دراسة قصيدة{ أنشودة أحد خراف البلاد} للشاعرة أنسام المعروف من منظور واقعي واجتماعي

دراسة قصيدة{ أنشودة أحد خراف البلاد} للشاعرة أنسام المعروف من منظور واقعي واجتماعي
قراءة نقدية
د. آمال بوحرب
تونس
تتناول هذه القصيدة النثرية للدكتورة أنسام المعروف قضية الفقر والظلم الاجتماعي في العراق، حيث تصور الخراف كرمز للفقراء والمظلومين في المجتمع، والمجتمع الذي يستغلهم ويضحي بهم في أعياد الأضحى لتحقيق أهدافه الذاتية والاجتماعية تستخدم الشاعرة صوراً رمزية مثل “صوفي” و “فروي” و “أصوافنا” و “زهور” للإشارة إلى الفقر والإهمال والظلم الذي يتعرض له الفقراء في المجتمع.
تبرز الجماليات الأدبية في هذه القصيدة النثرية في استخدام الشاعرة للألفاظ والصور البديعة التي تفيد في التعبير عن المعاني المراد إيصالها، فالشاعرة تستخدم الألفاظ البسيطة والصور الواضحة لجعل المعاني مفهومة ومعبرة، كما تستخدم التكرار بشكل فني لتأكيد أفكارها وتجذب انتباه القارئ وتثير مشاعره وتأثر به.
علاوة على ذلك، تستخدم الشاعرة الصور الرمزية والتشبيهات للتعبير عن المعاني المراد إيصالها، فهي تصور الخراف كرمز للفقراء والمظلومين في المجتمع، والذبح كرمز للظلم والإهمال الذي يتعرضون له. وبهذا النمط، تعبر الشاعرة عن تضامنها مع الفقراء والمظلومين، وتدعو إلى النضال من أجل حقوقهم ومطالبهم المشروعة.
ويمكن تفسير هذه القصيدة النثرية كتعبير فكري عن الفساد والظلم الاجتماعي الذي ينتشر في العراق، والتي تشجع على النضال والمطالبة بحقوق الفقراء والمظلومين

تستخدم القصيدة نثرًا بدلاً من الشكل التقليدي للشعر المقسم إلى أبيات، وهذا يساعد على تسليط الضوء على معاني القصيدة وأهميتها السياسية والاجتماعية والفكرية

تظهر في القصيدة خصائص اللغة الشعرية مثل التشبيه والتعبير الواسع النطاق والتكرار. يتمثل التشبيه في مقارنة الخرفان بالأشخاص، حيث يتم استخدام الصورة النمطية للخروف للإشارة الى صعف افراد الشعب البعيدين عن السلطة.
تتميز قصيدة “أحد خراف البلاد” بالكثير من الخصائص اللغوية الأدبية التي تضيف إلى جماليتها وتعزز معناها السياسي. وفيما يلي بعض النقاط التي توضح هذه الخصائص:
* القصيدة تنتمي إلى النوع الأدبي “النثر الشعري”، حيث يمزج فيها الشاعر بين النثر والشعر بطريقة جميلة وتأثيرية.
* تتضمن القصيدة استخدامًا فعالًا للتشبيهات والتعابير المجازية، مثل “شالاً على أكتاف جميلات القصور”، و”ذبيحة العيد”، و”شبع الأغنياء بأسماء الفقراء والقرابين والصدقات”، وغيرها، مما يجعل النص أكثر جاذبية وإيحاءً.
* يظهر في النص تكرار للأصوات، كما في “مااااع… مااااع… ماااع”، مما يعزز التأثير الصوتي والنغمي للنص ويجذب الانتباه إلى أهمية الموضوع.
* تستخدم القصيدة أسلوب النفي بطريقة فعالة، حيث ينفي الشاعر فيها أن يكون الغنم والحيوانات مثلها مثل البشر في العراق، ويعرض بذلك الظلم الذي يتعرض له الفقراء والضعفاء.
* تستخدم القصيدة أسلوب السؤال البلاغي بشكل فعال، حيث يسأل الشاعر “لماذا تطعمونهم غلاً ليقسوا علينا”، مما يعزز الشعور بالظلم والإحباط الذي يعاني منه الفقراء.
* يستخدم الشاعر الرمزية بشكل فعال في النص، حيث يرمز الغنم في النص إلى الفقراء والمظلومين، ويرمز الأغنياء إلى الطبقة الحاكمة التي تسيطر على الثروات.

{انشودة أحد خراف البلاد}
قصيدة نثر
د. أنسام المعروف/ العراق

ككل الخراف في بلادي
جميلٌ هو صوفي
لذا…فأقصى امنياتي…
ان يكون فروي
شالاً على اكتاف جميلات القصور

مااااع…ماااع…ماااع

ارضعوني لاكبر
لاكتنز
لاصبح ذبيحة العيد
المترع بالاضاحي …والولائم
ليشبع الاغنياء …
باسم الفقراء
باسم القرابين
باسم الصدقات

اذبحوني واذبحوا رفاقي
لنكون سجاداً
في قلاعكم العتيدة
أو تحفاً
في ابراجكم العاجية
إذبحونا لتدسوا أصوافنا
في وساداتكم
فانكم مساكين
ليس مثلنا
نحن نغفو…ونشخر
لكنكم
تبحثون عن نوم رغيد
في حشوة نعاسٍ صوفية
اسكتوا شخيرنا الذي يدكُ سهادكم
اذبحونا
لتناموا…رغداً
لكن اكتبوا لوحات كبيرة
بخط واضح باللون الاسود
لا تجرأوا وتزوروا أحلامنا
ويح وقاحتنا…ان فعلنا
فانتم تمنعون مزارعيكم
حتى من ملاطفتنا
تطعمونهم غلاً ليقسوا علينا
كلما إقتربنا
لتقبيل زهورٍ
لملامسة أعشابِ
ربما لا يعلمون اننا…قرابينكم
انتم … أسيادهم
انهم لا يعلمون
اننا نُذبح …كل عام
ليحيى أمثالكم!