العربي والدولي

بريطانيا تسمح للأردنيين بزيارتها دون تأشيرة.. لهذا السبب؟

تحرص بريطانيا دائمًا على توطيد العلاقات التي تجمعها بالأردن وتعزيز التعاون بينهما على الصعيد السياسي والاقتصادي والدفاعي، والدليل على ذلك السماح مؤخرًا للأردنيين بزيارتها دون تأشيرة، وإضافتهم إلى نظام تصاريح السفر الإلكترونية (ETA).
  
 
وبموجب هذا النظام سيُعفى الأردنيون والمواطنون من دول الخليج من التقديم للحصول على تأشيرة للسفر إلى بريطانيا، وبدلًا من ذلك يمكنهم الحصول على تصريح السفر الإلكتروني (ETA) مقابل 10 باوندات فقط (12.70 دولارًا أمريكيًّا) باستخدام تطبيق عبر الإنترنت على هواتفهم المحمولة.
 
وسيبدأ مواطنو دولة قطر باستخدام المخطط -الذي يستخدمه الأمريكيون والأستراليون حاليًّا- في أكتوبر المقبل، وسيشمل سائر دول الخليج والأردن بحلول شهر فبراير 2024، على أن يشمل المخطط بقية دول العالم خلال العام المقبل وحتى نهايته.
والمعروف أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي يدفعون حاليًّا 30 باوند لاستخراج التأشيرة الإلكترونية، في حين يدفع مواطنو الأردن 100 باوند للتأشيرة الإلكترونية الحالية.
 
وقد رحّب النائب في البرلمان الأردني محمد السعودي في حديثه لموقع (Middle East Eye) بإضافة الأردن إلى نظام (ETA)، قائلًا: إن المواطنين الأردنيين من رجال أعمال وطلاب وسياح هم مواطنون يحترمون قوانين البلدان التي يزورونها أو يقيمون فيها.
 
وقالت سفارة المملكة المتحدة في عمّان لموقع (Middle East Eye): إن إعفاء مواطني الأردن من الحصول على تأشيرة لزيارة بريطانيا هو دليل على التزام بريطانيا بتوثيق علاقاتها مع الأردن وتعزيز السياحة، ما قد يساعد في إيجاد فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإيرادات السياحية.
 
يُذكَر أن بريطانيا منذ مغادرتها الاتحاد الأوروبي في يناير 2020 سعت إلى حل مشكلة نقص العمال في قطاعات الرعاية الصحية والطيران والنقل. وتشير بيانات مرصد الهجرة التابع لجامعة أكسفورد إلى أن 18 في المئة من القوى العاملة في بريطانيا هم من المهاجرين.
 
وقد استبعد علي القدومي، وهو مستشار قانوني مقيم في لندن في حديثه لموقع (Middle East Eye) أن يحاول الأردنيون طلب اللجوء إلى المملكة المتحدة، وقال: إن ضم الأردن إلى مخطط (ETA) سيسمح للمهنيين الأردنيين بزيارة بريطانيا ومعرفة ما إن كانت خيارًا جيدًا لهم ولأسرهم قبل اتخاذ قرار الانتقال إليها والعمل فيها.
 
وأضاف القدومي: إن هناك ما يُقدَّر بنحو 22 ألف إلى 25 ألف مواطن أردني في المملكة المتحدة، مع وجود أعداد كبيرة في لندن ومانشستر وبرمنغهام وبرايتون وشيفيلد وساوثيند وإيستبورن.
 
وأشار إلى أن عشرات المهندسين والممرضين ورجال الأعمال الأردنيين من ذوي المهارات العالية الذين كانوا يقيمون في الإمارات العربية المتحدة انتقلوا إلى المملكة المتحدة مع أسرهم في السنوات الأخيرة.
 
هذا وسيتضمن المخطط نحو ثلاثة ملايين فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية، ولكنه يستثني الفلسطينيين من القدس المحتلة والضفة الغربية -وهي الأراضي التي كانت جزءًا من الأردن قبل حرب عام 1967- الذين يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة، وسيتعين عليهم التقدم للحصول على تأشيرة.
 
يُشار إلى أن جوازات السفر الأردنية المؤقتة هي جوازات مُنحت لفلسطينيي القدس والضفة الغربية المحتلة بدلًا من الجنسية الأردنية؛ من أجل منع الاحتلال الإسرائيلي من تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين. وقد توقفت عَمّان عن منح الجنسية الأردنية لفلسطينيي تلك المناطق بعد عام 1967.
وسيُطلب من المتقدمين للحصول على تصريح (ETA) تقديم بياناتهم الشخصية وجواز السفر والخصائص البيومترية (مثل: بصمات الأصابع والعين)، إضافة إلى صور شخصية والإجابة عن مجموعة من الأسئلة الأساسية. ومن المفترض أن يتلقوا قرارًا سريعًا خلال ثلاثة أيام.
 
وإذا كان القرار إيجابيًّا يبقى تصريح (ETA) ساري المفعول عامين، على أن تكون الزيارات قصيرة الأجل. وبموجب النظام الحالي الذي سيتغير في فبراير المقبل تبلغ تكلفة تأشيرة الإقامة لستة أشهر نحو 100 باوند (127 دولارًا)، في حين تبلغ تكلفة التأشيرة لعامين 376 باوند (478 دولارًا).
 
وقد تجلّت متانة العلاقات بين العائلتين الملكيتين في عدة مناسبات جمعتهما هذا العام. ففي الأول من يونيو الجاري حضر ولي العهد البريطاني الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون حفل زفاف ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله الثاني الذي أقيم في العاصمة الأردنية.
 
وفي السادس من شهر مايو الفائت شارك الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله في مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث. وعند وفاة الملكة إليزابيث الثانية أعلن الديوان الملكي الهاشمي الحداد سبعة أيام، ونُكست الأعلام على جميع الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة.
 
ويحتفظ العاهل الأردني بذكريات قديمة مع الملكة إليزابيث التي زارت الأردن في مارس من العام 1984 في عهد والده الراحل الملك حسين بن طلال الذي كانت تربطه علاقة متينة بالملكة الراحلة.
 
ولطالما وقفت بريطانيا إلى جانب الأردن ودعمته سياسيًّا واقتصاديًّا، وتبلغ قيمة التبادل التجاري بين الأردن والمملكة المتحدة 812.7 مليون دولار سنويًّا.
 
وحاليًّا يتعين على الرعايا البريطانيين الذين يزورون الأردن دفع تأشيرة عند الوصول بقيمة 40 دينارًا أردنيًّا (56 دولارًا).
 
المصدر: Middle East Eye
 
 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار