العربي والدولي

كلمة رئيس البرلمان الأردنى بمؤتمر البرلمان العربي بالجامعة العربية

كلمة رئيس البرلمان الأردنى بمؤتمر البرلمان العربي بالجامعة العربيه بالقاهرة

ندعم مصر والسودان فى قضية سد النهضة وأطالب الجميع بالتوجه إلى بغداد

رشا منير / مصر

أتقدم أولاً: باسم مجلس النواب الأردني بأحر مشاعر التعزية والمواساة للأشقاء في سوريا وتركيا بعد حادث الزلزال الأليم، وادعو من العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته وأن يَمن على المصابين بالشفاء العاجل، واقترح هنا إنشاء صندوق يشرف عليه البرلمان العربي، لجمع التبرعات والمساعدات والعون لأسر الضحايا والمصابين، مؤكدين هنا أهمية تعزيز كل الجهود الرامية إلى وحدة سوريا أرضاً وشعباً، فقد طالت سنوات الحرب والدمار، وعانى شعبها من قوى الإرهاب والظلام الغاشم، وحق علينا اليوم أن نقف مع شعبها العربي الأصيل، فدمشق شقيقة عمان وبيروت والقدس وبغداد والرياض والقاهرة وكل العواصم العربية.
ولدى الحديث عن سوريا فإني أتوجه بالشكر والتقدير للجنة التحضيرية للمؤتمر، على موافقتها لمقترحين تقدم بهما عضو الوفد البرلماني الأردني أخي الدكتور غازي الذنيبات، واللذان يتعلقان بأعباء الأمن الغذائي جراء اللجوء والكوارث كما حصل في كارثة الزلزال في سوريا، ما يتطلب العمل على توفير مخزون غذائي احتياطي للتصدي لمواجهة هكذا ظروف طارئة.

ثانياً: نتقدم في الأردن بجزيل الشكر للأشقاء في البرلمانات العربية والإسلامية على مواقفهم الداعمة للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي يحمل أمانتها جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، وقد كان آخر المواقف البرلمانية المُقدرة ما تضمنه إعلان الجزائر من تأكيد للدور الحيوي للوصاية في وقف محاولات تهويد المدينة المقدسة، ونعاهدكم من مصر العروبة، أن نبقى الأوفياء لأبناء أمتنا، فلا تنازل ولا مساومة على القدس، مدينة المحبة والسلام وأرض الشهداء والمرابطين والأنبياء.

إن القدس بالنسبة للهاشمين والأردنيين جميعاً، ليست قضية سياسية، بل قضية وجود، وطيلة عمري، ومنه 16 عاماً في البرلمان، لم أسمع خطاباً لجلالة الملك المفدى، يخلو من الحديث عن القدس، وفي كافة المحافل الدولية، وكذلك سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.
وهنا أن

والشكر الموصول لكم في البرلمان العربي على دعمكم الدائم للوصاية الهاشمية، فأنتم بما تمثلون من ضمائر شعوب أمتنا، إنما تقفون إلى جانب قضية الأمة الأولى.

سالتي الثالثة، لمصر العروبة والكرامة، لكل شبر فيها يفيض مع قطرات النيل مجداً وحضاره، لأرض الكِنانه، قاهرة المُعِز، أرض المحبة والوئام، لشعبها العظيم، نقول إننا في الأردن نقف معكم في مسألة سد النهضة، ونعتبر الأمن المائي لمصر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ونؤكد أننا نقف بالمطلق مع مصر والسودان في حماية حقوقهما، مع أهمية التوصل لحل تفاوضي يحفظ حقوق جميع الأطراف في مياه النيل، وندعو البرلمانات العربية لتبني موقف داعم للشقيقة مصر في هذا الملف.
وهنا لدى الحديث عن مصر، أود القول بصدق، أنني كسبت أخاً كبيراً، يشكل بيت خبرة تشريعية وقانونية، وهو الخبير الدستوري والقاضي والسياسي العميق، معالي رئيس مجلس النواب المصري، حنفي الجبالي، فتحية التقدير والمحبة لمعالي المستشار الأكرم.
رابعاً: علينا دعم كل الجهود التي يقوم بها العراق الشقيق-أرض الرافدين، لحماية مصالحه وتحقيق طموحات شعبه، فأمن العراق واستقراره ركيزة لأمن واستقرار المنطقة، وهو اليوم بعزيمة أبنائه ينهض بقوة، وما إقامة بطولة كأس الخليج مؤخراً في البصرة إلا خير دليل على تعافي العراق ، وعلينا كرؤساء برلمانات أن نتوجه جميعاً نهاية الشهر الجاري إلى بغداد العروبة، للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، فكل الدعم إلى العراق العظيم، ممثلاً برئيس برلمانه ورئيس اتحاد البرلمان العربي، الأخ الغالي والعزيز محمد الحلبوسي.

كما يتوجب علينا الوقوف مع الأشقاء في ليبيا العزيزة، واليمن الغالي، مؤكدين رفضنا لكافة أشكال التدخل الخارجي بشؤونهم، ما يتوجب دعمهم في مساعيهم وجهودهم نحو حفظ وحدة أراضيهم وسيادتهم على كامل ترابهم الوطني.

خامساً: نؤكد أن أمن الأشقاء في الخليج العربي جزء لا يتجزأ من أمن الأردن، وندعم كل خطواتهم في الدفاع عن حدودهم وأراضيهم وسلامة مواطنيهم، ونحن نفخر بمستوى العلاقات التي تربطنا مع الأشقاء جميعاً في الخليج العربي، ولكل دولة فيه إسهامات ومواقف جليلة ومقدرة في أرجاء الوطن العربي.

السيدات والسادة الكرام
وبالحديث عن ملف مؤتمرنا اليوم والمتعلق بالرؤية البرلمانية لتعزيز الأمن الغذائي العربي، فإنه يستدعي تنسيق الجهود العربية وإيجاد حلول خارج الصندوق، حيث التغير المناخي، وشح المياه الصالحة للشرب، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمات اللجوء العالمية غير المسبوقة، والحرب في أوكرانيا، ومن قبل تداعيات كورونا، قد شكلت جميعها مزيداً من العقبات أمام توفير الغذاء لشعوب أمتنا.

وقد باتت مسألة الأمن الغذائي تشكل أولوية لأقطار أمتنا لا مناص من تحقيقها، والأردن يولي هذا الموضوع الأهمية الكبيرة، وقد كان حاضراً على أجندة جلالة الملك عبد الله الثاني في أكثر من مناسبة، مقدماً رؤية شاملة لمواجهة هذا التحدي الذي يتجاوز منطقتنا، إلى العالم أجمع.
فكانت أولى الخطوات على طريق مواجهة هذه التحديات وفق رؤية جلالة الملك العمل على بناء تعاون إقليمي فاعل قادر على إحداث تغيير حقيقي في مسألتي الأمن الغذائي والمائي، ما يستدعي بناء شبكات تعاون مشتركة، وعليه أسس الأردن لشراكات متعددة الأطراف مع الأشقاء في المنطقة العربية.
كما أننا نؤمن في الأردن وندعو دوماً، إلى أن تتوجه طاقات أمتنا إلى التعاون المثمر وتحقيق التنمية الشاملة، فهذه الأمة على اتساع رقعتها وعظيم مواردها، ما زالت تعتمد على الخارج في تأمين احتياجات شعوبها من الغذاء، وهنا أتساءل أما كان أولى بأمتنا أن تتسابق على تأمين احتياجات الشعوب من الغذاء والماء بدلاً من التسابق على التسلح والحروب والاقتتال.

السيدات والسادة الكرام
يكاد يكون الأردن من أفقر دول العالم مائياً، إلا أننا رغم ذلك نحاول خلق الفرص من رحم التحديات، فكان شحُ الموارد المائية يلقي علينا بمسؤوليات الاستغلال الأمثل لموارد المياه، ولدينا خطة زراعية شاملة واستراتيجية وطنية للأمن الغذائي، يتابعها جلالة الملك عبد الله الثاني، نسعى من خلالها إلى تحقيق الأمن الغذائي بحلول العام 2030.
كما أن ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله، أحاط ملف الأمن الغذائي الأهمية الكبيرة، خلال أعمال القمة العربية التي عقدت في الجزائر قبل نحو شهرين، حيث دعا إلى البدء بعمل عربي متكامل والاستفادة من المقومات التي يمتلكها عالمنا العربي بخاصة أن التحديات والفرص لدينا مشتركة، الأمر الذي يتطلب البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي، لتصبح قوة لبلداننا كافة، وذلك عبر الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة، لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة.

السيدات والسادة الكرام
إننا وإذ نؤيد في مجلس النواب الأردني جميع ما جاء في الرؤية البرلمانية لتعزيز الأمن الغذائي، لتكون واحدة من الرؤى على طاولة القمة العربية المقبلة في موريتانيا الشقيقة، لندعوكم إلى دعم مقترحنا وتضمينه بالرؤية البرلمانية العربية، وهو إنشاء مركز إقليمي للأمن الغذائي في الأردن، بخاصة أنه لاقى ترحيباً ودعماً من الأمم المتحدة، بعد تبني المملكة للاستراتيجية الوطنية الجديدة للأمن الغذائي، حيث وصفتها الأمم المتحدة بأنها “علامة فارقة” نحو ضمان الانتقال لأنظمة غذائية مستدامة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار