” جَرس إنذار ”
سكتَ ابنُ آدَمَ و ابتَدَا الزلزالُ
يحكي و رَجعُ حديثهِ أهوالُ
و عُيونُهُ في العابرينِ مآتِمٌ
و بنظرةٍ مِنهُ المَدى أطلالُ
أينَ المَفَرُّ و قَد أتَانا ناقِمَاً
و يَداهُ تبطشُ و الهمومُ ثِقالُ؟
طِفلٌ يصيحُ و والدٌ لمّا يَزَلْ
بينَ الرُّكامِ و صوتُهُ يُغتالُ
و هناكَ أمُّ قد قضَت و وليدُها
يَحيا لتُزهِرَ في الوَرَى الآمالُ
وفتًى يُخَبِّرُ في أسًى عَن أهلهِ
والموتُ فّجراً جاءَهُم يختالُ:
أهلي بخيرٍ كُلّْهُم إلّا أنا
و الناظرونَ دموعُهُم تَنهالُ
و بِحُرقَةٍ رَجلً يُودِّعُ وِلدَهُ
فإذا الثّواني حينذاكَ طِوالُ :
الخدّ مِنهُم باردٌ يا حسرتي
دعني أدَفِّئُ وجَهَهمُ يا خالُ
وصغيرةٌ كانَت خُلاصَةُ رَدِّها:
لي إخوةٌ وافَتهُمُ الآجالُ
في البيتِ تَحسبهُم بخيرٍ كُلَّهُم
لكنْ قضاءُ اللهِ ليسَ يُزالُ
مِن بينِ أنقاضٍ صَبيٌّ ينبري:
لا تنقذوني – و الأسى شَلّالُ-
إلّا و وَالدَنا حياةً لا أرى
والفَضلُ في أعناقِنا أغلالُ
هي مِحنَةٌ وإذا انتبهتَ فَعِبرةٌ
طوبى لِقَومٍ مابِهم إهمالُ
هجرواالتّعالي و المَظالمَ تَوبَةً
ولِثُلَّةٍ هُم نُخبةً ما زالوا
رُحماكَ رَبّي مالَنا مِن عاصِمٍ
إلّا رِضاكَ و ما عداهُ مُحالُ
إلهام عبّود
11..2..2023