الثقافية

د. جبار صبري: خمس خطوات من أجل فهم النص/ الحلقات كاملة

د. جبار صبري:
خمس خطوات من أجل فهم النص/ الحلقات كاملة

الحلقة 1
افترض ان النص كلمة او جملة ولتكن مثلا: ماء نظيف، كتاب، شجرة التفاح…
الخطوة الاولى: وهي خطوة اولى ومن اوليات الفهم ولكنها ادنى حلقة من حلقاته وتعنى بالكلمة ومعناها. وقد يلزمها الاتفاق المجتمعي المسبق على معاني الكلمات. مثلا: الماء كمادة هو هذا السائل الشفاف الذي لا طعم له.. ومعناه الشرب او السقي .. وقد اتفقنا على ان تكون هذه المادة اسمها ماء وان يكون معناه الشرب او السقي.. وهكذا
المادة/ ماء —- المعنى / الشرب
طبعا ان الفهم عبر المعنى هو من ابجديات الفهم البسيط وهو مرحلة اولى وتكاد ان تكون مسلّمة نهائية وهي مرحلة بدائية بحتة وقد اعتمدتها الشعوب كوسيلة للفهم في بدايات مراحلها وهي وسيط للفهم بدائي..
اذن الكلمة معناها من اولى تلك الخطوات وان البشرية جمعاء على مسافة واحدة من ممارسة هذا الفهم الاولي بهذه التقنية: تقنية الكلمة بمعناها المتفق عليه والمثبت اجتماعيا وقاموسيا. وهكذا يبقى الماء ماء مادة ومعنى لا أكثر ولا أقل.
ومن عيوب هذا الفهم:
– أنه لا يقبل التقدم والتغاير ولا النمو او الترحل بل يبقى كما هو طالما أنه محبوس باتفاق جمعي لا انفصام منه.
– يدور في نفسه ويكون تدويرا مستمرا لمن يمارسه
– دوري الزمن بوصفه ثباتا مطلقا
– يجعل المجتمع في خط ساكن من المعرفة بمكتفى المسميات وحسب.
– يعطي العقل اجازة مفتوحة ويمنح الذاكرة ممارسة مفتوحة من التذكير اذ لا حاجة للتفكير بقدر الحاجة الى التذكير وحسب.
– الاكتفاء بما هو موجود كأصل وجود
– يجعل من الشعار الاتي: (ليس بالامكان احسن مما كان) دليل عمل للفهم.
– طالما التذكير سمة الفهم اذن سيكون الماضي اصل الزمنية فيه
– اذا كان الماضي اصلا لكل زمن فانه اسمى رتبة من الحاضر او المستقبل وبالتالي ان شرط التذكر سيفرض التراتب بالاوليات وهذا ما سيجعل العالم قائما على ثنائية: اعلى وأدنى.
– طالما كان التراتب معيارا للفهم اذن سيكون النظام السياسي نظاما دكتاتوريا
– الفهم يجري بدواعي الاضداد لا أكثر
– موت دائم لـ : المستقبل، الدلالة، الازاحة، التأويل، التجديد، الاضافة…
– استهلاك دائم للمعرفة
– النصوص ظرفية بحتة طالما معانيها منساقة الى ظرفيتها وحسب
– تفسير الاشياء بذاتها حصرا
– الخطاب ذكوري
– القراءة بالتشخيص بعيدا عن التحليل والنقد
– قيم المجتمع راديكالية
المشكلة اننا كمجتمعات غير منتجة قد تربينا على هذا النموذج واعتبرناه حتى هذه اللحظة التقنية المقدسة لأجل الفهم دون ان نحاول تغييره او تقبل الخروج منه كما حاولت الشعوب الاخرى وبلغت مراحل أخرى للفهم ولم تتوقف عند هذه العتبة البدائية الاولى. كذلك المشكلة المضافة اننا عززنا هذه التقنية في التفسير وخاصة تفسير النصوص المقدسة وجعلنا الخروج عنها خروجا عن تقديس تلك النصوص.

الحلقة 2
كنا قد خلُصنا آنفا إلى: ان التطابق بين المادة والمعنى حسب تسميتنا المتفق عليها اجتماعيا كانت خطوة اولى من خطوات الفهم وهي ايضا تشكل ثباتا أيقونيا لكل تسمية مرتبطة بمادة معينة التصق فيها المعنى التصاقا مصيريا ووظيفيا لا يمكن تجاوزه او الخروج عنه وهو دليلنا الى الفهم.
لكن هذه الخلاصة هي مجرد عتبة بداية لا أكثر من جهة، وهي ما استخدمتها المجتمعات القديمة كقابلية فهم او اداة فهم قرونا طويلة من جهة ثانية. ولّما بلغت تلك المجتمعات من النمو والتطور بمكان انتقلت الى مراحل او خطوات أخرى ساعدتها كثيرا بالخروج من تلك الخطوة الاولية والفقيرة او المحددة والراكدة..
انظر المرتسم أدناه للتوضيح:
المادة المعنى

الدلالة
في الخطوة الثانية وهي خطوة اعادة النظر بالمسافة المزاحة فيما بين المادة والمعنى وهي مسافة تدعو القارئ الى اعادة فهم النص لا من حيث التطابق بين المادة والمعنى ( الكلمة ومعناها ) بل من حيث الانحراف الذي تقتضيه المسافة الموجودة بينهما بحجة ملء تلك المسافة. ذلك لإكساب النص معنى مزاحا ووظيفة جديدة في آن واحد.
يتضح ذلك أكثر خلال لعبة التوليد التي تلعبها المخيلة والحاجة لكل مفردة لغوية او غير لغوية ( علامة ) او بعبارة شاملة: لكل نص. مثلا بالعودة الى نص الماء يمكننا ان نعيد القراءة عن طريق الازاحة. عن طريق الخروج من معطف التطابقية المتفق عليها وكسر ذلك الاتفاق بإنتاج معنى للنص ذاته مغاير عما اتفقنا عليه ويمتلك وظيفته الجديدة بالإضافة الى معناه الجديد.
ونص: الماء. يمكننا ازاحته الى:
– الماء / مادة ←↓ دواء لعلاج ما / معنى
– الماء / مادة ←↓ طاقة / معنى
– الماء / مادة ←↓ تدليك العضلات/ معنى
– …. وهكذا
هذا يعني فيما يعنيه:
• وراء كل نص سلسلة مفتوحة من النصوص يمكن توليدها من ذات النص.
• الدالة الافتراضية الوحيدة في هذا العالم: عالم النصوص هو الاتفاق الاولي والذي يسمي الاشياء لينطلق من بعد تلك التسمية الى العالم المتعدد والمفتوح ويكسر تلك التسمية المغلقة على معنى احادي متفق عليه بمعان لا حصر ولا حد لها.
• الظاهر بالنسبة للفهم مجرد مجسر للعبور نحو الباطن منه والذي لا نهاية له.
• العالم افتراض وتأويل وازاحة..
• المبدأ الاساس الحركة السائلة لا الثبات الصلب.
• التفسير بدالة النص ايقونة جامدة موت لكل نص وحبسه في قفص صغير ومعدوم التغاير وهو حبيس ظرفية اولى منقرضة.
• من الدلالة ادركت البشرية النمو والتطور والتراكم والاضافة والتجديد..
• الانتاج لا الاستهلاك سمة العمل بالدلالة.
• الشأن المتغير لكل نص هو شأن ثباته الأسمى.
• كل نص هو آية لا تفنى ابدا ولها القدرة على استحداث نفسها بنفسها او عن طريق نصوص أخرى.
• الوجود والحق والحضور والخطاب.. نسبويات التمثيل.
• النظام الاجتماعي او السياسي ديمقراطي.
• العالم ليس أكثر من آثار نصوص متوالدة ومحتاجة الى غيرها.
• مثلما يذهب كل نص الى معان متعددة يذهب الى وظائفية متعددة.
هذا يعني ان مجال الفهم سيكون مفتوحا باستمرار وكذلك سيكون غير محدد بدالة احادية وهو ينمو ويتغاير وينقلب ويتجدد كلما سنحت الفرصة لتمكين القارئ من ملء المسافة بين المادة والمعنى ومن قارئ الى قارئ. ويأتي ذلك التمكين عن طريق:
– العوامل النفسية لكل قارئ
– العوامل الاجتماعية
– العوامل الثقافية
– التاريخ العملي الذي يعمل عنده على تعزيز مسار الفهم.

الحلقة 3
انظر المقولة التالية: الدلالة هي معنى فردي منزاح عن معنى جمعي قار.
يمكن ان نشرح تلك المقولة:
– لكل شيء معنى ثابت اتفقت عليه المجتمعات واطلقت عليه تسمية واحدة.
– المعنى والشيء في تطابق. مثلا: الماء/ مادة مسمّاة ومتفق عليها أن معناها الشرب..
– الدلالة انحراف المعنى الجديد عن ذات المادة
– الدلالة معنى مضاف
– الدلالة معنى فردي غير متفق عليه
– الدلالة تمنح المادة. مثلا: الماء وظيفة جديدة غير متفق عليها مسبقا. مثلا: وظيفة الماء الجديدة هي: دواء..
– الدلالة ضمن المسافة المفترضة والمتحركة بين المادة والمعنى ( بين الماء والشرب) لا حصر لها وهي سائلة ومتجددة وغير نهائية.
هذا ما جرى شرحه ومخرجاته في الحلقة الثانية.
الآن ثمة عبور يتجاوز المادة الواحدة. يتجاوز المثال الواحد الذي جرى التدليل عليه في الحلقتين السابقتين. يتجاوز علامة الماء.
الآن لكل دلالة قانون او مشفرة يمكن من خلالها تحويل المعنى المزاح والجديد الى وحدة قياس وتكرار. والمقصود هنا هو امكان الافادة من معنى المعنى الجديد وهو دلالة المادة في جعله يخرج من عباءة الامتياز الفردي الى الامتياز الجمعي ولكن هذا لا يعني الغاء التطابقية الجمعية لمعنى المادة كما جرى التوافق عليها ابتداء وقرت في القاموس الجمعي.
الدلالة انتاج فردي ولكنها حين تكسب قانونا يمكن قياسه وتكراره تنتقل الى التوافق الجمعي. مثلا:
• نحن متفقون أن الماء للشرب. مادة ومعنى. وهو اتفاق جمعي وأيقوني ثابت.
• الدلالة معنى مضاعف ولد بالانزياح عن المعنى المتفق عليه. وهي فردية المنشأ. مثل: الماء دواء. وهذا المعنى المضاعف غير متفق عليه وغير أيقوني..
• اكتسبت الدلالة ( معنى المعنى او المعنى المضاعف ) درجة من القبول المنطقي الذي يقبل القياس والتكرار. الماء دواء.
• لم نغادر المادة اطلاقا لكننا نغادر المعنى الاولي المتفق عليه سابقا ونذهب الى معنى جديد من ابتكارنا الفردي. يعني بقي الماء مادة هو الماء ولكن المعنى انزاح من المتفق عليه الى غير المتفق عليه. من معنى/ الشرب الى معنى/ الدواء.
هنا تكمن الفوائد ومنها:
– التوليد: اكتسبنا مهارة توليد معان متعددة لوظائف متعددة من مادة واحدة
– الوصول الى قانون الدلالة المبطن وبشكل منطقي قد أحال المادة من معنى ثابت يمكن تكراره وبوظيفته الاحادية الى معنى متحرك ومتجدد يمكن تكراره ايضا وبوظائف متعددة ومغايرة.
– الحياة في توسع كما العقل في توسع كما المعاني في توسع كما الوظائف في توسع..
– لا شيء ثابت في هذا العالم.
– الاضافة والتجديد والعبور والازاحة لكل مادة نحو عوالم دلالية لا حصر لها.
– البشرية تتجه في مسارها الأول نحو التعقيد وتخرج من البساطة الساذجة. تخرج من العقل الخيطي/ الاحادي الذي لا يعرف الاشياء الا بمعانيها الجامدة والقارة الى العقل التركيبي الذي يتعرف على الاشياء بمعان مغايرة ومضافة..
نحن المجتمعات المصابة بمرض العقل الخيطي لم نسع حتى هذه اللحظة الى التوليد الدلالي. لذلك لم نعرف حتى هذه اللحظة ولم نتعرف على ما يمكن تسميته بقانون او شفرة الدلالة والتي ستوجه عقولنا نحو التركيب الابعد لاحقا.
الآن عندما عرفنا ان الماء يمكن ان يكون دواء وقد برهنا على ذلك بقانون يمكن تكراره وقياسه نكون قد عرفنا وتعرفنا على عقلنا الجديد.

لحلقة 4
عندما نستخرج دلالة ويكون ذلك الاستخراج قد حقق:
– انتاج فردي لمعنى لم تتفق عليه المجتمعات
– هذا الانتاج ابدى شكلا من القناعة عند المجتمع
– اصبح يقبل التكرار وله قياس علمي
اذن، هنا اصبحت الدلالة مصطلحا. اي تحول المفردة/ المادة حين لبست ثوبا معنويا جديدا لم تتفق عليه البشرية اقول اصبحت مصطلحا.
مثلا: الماء/ مادة او مفردة – للشرب/ معنى
هذا متفق عليه بالشكل الجمعي وهو ثابت مادة ومعنى ووظيفة
لكن التحول الحاصل حين يكون: الماء/ مادة او مفردة — دواء/ معنى جديدا ( دلالة)
ويرسخ التحول اكثر حين تكون له وحدة قياس وتكرار.. آنذاك لا نتعامل مع الماء كـ :
• مادة
• معنى
• دلالة
بل نتعامل معه كـ : مصطلح
ذلك لأنه اكتسب قانونه الخاص الذي يقبل التكرار والقياس
للإيضاح انظر:
– الماء —- ضمن السياق كمفردة لغوية قارة في المرجعيات الجمعية.
– الماء —- ضمن التحول الدلالي الفردي المقنن ( مصنّع بقانون ) والذي اكتسب القبول بعدما تجاوز على بعده الأيقوني.
اذن من الدلالة حين تبلغ قانونا مقبولا ومكررا نستطيع تشكيل المصطلحات..
هذا يعني:
• إننا خرجنا من البدائية والبساطة والثبات في فهم النص ودخلنا الى التطور والتعقيد او التركيب والتغاير في فهم النص
• بدلا من القراءة والفهم في سياق وشبكة المفردات اللغوية سندخل عوالم القراءة والفهم في سياق وشبكة المصطلحات
• اكتسبنا سعة في مخيالنا الجمعي مثلما اكتسبنا سعة في اعادة الفهم عبر وسيلة الدلالة وصولا الى ترسيخ الفهم وادوات الوصول اليه عبر انتاجنا الدلالي.
• تحول الانسان من كائن بهيمي الى كائن معرفي
• انتقلت اللغة من نظام للتعبير عن وظيفة ثابتة للأشياء الى نظام متعدد التعبير عن الوظائف المتعددة في المفردة الواحدة او الشيء الواحد..
• التواصل بالمعرفة لا بالحاجة او الغريزة
تصور ان الماء/ المصطلح قد وجد فرصة للتزاوج او العلاقة او التصاهر مع الحديد/ المصطلح.. وهكذا مع عناصر او مفردات او مواد أخرى في السلسلة والنسق
هنا ازداد الامر تعقيدا. نحن الان دخلنا في الدلالات المتعددة من أجل ايجاد القانون المشترك والموحد بينهما بدلا من الاكتفاء بقانون احادي عن دلالة لعنصر او مفردة او مادة واحدة.
الماء/ مصطلح + الحديد/ مصطلح + … وهكذا
هنا اتفق مصطلح الماء مع مصطلح الحديد ضمن قانون مركب يقبل الوحدة والقياس والتكرار. هنا بلغنا لعبة انتاج المفهوم وهو المرحلة او الخطوة الرابعة من أجل فهم النص.
وهذا يعني ان وراء كل مفردة او مادة او عنصر تكمن:
– معنى ( اتفاق اولي بسيط وبدائي)
– دلالة ( انزياح عن المعنى الاولي بمعنى جديد
– مصطلح ( قانون دلالي يقبل القياس والتكرار)
– مفهوم ( قانون دلالي لعنصر ما يرتبط ويقبل الارتباط مع قانون دلالي آخر وآخر في السلسلة والنسق)
مشكلتنا نحن العقل العربي لم نصل حتى الآن الى هذا التطور الذي يرحّل المفردة: ( الماء مثلا) من معناها البسيط الى الدلالة ومن الدلالة الى قانون الدلالة( المصطلح ) ومن المصطلح الى الارتباط بعلاقة متوافقة مع قانون دلالي آخر ( مصطلح آخر..) لتصل الى المفهوم. اقول نحن لم نبلغ ذلك لا بناء ولا وظيفة مثلما لم نصل ذلك برؤية.

الحلقة 5
انظر معي:
لنفترض اننا ازاء دوائر معرفية نتمثلها على النحو الآتي:
– دائرة المعنى ( مادة ← معنى ).
– دائرة الدلالة ( مادة ← .. ← معنى², ³)
– دائرة المصطلح ( معنى² / قانون )
– دائرة المفهوم ( مصطلح + مصطلح + .. / قانون )
هذه الدوائر هي ما توصلنا اليها في الحلقات الأربع السابقة.
الآن هل يستطيع المفهوم ان يقترن بمفهوم آخر واذا ما استطاع الاقتران ماذا سيحصل له؟
بعدما عبرنا جسر المعنى والتقينا بضفة الدلالة ووجدنا او أوجدنا في تلك الدلالة ممكنات تحديد قانونها الذي يلزمنا القدرة على اعادة تكرار تلك الدلالة وبوظيفة جديدة تجاوزت الوظيفة الثابتة لكل مادة/ معنى في هذا العالم المتفق عليه. بعد ذلك اصبحنا نجوب في شبكة من المصطلحات وهي شبكة تعالت على الدلالة بقدرتها على تضمين قانون يقبل القياس والتكرار. وفي هذا العبور يكمن عبور مضاعف وهو اجتماع اكثر من مصطلح على مائدة واحدة وان هذا الاجتماع استطاع أن:
• يرينا الكلي المتموضع في جزء معين: اي في كل مصطلح ثمة معنى عابر ومتجاوز للمعنى الاولي امتلك قانونه وان هذا القانون رفعه من حالة الجزئية الى حالة الكلية ولكنها كلية صغرى. مثلا:
1 – الماء عندما كان يؤدي المعنى المتفق عليه وهو الشرب كان يعاني من انغلاق جزأيه: جزئية المادة/ الماء وجزئية المعنى/ الشرب
2 – الماء عندما كان يؤدي المعنى غير المتفق عليه والفردي ولكنه اكتسب قانونه كان قد انفتح دلاليا فوصل الى ما يسمّى المصطلح. وهو الآن قد بقي في جزئية المادة ولكنه ترحّل الى كلية المعنى بالدرجة الصغرى من الكلية. هنا الماء اصبح دواء وهذا المعنى الدواء وهو دلالته الجديدة رحّل مادة الماء من بعدها اللغوي الى بعد اصطلاحي جديد.
• يرينا الكلي المتموضع في اجزاء مختلفة. اي في عديد من المصطلحات التي يتقارب بينهما القانون الجامع لهما. وهو بعبارة ثانية اجتماع دلالي متعدد ولكنه متحد وموحد لها في نسق مقبول ويمكن ان يكون قياسا.
وهذا يمكن القول به أنه حاصل اجتماع لمصطلحات مختلفة على قانون ما استطاع ان يجد الرابط بينهما ويجعلهما في لحظة انسجام وتوافق وان اختلفت شبكة المصطلحات مادة ومعنى.
الآن اصبح لدينا من بعد طبخة المصطلحات في قدر قانوني واحد اصبح لدينا المفهوم: المفهوم ذلك الكلية المتوسطة والتي ستؤدي لاحقا الى كلية كبرى.
اذن المفهوم هو حاصل توافق جملة من المصطلحات على قانون جامع لهما.
هنا اصبح الماء دواء شاملا لكل امراض الانسان بعد ان توافق مع مواد أخرى كالتراب او الهواء او الحديد…
الآن انظر معي: تصور اجتماع أكثر من مفهوم على مائدة واسعة ذلك لأجل بلوغ الكلية الكبرى او ما يسمى: النظرية فيكون الماء هنا دواء لكل اشكال الحياة ويؤثر بكل قطاعاتها.
هنا النظرية التي هي تجريد كلي من ممكناته التأثير بكل قطاع تنفيذي جزئي.
هنا يصل الفهم الى أعلى مراتبه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار