الثقافية

أضواء على صحافة الفكاهة والهزل في العراق ( جريدة جکه باز )

وهي اول صحيفة هزلية ساخرة صدرت في الموصل ، وثالث صحيفة على مستوى العراق ، وتعني كلمة جكه باز باللغة التركية ( المهذار او الثرثار ) ، طبعت بمطبعة نينوى في الموصل والتي تغيّر اسمها مرارا ، فكانت في أول تأسيسها مطبعة نينوى ومطبعة سرسم أحيانا فمطبعة آثور فمطبعة عيسى محفوظ وهو اسمها الحالي وكان مؤسسها عيسى محفوظ الموصلي بشركة فتح الله سرسم وذلك في سنة ١٩١٠م  وجلب آلاتها وأدواتها من باريس وحروفها عربية ولاتينية

وذكر الدكتور حمدان خضر السالم في كتابه ” صحافة السخرية والفكاهة في العراق ” ان صحيفة  (جكه باز) صدرت بتاريخ ٢٧ حزيران ١٩١١ وهي جريدة إسبوعية صاحب الإمتياز والمدير المسؤول هو عبد المجيد الخيالي وجاء بتروستها إنها ( جريدة سياسية علمية فنية أدبية فكاهية )

مع أن الجريدة ثبتت في صدر صفحتها الاولى بالتركية إنها جريدة (مِزاحي غزته) أي جريدة فكاهية أو هزلية ، لكنها وضعت هذه الصفة بعد عبارة (جريدة سياسية ، علمية ، فنـية ، ادبية ) لذلك ضم العدد الثالث عشر  الصادر  في  ٦  أيلول  ١٩١١ مادة إخبارية كثيرة ، كما انه ضم ابوابا عديدة منها ( حوادث) و( مقتطفـات) و( إنتقاد) .

وأشار المؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف في كتابه ( نشأة الصحافة العربية في الموصل ) الذي طبعته جامعة الموصل سنة ١٩٨٢ الى : “ان جريدة جكه باز تعد –بحق وحقيق – جريدة هزلية رائدة صدرت في العراق في سنة ١٩١١ وكانت الموصل مكان إصدار هذه الجريدة وجاء في ترويستها أنها :” جريدة سياسية ، علمية ، فنية ، أدبية فكاهية ” ..وقد صدرت بحجم ٤١سم في ۲۸سم وباربع صفحات وباللغتين العربية والتركية ، وكانت جريدة أسبوعية صاحب إمتيازها ومديرها المسؤول ( عبد المجيد خيالي ) ،

وقد احتوت الصفحة الواحدة من الجريدة على ثلاثة اعمدة طويلة ، وعند العثور على العدد ١٣ من الجريدة الصادر يوم  ٦ ايلول ١٩١١  إتضح لنا بأن الجريدة سياسية وإخبارية، كذلك الى جانب كونها جريدة هزلية ، وضم العدد في قسمه العربي مقالات منها على سبيل المثال مقالة عن مرض التيفوئيد في الموصل بقلم كاتب أسمـه (فرج الله ) ومن أبوابها باب إسمه ( إنتقاد ) ومما يلفت النظر ، أنها كانت تعالج الأخبار السياسية بنوع من الأنتقاد والسخرية،

وضم قسمها التركي أنباء الترقيات وأخبار عن رعايا الدولة العثمانية وعن أحوال الأكراد وعن تجريد حملة عسكرية ضد عشيرة شمر ، والأخبار عن الحدود العثمانية الإيرانية ، وعن أخبار الحريق الهائل في استانبول وانباء تبرعات الدول لضحايا الحريق ، وأنباء عن جمعية الإتحاد والترقي

لم يعرف تحديداً متى توقفت (جريدة جكه باز) عن الصدور ، الا أن جريدة صدى بابل البغدادية لصاحبها داؤد صليوا الموصلي نشرت خبرا في عددها الصادر يوم ٥ تموز ١٩١٢ جاء فيـــه :  “وقفنا على خبر تعطيل جرائد الموصل لاسباب واهية يرفضها العقل السليم ويمجها الذوق السليم .. ” وأضافت تقول :  “قاتل الله الغايات وبخ بخ لها من جرائد حرة أوقفت نفسها خدمة للأمة والوطن ..” والجرائد الثلاثة التي إحتجبت عن الصدور هي ( نينوى، النجاح ، جكه باز ).

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار