الثقافية

الاعلام النوعي والكاريزما التافهة

بقلم: عبير القيسي..

في خضم التطور التكنولوجي الحاصل على مستوى العالم ككل.. حيث تغيرت شخصيات التلفزيون بفعل تعاقب الاجيال وكذلك ما حدث في العملية السياسية فالعراق لم يبقَ ذا حكماً دكتاتورياً بل أصبح منادياً باسم الديمقراطية كباقي الشعوب التي تؤمن بها.. أصبحت كافة الوسائل الرقمية متاحة وازداد عدد خريجي كليات الاعلام ليصبحوا بلا عمل يلبي طموحهم فقد حلَّ محلهم من لا يمتلك التخصص الدقيق في هذا المجال المهم.. ليطلَّ علينا مُقدم برامج يفتقر للكثير من المقومات أبرزها ادارة دفة الحوار بطريقة حضارية حيث نرى اصواتاً عديدة متشابكة وكأنها معركة في بيت اثناء بث الحلقة أن كان برنامجاً سياسياً ليتصارع المقدم مع الضيف حول طرح فكرة ما..، كذلك أمكانية الاعداد السليم لمحتوى البرنامج وضيوفه أن كانت الفكرة تقديم برنامجاً ثقافياً..
وبقيت المادة المتداولة في طرحها مثل امرأة عجوز جاهلة لا تفقه من الحداثة والذوق الرفيع شيء! وهنا تتوالى في ذهني عدة تساؤلات:
تُـرى من يشرف على اعداد اسئلة ركيكة كالرصاصة التي تخترق اذن المتلقي؟
لماذا لم نلاحظ اختلاف في السبق الخبري من حيث تقديم البرامج السياسية والثقافية على صعيد الأخبار والضيوف؟

أعتقد أن الأعلام اليوم بحاجة ماسة الى أن يضع موظفيه المناسبين في أمكنتهم المناسبة، فمن المفترض
أن يوَّظف حامل شهادة البكالوريوس من هذا التخصص في أي قناة يُقدم للعمل فيها وتتم المواقفة وفق شروط علمية وعملية رصينة…
إضافة الى معاناة الشباب (الذكور) في تفضيل الاناث عليهم بالوظائف الاعلامية كون الفتيات يمتلكن صفات جسدية يتخللها بعض رتوش التجميل من الممكن أن تسوق للقناة شهرةً من خلال مظهرها وقيامها ببعض الحركات الانثوية التي يجب الا تصدر اطلاقاً من شخص الاعلامي كون الجمهور يتأثر بقدوات الشاشة التي تعد إحدى القيادات المثقفة التي يعول عليها وواجهة راقية لأي بلد.
فيجب أن تكون هيئة الاخراج مدققة قبل العرض، كذلك على المقدم أن يكون مُلم بأدوات الحوار اسلوب ولغة ورباطة جأش تشد المتلقي حيث تكون لديه دراسة جدوى شاملة عما يقوم بتقديمه من حيث الاثر الذي سيتركه في الشارع بالإضافة الى أن أعلامنا لم ولن يفتقر الى الشخصيات الشبابية الرائعة، ولم يفتقر مادياً، ولم تنقصه المواقع التصويرية وواقعنا خصب بالأحداث المتجددة أنه فقط يحتاج الى فِكر مثقف يوجه تطلعاته ليؤثر بالناس تأثيراً حسنا حيث هذا المجتمع بناءه وخرابه مرهون بأعلامه من جميع الجوانب لأننا ومع هذه الظروف التي نعيشها اليوم نتأثر بشكل كبير بما نرى ونسمع وهذه الشاشات الكبيرة التي تقف خلفها جهود جبارة من أجل نقل صورة حيّة تمثل واقع البلد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار