

حبيبي وقمري

………………

يراقصني

يراقصني ويهمس لي بأعذب الهمسات

يداعبني بنعومة اللمسات مثل النسمات

يسقيني من سحر ينبوع سمراء النظرات

يهدهدني كرضيع متعطش لرقة الحركات

يهديني ترياق الوجود ونبع سخاء الحياة

وانا بين ذراعيه وصدره وجسده وراحتيه

كريشة مرتجفة مرتعشة في مهب الرياح

كعصفورة طليقة تحررت من بين القضبان

كفراشة مرفرفة بهيجة زاهية الالوان

كطفلة صغيرة ساذجة بسيطة بريئة

تنط في سعادة خفيفة رشيقة هنا وهناك

فأهوي اسيرة كلمات تمطرني سيلا جارفا

ترويني عسل شهد ناعم تقاطر من بين الشفاه

يسكرني من غزل أشعاره رحيق كأس مدام

فيزهر زمني من حولي بالجوري وشقائق النعمان

يغمرني ويعتصرني بدفء حضنه ثم يدفعني

مجددا نفس الايقاع والاداء وتواتر القفزات

يعزف على اوتار نبضي شتى النغمات

يخبرني بأنني ملكة متوجة على عرشها

يختلف قصري عن سائر قصور الملكات

وأميرة الاميرات فاتنة الفاتنات والبهاء

بدرامكتملا يفوق ضياؤه كل النجمات

يروي لي قصص واساطيرالعشاق والعاشقات

فانتشي من عبق شذى عطره ولحن صوته

وأنصهر كشمعة ذائبة بين يديه وفي دجاه

ويشعرني أنني امرأة مكتملة الانوثة والصفات

وفجاة توقفت اللحظات وتلاشت النوتات

تبخر بديع حلمي ولفتني لوعة المأساة

وانتفضت من غفوتي بعد فوات الاوقات

وعدت كما كنت فارغة الوفاض أجر الخيبات

لا امتلك سوى صدى همسات وشذايا ضحكات

رنينها يقرع ذاكرتي وسمعي يدق بصمام فؤادي

يدمر شغاف خافقي ونبض روحي واعماقي

يمزق اوصالي يرهق جسمي يفتت وجداني

فقدتركني انزف دامية أتلوى بالاهات والزفرات

أحتضر واتلظى بنار الوجد صريعة كجثة هامدة

………………………… .

اسمعها مني إذا

أسمعها مني إذا

انا امنية الحياة

وعذوبة سعادتها

وهناء الحلم

وصدق المسعى

وصفاء القلب

ولهيب الحب

وجمر نار العشق

وهشيم الولع والوله

ونقاء السريرة والروح

حافظة للعهد والوعد

……………………

حلم اليقظة

وكلما يجتاحني شعور الشوق اليك

انهب المسافات نهبا في سري

ارفرف محلقة في فضاء سمائك

اجتاز الفيافي والبراري والبحار

اجابه الاهوال كفارس همام مغوار

لاكون على ابواب ديارك وبين يديك

استرق النظر من نوافذ غرفتك

افترس ملامحك ونظرات عينيك

و ارتوي من عذوبة لهيب أنفاسك

وأحترق بهشيم عشقك وسحر عطرك

ويكتوي الكبد والخافق والجسد

من رحيق رضاب شفتيك ونغم همسك

فتتوالى النبضات وتتسارع الدقات

وتتزايد الاهات والشهقات والزفرات

كقرع الطبول وسحر عزف المزامير

وسرعان ما يتلاشى سحر الجنون

فأنكص على أعقابي أتلظى بالعذاب

يلتهمني جمرالالم و الشوق والحنين

أجر أذيال خيباتي يصطحبني الانين

يلفني السواد ويلسعني القر اللاذع

يجلدني بسياطه النافذة حتى العظم

……………… ..

نم هنيئا وقر عينا

لا لن اتبرع لمتلهف جائر

لأي متوحش كاسر ضمآن

متعطش للارتواء من دم العذارى

لا تأس حبيبي ولا تشغل بالك

انني لست فريسة او لقمة مستساغة

انا التونسية القرطاجية صعبة المنال

لا بل من السهل الممتنع المستحيل

متمردة جريئة بالكلم والكتابة

ولكنني بقصري وببرجي العالي

متوجة متربعة على عرشي الملكي

فنم هنيئا قرير العين مرتاح البال

محبور الفؤاد والروح و الخاطر

فسلطانتك غير قادر عليها احد

فهذا امر محسوم وبات غير محال

………………………… .

الخنساء القرطاجية

أنا الخنساء القرطاجية

ملكة قصائدك وأشعارك

خصني الله بالحسن والبهاء

وألهمني دماثة الخلق والاخلاق

فتحديت جميع بنات حواء

سحرت القلوب وألهبت الصدور

أحرقت الاكباد بخافق ملائكي

ينبض صدقا وعفة ونقاء وشرفا

واستحوذت على السرائر والعقول

بطيب الكلم وفضائل الشيم

فكنت كمن يبرئ المرضى طبيبا

ولكن مابال مشاعري وروحي

مالت واستكانت بصدق الوجد

وانغمرت بحبك وجنون العشق

فهمت تائهة بديارك ولحن دجاك

سابحة غارقة في اعماق بحارك

يعصف بي خريف القدر يبعثرني

ولكنك تبقى انت وحدك جنتي

كترنيمة قصيدة شعر اندلسية

تداعبني كأعزوفة همس غرناطة

وحتى ان جفوتني وأدبرت عني

فلا يزيدك الزمن بكياني الا مكانة

وستظل لك في خافقي الف نبضة

فلا ترميني بنبال نظرات عينيك

فإنني على قرب من خطر المرمى

……………………………………

سألغي الحواجز

سألغي الحواجز

وأكسر الحدود

واطوي المسافات

لاسكن بين الوريد والشريان

وانتزع اشواك الحياء بداخلك

سأسكرك حلاوة مدام الحياة

لتعيش عذوبة سعادةالوجود

بولادة متجددة للخافق والروح

……………………

قرار

اقولها لك وهذا قراري

نبض فؤادي كدق الطبول

معذب اسير يجتاحه إعصار

في لهفة الشوق والحنين

الى حد الانصهار والذوبان

متعطشة لجنون لحن العشق

كمتسولة تستعطف الصدقة

او يتيمة ترجو عطفا ومرحمة

علك تحنو علي بكلمة او نظرة

او تغازلني بنغم همسة او لمسة

فلا يهمني في حبك ما قيل او سيقال

فانت ثورتي وتمردي جنتي وناري

فليشهد التاريخ أسطورة عشقي

وما دونته عنك في كتب اسراري

بانني احبك دون نفاق او تصنع

واجاهر به دون قيود او تردد

فاحاكي به قصص المحبين والعشاق

واناجي فيه القمروالنجوم والاطيار

واغازلك في دواوين قصائدي وأشعاري

فلا يجاريني في بوحي اشهر الشعراء

وتعجز الابجديات عن محاباة وصفك

فتنحني خجلا وإجلالا أمام أمجادي

…………………………

قصة عشق

قصة عشق حدودها الذكريات

بقايا أضغاث همسات وخلجات

بذاكرتي عثرت على صدى ضحكات

بخافقي فلتت مني بعض النبضات

راحلة اليك ناطقة بحروف اسمك

مرددة اسطورة حب حدودها الزمن

فيالتيك تدركها وتستعذب حلاوتها

فالقدر القاسي أعدمها وأجهضها

ولم يخلف سوى شذايا مشاعر هامده

كم اتوق لخلجات رفيف نبضك

لهيب أنفاسك يجتاحني بحرارته

في ليالي حالكة قارسه كالجلمود

يدغدغني همسك ودعاباتك العذبة

ويسري بروحي دفء الحنين

وتغمر جسدي رجفة ولهفة الشوق

حين أراك بخيالي طيف يلفني

ويسكرني عسلا من رحيق الرضاب

يطوقني بذراعيه في احلام اليقظة

يعتصرني اعتصارا يهز انوثتي هزا

ويسقيني من حنان نظرات عينيه

فتتغلغل باوصالي رجفة فريدة

تعلو بي الى الافق الامس النجوم

واناجي قمري حبيب الصفاء والنقاء

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار