الثقافيةالطقسمقالات

قوة الشخصية بناء الإنسان ومستقبل الاوطان

بقلم بتول الإعرجي:
تختلف وتتنوع شخصيات الناس، في ما بينهم، فنجد أقوياء الشخصية ونجد الضعاف والمهزوزين، بسب نوع وطبيعة البيئة والتنشئة المجتمعية، ويعتبر كثيرون قوة الشخصية مرادفة للتكبر والتسلط والاستعلاء،والغرور، وهو مفهوم مغلوط كليا ، حيث تعد الشخصية القوية من مميزات أي مجتمع يطمح للتقدم والازدهار، لاتصافها بإنجاز المهام والقدرة على تحدي العوائق والمشكلات وحلها بأكفأ الطرق، العقلية وروح وعزيمة الاصرار ويسعى الجميع لامتلاك هذه الشخصية لما تضفيه من الجاذبية والسحر على صاحبها، وتمكنه من عيش الحياة بالطريقة الأجمل والأمثل، ويكسب الإنسان من خلال شخصيته هذه وحضوره محبة واحترام وود الناس، وتقوم الشخصية القوية على أساس الأسلوب والسلوك الذي يتوجه به الإنسان تجاه غيره ومن هم حوله،في دائرة تاثيره .
ولو تأملنا قليلاً في الفوضى والفساد والمآسي والاضطرابات والجهل والتخلف التي يعيشها مجتمعنا نجد أننا نشكل جزءا من إحداث هذه الفوضى والمآسي، نحن شكلناها بسبب ضعف شخصية المواطن وعوامل الجهل والفقر وانقياده الى شخصيات تدعي العلم والسيطرة والقرار وبقينا تابعين بلا عقل تقودنا العواطف والخوف من المجهول ، فإذا كانت الفوضى والمأساة والاضطراب والخوف والتقاليد المتهرئة في ذواتنا فإنها تنعكس على عالمنا الخارجي وبالتالي يتشكل مجتمعنا بهذه الصورة، فالمجتمع في إحدى صوره هوعلاقة مشتركة وهو نتيجة لهذه العلاقة، فإذا كانت علاقاتنا فوضوية أنانية فالمجتمع يكون كذلك. الناتجة من الضعف والانحلال والافتقار لمقومات القوة والعقل والفكر والانضباط الروحي.
ان ضعف الشخصية يتنافى مع سمات الرجل وصفاته ومقومات الرجل القوية صاحب السيطرة والمواجهة الذي عليه الاتصاف بها مثل قوة الشخصية ومواجهة المواقف والتصدي للمصاعب والحزم ورباطة الجأش كما أن الضعف في الشخصية يؤثر في حياة الرجل العملية، ويحرمه من الكثير من الامتيازات ويكون عنصرا غير مؤثرا في مجال محيطه الأسري والاجتماعي والعملي وغير قادر على تحمل المسؤولية وأعباء ومشاكل الحياة ولذلك فقدنا اهم ميزة في خلق مجتمع متكامل قيادي نحو النهوض بواقع ومستقبل البلد والشعب.
ولذلك ان تربية الأطفال تعد مسؤولية خطيرة وامانة في اعداد جيل مستقبلي قوي الشخصية واثق الخطوات وهي بالدرجة الاولى امانة كبيرة يتحملها القائم بالمسؤولية حيث يفقد أحيانا للأسف الآباء بوصلة توجيه الأطفال في أية لحظة بتصرفات خاطئة لا يدركون عواقبها، ولكنها تنطبع على شخصية الطفل التي لا تزال في مرحلة التشكيل فتستمر معه ربما طوال العمر. فلذلك يجب توعية الطفل وارشاده سلوكيا واخلاقيا وعقائدبا وتنمية طاقاته ومواهبه .
حيث يعد المنزل المكان الأول لتعليم الطفل المهارات الاجتماعية؛والدينية والاخلاقية لذلك يجب أن يحرص الأبوان على أن يكونا قدوة حسنة و إيجابية للطفل، من خلال إظهار مدى ثقتهم بأنفسهم، ومساعدة الآخرين، وإظهار الود للغرباء، وكل ما يتعلق بغرس الأفكار والعادات الاجتماعية والدينية والانسانية الفاضلة ،ومعاملة أطفالهم باحترام، والثناء عليهم، وتبادل الأفكار معهم لمساعدتهم في حل مشاكلهم مع أقرانهم مع مستويات اعمارهم .
كما يجب ان يتم تعزيز شخصية الطفل من خلال معرفة اهتماماته، وتشجيعه على التسجيل في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والأنشطة الرياضية والثقافية ودورات تعليم القرآن، وكل ما يساهم في بناء واعداد جيل المستقبل الواعد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار