العربي والدولي

” الدّيمومة والشعلة”

حسين فرغاوي:
من رٓحم الهزيمة والعجز العربي ، خرج الفينيق الفتحاوي ليُشكّل معجزةً ، قالوا عنها ثورة المستحيل ، إنّها انطلاقة الثّورة الفلسطينية المعاصرة التي شكّلت مُنعطفًا هامّا في تاريخ الأمّتين العربيّة والإسلاميّة ، حيث بعثت من جديد إرادة الحياة ، وأسّست لروح الكفاح والتّضحية ، وجسّدت الهويّة الوطنيّة من أجل إسترداد الحقوق التي سُلبت بغير حق .
جاءت الطّلقة الأولى لتؤسّس بداية عصر جديد ، مبشّرًا منذ اللّحظة الأولى بالأمل والانتصار ، معلنًا بذلك أنّ الشّعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد والحصري ، معيدًا الى الجماهير القرار وروح المبادرة لتحمّل المسؤولية في خوض معركة التّحرير .
لقد خرج اللاجىء الفلسطيني من خيمته إلى ساحة المعركة ليواجه ببسالة سياسة التّهميش والاندثار ، وأصرّ على البقاء متسلّحًا ببندقيّة الثّائر وعدالة القضيّة ، وبدأ معركة الكرامة والتّحرير حتى يومنا هذا، رافضًا انتظار الآخرين ليُقدّموا له شيئا ، نافضًا عنه غبار الهزيمة ، متسلّحا بالأمل والإرادة والثّوابت ، ثوابت كل القادة الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل كرامة شعبنا وأهدافه المشروعة والمحقّة.
لقد انطلقت حركة فتح لتجعل من قضية فلسطين رقمًا صعبًا يأبى على الإنكسار والتّطويع ، متمسّكة بأرض الآباء والأجداد مهما تغيّرت الخرائط الجيوسياسية والظّروف الاقليميّة والعالميّة ، لذلك فهي خاضت طُرقًا وعرةً عبر ما يزيد عن خمسة عقود ونيف من الزّمن ، معبّرة عن روح البقاء ، رافضة فلسفة الهزيمة والإستسلام ، مؤمنة بحتمية الإنتصار ، ومن أجل ذلك دافعت حركة فتح العملاقة والرّائدة عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل ببسالة قلّ نظيرها ، بعيدة عن التبعيّة والوصاية والإرتهان لهذا المحور أو ذاك ، وقدّمت في سبيل ذلك التّضحيات الجسام .

لقد وُجدت حركة فتح لتبقى وستبقى لأنّها ديمومة الثّورة والعاصفة شُعلة الكفاح المسلّح .

عاشت الذكرى ال 56 لميلاد المارد الفتحاوي وانطلاقة ثورتنا المجيدة .

الرحمة للشهداء ، الشفاء للجرحى ، الحرية للأسرى ، النصر لشعبنا الفلسطيني المرابط والمجاهد في الوطن وفي الشّتات.

الإحتلال حتمًا إلى زوال وإنّنا لعائدون .

حسين فرغاوي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار