الثقافية

الجنس.. هوس نفسي أم انحراف اخلاقي؟

الجنس.. هوس نفسي أم انحراف اخلاقي؟
✍️ عبير القيسي

يبدو المجتمع العراقي اليوم اكثر وضوحاً في اظهار حبه للجنس من خلال وسائل عديدة اتضح أنه يؤمن بضرورة الافصاح للجنس الاخر عن رغباته وتطلعاته وأهمية أشباع هذه الحاجة التي أعتبرت في هرم ماسلو من الحاجات الاساسية لكلى الجنسين فهي تتساوى مع الحاجة الى الماء والى الحب، وأن أهم الملامح التي وضحَّت ذلك: تفعيل الفتيات محتويات متعمدة تظهر مفاتنهن بشكل دقيق، مع انجذاب الذكور اليهن في مواقع الانترنت، حتى أن بعضهم ذهب الى مقارنة زوجته بالبلوگر أو الفتاة التي تتعمد ابراز جسدها على الانترنت وكأنها صاحبة منجز قيَّم.
اضافة الى رفض الشباب في هذا العصر الى الزيجات التي تتولد بطرائق تقليدية بحجة أن الحب رابط اساس بين الشريكين وعليه فيقوم التفاهم عن كافة تبعات هذه الشراكة بما فيها تنظيم العلاقة الجنسية بين الطرفين؛ وفي هذا النحو فأن الجنس غريزة فطرية تتكاثر البشرية بواسطتها وهذا أمر بديهي، لكن الكبت والحرمان العاطفي،، غلاء المهور والاستعراض الجسدي في الانترنت،، البطالة وعدم مقدرة الشاب على توفير تكاليف الزواج.. الطلاق بعمر مبكر وكارثة الترمل نتيجة الحروب التي فتكت بالبلاد جميعها اسباب تؤدي الى مجاعة جنسية لدى هذه الفئات، فنتج عنها ازدياد حالات التحرش في الاونة الاخيرة، واغتصاب الاطفال، واستغلال الفتيات العديد منهن بأساليب واهمة وأفكار لا يتقبلها المنطق نهائيا.. فالجوع لا يولَّد الا ثورة عارمة، والنقص لا ينتج عنه الا الهوس في المنقوص، والحب لا يدارى بالكتمان فالعلاقات الثنائية تتطلب دائما .. تتطلب وجود علاقة حميمة بعد أن نَظمها القانون وأحلَّها الشرع، من أجل اتمام المودة وسد الاحتياج الجنسي لكليهما، لكن من يعقل هذا ومن يشرع فيه بلا ضحايا، ودون اذىً نفسي لذاته والطرف الاخر؟ من سيسمح لمشاعره أن تصدُق ما قبل وما بعد الشرع لتكون الدافع الرئيس وراء سد الفراغ الجنسي الكبير الذي اصبحت مهوسة به فئة كبيرة من المجتمع..
وما الحل؟
الحل يكمن في الاصرار على حب ذات الشخص الذي قمنا بصراحته بما يجول بداخلنا نحوه، أن يصرَّ على تنقية محبته من النظرة الشهوائية لابناء الجنس الاخر ويقرر الاكتفاء بعشقٍ واحد ينفرد فيه معنوياً ومادياً.. ملموساً وغير ملموس.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار