أشعارالثقافية

جَرس إنذار

” جَرس إنذار ”

سكتَ ابنُ آدَمَ و ابتَدَا الزلزالُ
يحكي و رَجعُ حديثهِ أهوالُ

و عُيونُهُ في العابرينِ مآتِمٌ
و بنظرةٍ مِنهُ المَدى أطلالُ

أينَ المَفَرُّ و قَد أتَانا ناقِمَاً
و يَداهُ تبطشُ و الهمومُ ثِقالُ؟

طِفلٌ يصيحُ و والدٌ لمّا يَزَلْ
بينَ الرُّكامِ و صوتُهُ يُغتالُ

و هناكَ أمُّ قد قضَت و وليدُها
يَحيا لتُزهِرَ في الوَرَى الآمالُ

وفتًى يُخَبِّرُ في أسًى عَن أهلهِ
والموتُ فّجراً جاءَهُم يختالُ:

أهلي بخيرٍ كُلّْهُم إلّا أنا
و الناظرونَ دموعُهُم تَنهالُ

و بِحُرقَةٍ رَجلً يُودِّعُ وِلدَهُ
فإذا الثّواني حينذاكَ طِوالُ :

الخدّ مِنهُم باردٌ يا حسرتي
دعني أدَفِّئُ وجَهَهمُ يا خالُ

وصغيرةٌ كانَت خُلاصَةُ رَدِّها:
لي إخوةٌ وافَتهُمُ الآجالُ

في البيتِ تَحسبهُم بخيرٍ كُلَّهُم
لكنْ قضاءُ اللهِ ليسَ يُزالُ

مِن بينِ أنقاضٍ صَبيٌّ ينبري:
لا تنقذوني – و الأسى شَلّالُ-

إلّا و وَالدَنا حياةً لا أرى
والفَضلُ في أعناقِنا أغلالُ

هي مِحنَةٌ وإذا انتبهتَ فَعِبرةٌ
طوبى لِقَومٍ مابِهم إهمالُ

هجرواالتّعالي و المَظالمَ تَوبَةً
ولِثُلَّةٍ هُم نُخبةً ما زالوا

رُحماكَ رَبّي مالَنا مِن عاصِمٍ
إلّا رِضاكَ و ما عداهُ مُحالُ

إلهام عبّود
11..2..2023

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار