العربي والدولي

صعود سريع وخروج غامض.. من هو وزير الخارجية الصيني المقال؟

في جلسة عقدت على عجل أمس الثلاثاء، قررت اللجنة الدائمة للهيئة التشريعية الصينية أن يستعيد وانغ يي، وزير الخارجية السابق، وكبير الدبلوماسيين الصينيين، منصبه القديم، الذي تخلى عنه في أواخر العام الماضي.
  
 
ويعني هذا إقالة مفاجئة لوزير الخارجية الصيني، تشين غانغ، بعد سبعة أشهر في المنصب قضى الشهر الأخير منها مختفيا عن المشهد العام بشكل أثار تكهنات بشأن مصيره.
 
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أشارت في وقت سابق إلى أسباب صحية لغياب تشين عن اجتماع دبلوماسي في إندونيسيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن كان قبل خمسة أسابيع فقط، في قلب عملية دبلوماسية مهمة بين الولايات المتحدة والصين.

غانغ مع الوزير بلينكن خلال زيارة الأخير لبكين قبل شهر
 
وأثار قرار الرئيس الصيني شي جينبينغ إقلة تشين الكثير من التساؤلات، لكن الصين، المعروفة بتحفظها الإعلامي وانعدام الشفافية لم تعط سببا للإقالة.
 
من هو تشين غانغ؟
 
وزير الخارجية الصيني المقال (57 عاما) صعد بشكل سريع في صفوف وزارة الخارجية الصينية في السنوات الأخيرة.
 
تخرج تشين من جامعة العلاقات الدولية، وهي كلية في بكين مرتبطة بجهاز الأمن الصيني، وعمل مساعدا في مكتب بكين لوكالة يونايتد برس إنترناشيونال قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية في عام 1992، بحسب نيويورك تايمز.
 
وبالإضافة إلى منصبه وزيرا للخارجية، شغل أيضا وظيفة مستشار للدولة، وهو منصب رفيع المستوى في مجلس الدولة الصيني، وشغل منصب عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي،  ولايزال يحتفظ بالمنصبين حتى الآن على الأقل.
 
وصعد الوزير السابق، الذي اعتبر مساعدا موثوقا به للرئيس الصيني، بشكل سريع وغير عادي في السلك الدبلوماسي الصيني في السنوات الأخيرة بعد أن شغل منصب رئيس البروتوكول للرئيس الصيني.
 
وعمل متحدثا باسم وزارة الخارجية، ودبلوماسيا في لندن، قبل أن يعين سفيرا لبكين في واشنطن، في عام 2021، على الرغم من عدم وجود خلفية رسمية له في التعامل المباشر في ملف العلاقات الأميركية.
 
وانضم بعدها إلى اللجنة المركزية للحزب، وفاز بالترقية إلى منصب وزير الخارجية في أواخر العام الماضي.
 
ومثل تعيينه مخالفة لتقاليد الصين التي تركز على الخبرة بشكل كبير في ما يتعلق بالمناصب الحكومية.

قانغ.. الثاني من اليمين كان يعتبر مقربا من الزعيم الصيني
 
تكهنات
ويقول محللون سياسيون لصحيفة وول ستريت جورنال إن ارتباط تشين الوثيق بشي جعل غيابه مثيرا للاهتمام بشكل خاص.
 
وأثارت ندرة المعلومات عن مكان تشين تكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك احتمال وجود علاقة خارج نطاق الزواج.
 
وتطرقت وزارة الخارجية الصينية لأول مرة إلى اختفاء تشين في 11 يوليو، عندما قالت في مؤتمر صحفي دوري إنه لن يحضر اجتماعا دوليا لوزراء الخارجية في جاكرتا لأسباب صحية، دون إعطاء أي تفاصيل.
 
ومنذ ذلك الحين، تجنب المتحدثون باسم الوزارة بشكل عام الإجابة على الأسئلة بشأن تشين.
 
وتقول وول ستريت جورنال إنه في ظل النظام السياسي الغامض في الصين، كثيرا ما يتم تبرير غياب المسؤولين الكبار بوجود مشاكل صحية.
 
وعلى سبيل المثال، عندما اختفى وانغ لي غون، قائد الشرطة السابق في مدينة تشونغتشينغ، في فبراير 2012، قالت السلطات البلدية إنه كان يتلقى “علاجا” للإجهاد والإرهاق، على الرغم من أنه فر في الواقع إلى القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو القريبة لطلب اللجوء.
 
كسب للوقت
 
ويقول محللون لوول ستريت جورنال إن عودة وانغ يي وزيرا للخارجية تبدو تعيينا مؤقتا.
 
وشغل وانغ (69 عاما) وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي المؤلف من 24 عضوا منصب وزير الخارجية من أوائل عام 2013 حتى ديسمبر من العام الماضي. وأصبح أكبر دبلوماسي صيني عندما انضم إلى المكتب السياسي في أكتوبر بصفة متخصص بارز في الشؤون الخارجية.
 
وفي النظام السياسي الصيني، ليس وزير الخارجية بالضرورة أعلى دبلوماسي في البلاد.
 
ويقع هذا الدور على عاتق أكبر مسؤول حزبي في السياسة الخارجية وهو وانغ الذي يشغل مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية المركزية للحزب.
 
لم تذكر تقارير وسائل الإعلام الحكومية أي تغيير في أدوار وانغ الحزبية، ما يشير إلى أنه سيشغل منصبيه في المكتب السياسي ووزارة الخارجية في وقت واحد، وهو ترتيب لم يحدث إلا خلال فترة انتقالية بين أصحاب المناصب، وفقا للصحيفة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار