العربي والدولي

بالرغم من مساعي التطبيع العربي مع الأسد.. تجارة المخدرات مستمرة

على مدار العامين الماضيين، روت تحقيقات استقصائية لكبريات وسائل الإعلام الأجنبية والعربية ومراكز رصد وأبحاث مختصة، كيف أضحت صناعة المخدرات في سوريا تشتمل على مراحل الإنتاج والتهريب كافة، فمن عملية التصنيع التي تنتج بشكل أساسي حبوب الكبتاغون، إلى مراكز التوضيب حيث تجهز الحبوب وتخبأ للتصدير، وصولاً إلى شبكات التهريب التي تتولى بيعها في الأسواق الخارجية، هكذا أصبحت سوريا المصدر الرئيسي لـ80 بالمئة من تجارة حبوب الإمفيتامين المخدرة.
تتوفر في مناطق سيطرة النظام السوري كل العوامل اللازمة للاتجار بالمخدرات، فلديه خبراء لتصنيع الكبتاغون، وآلات خاصة وعشرات المعامل، ومرافئ متصلة بممرات الشحن في البحر الأبيض المتوسط، وطرق تهريب برية إلى الأردن ولبنان والعراق، كللتها حماية أمنية من مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية.
ومنذ مطلع الشهر بدأت رحلة تطبيع (عربي – سوري) مع نظام الأسد، في محاولة من الدول العربية فك العزلة التي يعاني منها الشعب السوري، هذه المساعي التي قادتها المملكة العربية السعودية، دفعت العديد بالمحللين والخبراء إلى الظن بأن من شأنها أن توقف تدفق المخدرات من مناطق سيطرة نظام الأسد، ولكن اتضح فيما بعد بأن هذه التجارة السوداء لم تتوقف.
حيث أحبطت السلطات السعودية محاولة تهريب نحو 13 مليون حبة من مادة “الإمفيتامين” المخدر، مخبأة في شحنة رمان، يُرجح أنها قادمة من الأراضي السورية.
وحسب المديرية العامة لمكافحة المخدرات، فإنه ومن خلال المتابعة الأمنية لشبكات تهريب وترويج المخدرات التي تستهدف أمن المملكة وشبابها، أسفرت عن إحباط محاولة تهريب 12.729.000 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر.
وتمت العملية بالتنسيق مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، مشيرا الى أنه تم القبض على مستقبليها بمحافظة جدة، وهم 4 أشخاص من جنسيات مختلفة من بينهم شخص من الجنسية السورية، و2 من الجنسية المصرية وشخص يمني.
وأواخر العام 2022، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، ضبط أكثر من 730 ألف قرص من مادة “الإمفيتامين” المخدر في الرياض.
ومطلع العام 2022، أعلنت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية، إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل الأراضي السعودية، وإلقاء القبض على شخصين من الجنسية السورية.
وفي نيسان 2021، أعلنت السلطات السعودية إحباط محاولة تهريب 2.466.563 قرص إمفيتامين مخدرا، حيث تمت متابعتها وضبطها، بالتنسيق مع الهيئة العامة للجمارك، بميناء الملك عبد العزيز بالدمام، والأقراص المخدرة كانت مخفية داخل شحنة فاكهة الرمان قادمة من لبنان.
وحول ذلك قال الحقوقي “علي رجب”، إن “الأسد وأذرعه الضالعة في تهريب المخدرات لن تتوقف عن إرسال الشحنات من حبوب الكبتاغون وغيرها من المواد المخدرة إلى دول الخليج، ومن هنا يجب على هذه الدول أن تعلم جيدا أنه لا مجال للتطبيع مع من يحكم جمهورية الكبتاغون، ومع من أنشأ المصانع لإنتاج هذه الحبوب وتصديرها”.
وأشار إلى أن كل العقوبات والقوانين الأممية والدولية، لن تؤدي إلى أي نتيجة ولن توقف استمرار عمليات تهريب المخدرات من مناطق النظام إلى الدول المجاورة، فالأمر يحتاج لإرادة دولية ضاغطة وقرار بإصدار مذكرة اعتقال بحق رأس النظام السوري، لارتكابه كل تلك الجرائم وعلى رأسها تهريب المخدرات.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار