العربي والدولي

بيلاروسيا في مواجهة السيناريو المخيف.. ماذا لو رغب المهاجرون بالبقاء في البلاد؟

((وان_بغداد))
لا يزال آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، يخيمون عند حدود بيلاروس مع بولندا، على أمل دخول الاتحاد الأوروبي، فيما قد يواجه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خطرا حقيقيا إذا رغب المهاجرون في البقاء داخل الدولة.
  
 
تقول صحيفة نيويورك تايمز إنه لمدة 27 عاما، حكم لوكاشنكو بقبضة من حديد، ونجا من احتجاجات ضخمة وجولات متعددة من العقوبات الغربية، وحتى مؤامرات مزعومة من حليفته المعلنة، روسيا، لإزاحته.
لكن التهديد الذي لم يواجهه لوكاشنكو من قبل يتمحور الآن في مخيم للمهاجرين على طول حدود بلاده مع بولندا. 
وأضافت الصحيفة “بعد أن ساعد في نقل المهاجرين اليائسين إلى عتبة أوروبا، أصبح على لوكاشنكو فجأة التعامل مع أشخاص مثل بيل نيسو (21 عاما)  وهو كردي من العراق يحب بيلاروس، ويرغب في الاستقرار بها”.
وقد انتقل نيسو إلى مستودع كبير بالقرب من الحدود، حولته السلطات البيلاروسية إلى مركز احتجاز مهاجرين في محاولة لتخفيف الضغط على الحدود، وتلميع صورة البلاد القاتمة في كثير من الأحيان.
ويصر العديد من أكثر من 2000 شخص تقطعت بهم السبل على الجانب البيلاروسي، ويقيمون في معبر بروزجي، وهو معبر حدودي كبير، على عدم التخلي عن محاولة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي. 
لكن المخاوف المتزايدة من احتمال إعادتهم بدلا من ذلك إلى بلدانهم الأصلية جعلت نيسو وآخرين يتساءلون عما إذا كان البقاء في بيلاروس هو أفضل خيار لهم.
ويعرب نيسو عن أسفه لأنه أنفق أكثر من أربعة آلاف دولار وقضى أياما متجمدا في الغابة، لينتهي به المطاف في جمهورية سوفياتية سابقة فقيرة و”قمعية للغاية” تقدم القليل من الوظائف والفرص الأخرى، بحسب نيويورك تايمز.
ورغم ذلك فهو يقول إنه يفضل بيلاروس عن العودة إلى العراق أو المزيد من المواجهات مع الجنود وحرس الحدود البولنديين التي كانت سببا في تمزيق ملابسه.
ويريد نيسو التقدم بطلب للحصول على اللجوء في بيلاروس، قائلا: “بيلاروس بلد جيد جدا جدا”.
وتقول نيويورك تايمز إن لوكاشنكو، الذي غالبا ما يوصف بأنه “آخر ديكتاتور أوروبا”، قد يواجه “صداعا خطيرا” إذا بدأ المهاجرون في طلب اللجوء السياسي في بيلاروس. 
فدولته ذات أغلبية مسيحية أرثوذكسية، تمتلك خبرة قليلة في استقبال المهاجرين الأجانب، ومثل بولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى، كانت معادية بشكل عام للمستوطنين غير المسيحيين من خارج أوروبا، بحسب ما أوضحت الصحيفة.
وقد أمضت بيلاروس أسابيع في إدانة بولندا لانتهاكها القانون الدولي من خلال رفضها النظر في طلبات اللجوء ودفع المهاجرين، ومعظمهم من الفارين من الفقر. لكن بعضهم لديهم مطالبات مشروعة للجوء كلاجئين من الحرب أو الاضطهاد.
لكن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى ما تقول عنه بيلاروس إنه أزمة إنسانية، على أنه خط المواجهة في “حرب مختلطة” صممها لوكاشنكو للضغط على أوروبا لرفع العقوبات المفروضة بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها العام الماضي.
ويتهم الاتحاد الأوروبي منسك بتنظيم تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود بولندا وليتوانيا، بدعم من موسكو، انتقاما للعقوبات المفروضة عليها إثر القمع المستمر للمعارضة البيلاروسية منذ 2020.
والأربعاء حذرت بولندا من أن الأزمة قد تطول سنوات بعدما أطلقت الثلاثاء الغاز المسيل للدموع، وفتحت خراطيم المياه على المهاجرين لإبعادهم عن السياج الحدودي.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار