العربي والدولي

مساعي أمريكية حثيثة لتشكيل “جيش سوريا الحرة” بمشاركة “داعش”

بعد أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفقد هيمنتها تدريجيًا على العالم، واهتز عرشها في الشرق الأوسط لصالح روسيا والصين، بعد توقيع اتفاق سلام تاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران، تحاول إطالة أمد الصراع في سوريا ومنع روسيا من تحقيق استقرار مستدام في تلك البلد، خصوصًا وأن الدول العربية كانت قد اتجهت لفك العزلة عن النظام السوري في تحدٍ ورفضٍ مباشر للسياسات الأمريكية في المنطقة.
هذه التحركات الامريكية أشارت إليها العديد من الوثائق العسكرية المسربة من البنتاغون، فتحاول تارة شن هجوم بأيادٍ كردية ودعم أوكراني لضرب المواقع الروسية، وتارة تقوم بإطلاق سراح المساجين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي، بغرض تقوية صف هذه المنظمة الإرهابية ودعمها لضرب النفوذ الروسي في سوريا، والآن تقوم بتشكيل تحالف من ميليشيات متعددة إرهابية وإجرامية ومنها داعش أيضًا، للهجوم على قوات الجيش السوري (جيش الحكومة السورية الرسمي)، لتقويض الإستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة الرئيس السوري بشار الأسد.
وبهذا الصدد قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، بأن هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إنشاء ما يسمى بـ “جيش سوريا الحرة” بمشاركة تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل زعزعة استقرار الوضع في هذا البلد.
وأضاف لافروف: “بحسب معلوماتنا بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بـ “جيش سوريا الحرة” في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي “داعش” ومنظمات إرهابية أخرى”.
يأتي هذا في ظل عقده اجتماعًا رباعيًا مع كل من وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ووزير الخارجية التركي مولود جاويس أوغلو، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في العاصمة الروسية موسكو، لبحث سبل التطبيع بين دمشق وأنقرة، وفك العزلة عن الشعب السوري وإعادة الإستقرار.
وقال لافروف خلال اجتماع مع وزراء خارجية إيران وسوريا وتركيا: “الهدف واضح وهو استخدام هؤلاء المسلحين ضد السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة استقرار الأوضاع في البلاد”.
وأكد لافروف بأن “زملاءنا العسكريين ناقشوا هذه المشكلة مؤخرًا، واتفقوا على مخطط عمل مشترك في هذا الاتجاه”.
وفي السياق قال وزير الخارجية الروسي أن لقاء وزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا مهماً للغاية، حيث سعت الدول بثبات نحو هذه النتيجة المرجوة (تطبيع العلاقات)، لافتاً إلى أن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا تفتح إمكانيات جديدة لصيغة “أستانا” بخصوص تسوية الأزمة في سوريا، مضيفاً أن ذلك يؤثر إيجابيا على الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام.
وأردف لافروف بالقول إن “إطلاق عملية التطبيع التركية السورية بمشاركة الدول الضامنة الثلاث، أثبت فاعلية صيغة أستانا، ما سيكون له تأثير إيجابي ملحوظ، ليس فقط على الأوضاع في سوريا، ولكن أيضًا على المناخ العام في منطقة الشرق الأوسط ككل”.
واقترح لافروف أنه يجب إعداد خارطة طريق للتسوية في سوريا للقاء القادم لوزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا، ليتم عرضها لاحقاً على رؤساء الدول.
ويأتي اجتماع وزراء خارجية روسيا، سيرغي لافروف، وإيران، حسين أمير عبد اللهيان، وسوريا، فيصل المقداد، وتركيا، مولود تشاووش أوغلو في موسكو اليوم الأربعاء في ضوء محاولات تطبيع العلاقات وإزالة التناقضات بين دمشق وأنقرة، بمشاركة صيغة أستانا لحل الأزمة السورية، وهو الامر الذي تراه واشنطن تهديدًا لمصالحها في المنطقة، فالمنطقة بأكملها بدأت تطبّع علاقاتها فيما بينها دون العودة والمشاورة مع الإدارة الأمريكية، وذلك بسبب بروز قطب عالمي جديد يتمثل بروسيا والصين بشكل رئيسي، ضرب الهيمنة الامريكية العالمية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار