العربي والدولي

ضرورة تنفيذ جهاد التبيين في الحرب الناعمة التي تتعرّض لها ايران

قاسم شجاع
أفضى التأكيد المتكرر من قبل قائد الثورة الإسلامية في عدّة مناسبات على ضرورة تطبيق “جهاد التبيين”، وعدم قابلية المقارنة لحجم إنتاجات أطراف النزاع إلى خلق ظروف تجعل المبادرة في جبهة الحرب الناعمة مقابل العدو الذي يبدو أن تسلّح حتى قمة رأسه في هذا السياق، في حين أن المكنة الإعلامية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ترزخ تحت الحصار!
كانت الساعة 18:30 بالتوقيت المحلي عندما توقفت سيارة شرطة الأمن الأخلاقي أمام شابة كانت لا ترتدي ملابسها بشكل لائق بما يتناسب مع قوانين الجمهورية الإسلامية. وأوضح لها ضابط الشرطة ورفاقه أنها لا ترتدي ملابس مناسبة تنسجم مع قوانين البلاد، ودعوها للمشاركة في جلسة توعية بمقر شرطة الأمن الأخلاقي في طهران. دخلت سيارة الشرطة منطقة الوحدة المعنية الساعة 19:28 نزلت سيدة شابة (مهسا أميني) من السيارة مع العديد من الآخرين، وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة أن مهسا أميني انتظرت لبضع دقائق في القاعة لبدء جلسة التوعية. بعد 30 دقيقة، نهضت مهسا أميني وتوجهت إلى أحد موظفي قسم الشرطة، وفيما كانت تجري محادثة سقطت بعدها على الأرض فجأة دون أي سبب؛ ونُقلت بعدها إلى المستشفى بسبب حالتها الخطيرة وتوفيت بعد ثلاثة أيام.
هذه هي القصة الكاملة والواقعية والمدعّمة بدلائل عن وفاة مهسا أميني؛ مثل العديد من المتوفين الذين يدخلون فجأة في غيبوبة ويموتون بسبب قصور القلب وفشل الدماغ والتشنجات، هذا ما حلّ بالراحلة مهسا أميني.

*كذبة كبرى
لم يمض وقت طويل حتى تصدرت أخبار وفاة مهسا أميني عناوين الصحف في وسائل الإعلام العالمية، وبدأت هجمة إعلامية شرسة ومُغرضة ضد القوى الأمنية، وعمّت الأخبار المُفبركة وكالات الانباء العالمية، ولكن عقب وفاتها استشهد أكثر من 26 عنصرا من قوات التعبئة والشرطة وحرس الثورة الاسلامية، واصيب اكثر من 2000 من افراد القوات العسكرية في اعمال الشغب الاخيرة. بلغت الأضرار التي لحقت ببلدية طهران أكثر من 20 مليار تومان، وتعرض قسم الطوارئ في البلاد لأضرار بلغت ما يقرب من 100 مليار تومان، وتجاوزت تقديرات الأضرار الأولية لفروع البنوك في البلاد 400 مليار تومان، وكل هذه الخسائر صغيرة جزء من الأضرار المادية والمعنوية المُتمخّضة عن أعمال الشغب الأخيرة.
ولكن لمن يريد فهم مجريات الأمور، عليه أولا تجميع أحجية أعمال الشغب، حيث اندلعت شرارة أعمال الشغب بنشر كذبة كبيرة وإعطائها دفعة من الخارج، وبعد ذلك كانت الروايات الأولى هي الإنتاجات المتماسكة والشاملة لوسائل الإعلام التي أبقت نيران أعمال الشغب مشتعلة.
في ضوء تلك التطورات وفي ظلّ تلك الحملة المُغرضة، بات جهاد التبيين والتوضيح والتفسير كما أكد عليه قائد الثورة الإسلامية أوجب من خبز الليل، وليس أهم من ذلك، حيث ترى الجهات المسؤولة في الجمهورية الإسلامية أنه من الواجب في ظلّ هذه التطورات تكثيف الجهود لفضح المؤامرة وكشف الحقائق وعدم السماح بتفشي الأنباء الكاذبة لتأجيج مشاعر المواطنين.
أين هي غرف الفكر؟
من الأشياء التي يمكن إنتاجها وإعادة نشرها وشرحها في مواجهة الموجة الهائلة للإنتاج الإعلامي الغربي هو الإجابة على الشكوك التي يجب معالجتها في جميع العقود الأربعة للثورة، مكتبنا الإعلامي في الدولة له عدة فروع وليس من الواضح من المسؤول عنه؟ عمل أقل إنتاجا على الجبهة الداخلية، مثل “سلام أيها القائد” يلفت الأنظار وينتشر كالنار في الهشيم. المنتجات التي يمكن أن تحيد إنتاج الوسائط الأمامية المعاكسة في الوقت المناسب. المتحدثون وأصحاب المنصات والإعلام يتصرفون حسب ذوقهم، وكل يغني على ليلاه!
واحدة فقط من وسائل الإعلام المقتناة في الولايات المتحدة هي USAGM. مهمتها الأساسية ليست سوى معاداة إيران، فقد كانت هذه الوكالة او المقر الاعلامي العدائي في عام 2020 يساوي 810 مليون دولار. والسؤال المهم هنا ما هو الذراع الرئيسي لتفسيرنا الإعلامي في مواجهة هذا الأخطبوط الإعلامي العدائي؟
لهذا ما علينا القيام به هو إعادة ترتيب الأوراق ورص الصفوف وجص نبض الوفاء في إيصال الحقيقة الى المواطنين وعموم الرأي العام العالمي، حينها سنتمكن من مواجهة الهجمة الإعلامية العدائية والإنتصار في الحرب الناعمة التي نتعّرض لها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار