الثقافيةتقارير وتحقيقات

الشخصية السامة وفهم الصفات والتعامل معها بوعي

تقرير: رقية رسول و محمد أحمد

لنترك لأقلامنا حرية التعبير عما يجيدونه، ولندعها تكتب سطورًا تمنح الفائدة للآخرين وتحقق مقامًا ساميًا لنفوسنا.

الشخصية السامة: كيفية التعامل معها، وكيف نحمي أنفسنا منها، بالإضافة إلى تحليل أسبابها وصفاتها.

تعريف الشخصية السامة
الشخصية السامة، أو ما يعرف بـ “توكسيك”، هي تلك التي تجلب الصراع والسلبية إلى حياة الآخرين. يتميز هذا الشخص بالسلوكيات المتسلطة والمتلاعبة، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى الإيذاء. تكمن الخطورة في أنه من الصعب دائمًا تمييز هذه الشخصية بسبب سلوكياتها الخفية أحيانًا. من المهم معرفة كيفية التعامل معها ووضع الحدود التي تحميك من تأثيرها السلبي.

صفات الشخصية السامة
1. الصفات المعرفية:
– التركيز السلبي: دائمًا ما يرى الجوانب السلبية في كل موقف.
– ميل إلى إلقاء اللوم: لا يتحمل المسؤولية عن أفعاله ويفضل تحميل الآخرين الذنب.
– صعوبة تحمل المسؤولية: يهرب من الاعتراف بأخطائه.
– التلاعب بالآخرين: يسعى دائمًا للتلاعب بالآخرين لتحقيق مكاسبه الشخصية.
2. السلوكيات:
– الانتقاد المستمر: يهاجم مشاعر الآخرين بشكل دائم.
– محاولة السيطرة: يسعى دائمًا لفرض سيطرته على الآخرين.
– التلاعب العاطفي: يستخدم مشاعر الآخرين لتحقيق مآربه.
– نشر الإشاعات والأكاذيب: يروج للأكاذيب لتشويه سمعة الآخرين.
3. الصفات العاطفية:
– الحدس القوي: يميل إلى إدراك نقاط ضعف الآخرين بسرعة.
– الحاجة المفرطة للتقدير: يطلب باستمرار التقدير والاعتراف.
– الغضب السريع: ينفجر بسرعة عند تعرضه لأدنى استفزاز.
4. صفات أخرى:
– حب السيطرة: يجد راحته في التحكم بالآخرين.
– الميل للعزلة: يفضل الابتعاد عن الجماعات إلا لتحقيق مصلحة.
– مشاكل الصحة العقلية الكامنة: قد يعاني من اضطرابات نفسية غير معترف بها.
– النرجسية: يحب ذاته بشكل مفرط ولا يرى غيرها.

تحليل: هل الشخصية ضحية أم جانية؟
غالبًا ما تكون الشخصية السامة ضحية لصدمات نفسية واجتماعية، كالتنمر أو التعنيف. هذا لا يبرر أفعالها، بل يفسر سبب تحولها إلى شخصية سامة. فالإنسان الذي تعرض لهذه الصدمات قد يلجأ إلى التلاعب والسيطرة على الآخرين كوسيلة لتعزيز شعوره بالقوة.

كيفية التعامل مع الشخصية السامة
دينيًا:
– الابتعاد: “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ”.
– الصبر والتسامح: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ”.
– الدعاء بالهداية: “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا…”.

سلوكيًا:
1 . الابتعاد فورًا إذا كانت الشخصية شديدة السمية.
2 . التحدث عن حدودك الشخصية باستمرار.
3 . تجنب مناقشة أفعاله السامة.
4 . طلب تفسير واضح لكلامه.
5 . تعلم كيفية تجنب الوقوع في فخ التلاعب.
6. لا تظهر مشاعرك وأسرارك له أبدًا.

كيفية الوقاية من الشخصية السامة
– الملاحظة الدقيقة: راقب أفعاله وسلوكياته.
– وضع حدود واضحة في بداية العلاقات.
– الحفاظ على الأسرار حتى تتأكد من أمان الطرف الآخر.

– رأي القرآن في التعامل مع السمية
يوجهنا القرآن إلى الابتعاد عن الأشخاص السامين، كما جاء في قوله تعالى: “وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ…”.

وجود السمات السامة في البعض ليس عيبًا، والعيب يكمن في عدم السعي لعلاجها. إذا شعرت بأن لديك إحدى هذه الصفات، فلا تتردد في البحث عن المساعدة المهنية. تذكر أنك لست وحدك في هذه المعاناة، وكثيرون يشاركونك نفس التحديات.

كما يقال “خير الكلام ما قل ودل”، فقد استعرض هذا المقال الجوانب الأساسية للشخصية السامة وكيفية التعامل معها. الفهم الجيد لهذه السمات يساعدك على التعامل معها بشكل أفضل في حياتك الشخصية والمهنية، ويعزز قدرتك على مواجهة التحديات المرتبطة بهذا الموضوع.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار