العربي والدولي

تقرير أسترالي: الحياة تعود إلى الموصل بالرغم من بقاء آثار الدمار شاخصة

أفاد تقرير استرالي بأن حركة الإعمار والحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في الموصل، لافتة إلى وجود مبادرات من أجل استقبال الأجانب ونسيان تجربة الماضي. وذكر تقرير لصحيفة (سدني مورننغ هيرالد) الأسترالية ترجمته (المدى)، أن “الأزمنة الصعبة التي مر بها العراق خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي طوال هذه السنين تمثل صبر العراقيين المذهل في تحمل الصعاب والمحن”.

وأضاف التقرير، أن “تلك الأزمة تمثل أيضاً كيفية مجيء مرحلة التعافي والامل عقب المصاعب والخسائر”.

وأشار، إلى أن “مناطق ماتزال تعيش الحالتين كما هو الحال في المدينة القديمة للموصل ومناطق اخرى حيث ما يزال هناك ما يذكّر بما فعله الإرهاب من دمار والتحديات امام طريق الاستقرار والتعافي”.

أوضح التقرير، أن “المدينة القديمة المحاذية للضفة الغربية من نهر دجلة تعاني من الأنقاض وجدران الابنية المنخورة بآثار الرصاص والشظايا”.

وبيّن، أن “تلك الآثار تمثل شاهداً على معارك طاحنة دارت في الشوارع والاحياء السكنية فضلاً عن السنوات الصعبة الثلاث التي مرت بها الموصل تحت حكم داعش”.

ولفت التقرير، إلى أن “عثمان الصايغ 35 عاماً يستذكر عند مقهى عصري في أحد شوارع الموصل، ما مر به تحت حكم داعش في تلك المرحلة”.

ويقول الصائغ، بحسب التقرير، أن “تلك أيام كانت سوداء، لم يكن هناك ماء نظيف ولا كهرباء، ولا حتى أي شيء بسيط يحافظ على بقائك حياً، قسم من الناس ماتوا جوعا لعدم استطاعتهم الهروب، ولم تكن هناك حرية.”

وتحدث الصائغ، عن “تعرضه للسجن في إحدى المرات داخل كنيسة الأرمن الارثوذوكس في المدينة القديمة التي حولها التنظيم الإرهابي الى معتقل وذلك لعدم اطاعتها اوامرهم، وان آخرين تم سجنهم وضربهم بالسياط لتدخينهم سكائر او شرب كحول”.

ورأى التقرير، أن “هناك أملا بالتعافي تعيشه المدينة، رغم كل هذه الصعاب التي مرت”، مؤكداً أن “أهالي الموصل من شباب وكبار يعيدون الروح للموصل”.

وأردف، أن “الحياة بدأت تعود حتى في المدينة القديمة بوجود تحسن أكثر”، متابعاً أن “مبادرة (إحياء روح الموصل)، لمنظمة (اليونسكو) كان لها دور في ترميم وإعادة اعمار المعالم السياحية التاريخية فيها”.

وذكر التقرير، أن “فاطمة أياد البالغة من العمر 26 عاماً، هي احدى دفعات الطلبة من المهندسين المعماريين ضمن مبادرة (اليونسكو) التقنية للتدريب، حيث تلقت خلال السبعة أشهر الماضية دروساً في أساليب الحفاظ على الأبنية التاريخية وترميمها”.

وأوضح التقرير، أن “فاطمة تقول: عندما اذهب الى جامع النبي يونس التاريخي، واقف على نفس الحجارة التي كان يقف عليها الملك الآشوري سنحاريب، اشعر بانها لحظة سحرية”.

وتابعت فاطمة، بحسب التقرير، أن “المدينة لديها الكثير من المواقع التاريخية، وهي تحتاج الى كفاءات تعيد بناءها، الموصل مدينة تاريخية من مدن العراق وتستحق الاهتمام.”

ونبهت فاطمة، إلى أن “كثيراً من الأشياء قد تغيرت الان، الأبنية والطرق، ولكن مع ذلك ما يزال امامنا كثير من العمل لنفعله”.

ومضت فاطمة، إلى أن “أهالي من مختلف الطبقات الاجتماعية يعملون سوية لإعادة اعمار المدينة القديمة، هناك نوع من الامل.”

وتحدث التقرير، عن “عودة سواح أجانب من مختلف البلدان إلى الموصل لما لديهم من رغبة في الاطلاع على حضارة العراق وآثار حضارة وادي الرافدين”.

ويواصل، أن “عبد الله القزاز، أطلق موقع (زور الموصل)، على الانترنيت في العام 2021، وهو متفائل بمستقبل سياحي جيد ستشهده المدينة”.

وأكد القزاز، “استضافة 100 سائح”، وقال إن “موقعنا على الانترنت سيساهم في استقبال المزيد”.

ولفت القزاز، إلى أن “المدينة مرت في حالة حرب، وأيام صعبة، اما الان فان المدينة تحاول الرجوع بشكل أفضل من السابق”.

وأشار القزاز، إلى أن “الأهالي يحاولون محو الانطباع السائد لدى الأجانب بان العراق ما يزال ساحة حرب وغير مستقر واخبارهم بان هذا الانطباع هو خاطئ.”

ومضى التقرير، إلى أن “الصائغ يؤكد أن حركة إعادة الاعمار والحياة رغم عودتها إلى طبيعتها، لكن ما تزال هناك مشاكل كثيرة أخرى قائمة مثل الفساد وتواجد فصائل مسلحة متعددة تعيق عملية عودة نازحين لمناطقهم الاصلية”.

عن: صحيفة (سدني مورننغ هيرالد) الأسترالية

 ترجمة: حامد أحمد
المدى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار