العربي والدولي

الحصار الأمريكي على سوريا يهدف إلى تجويع الشعب السوري

على مدى سنوات طويلة تدخلت أمريكا عسكرياً في مناطق كثيرة وبحجج واهية، وارتكبت خلال ذلك جرائم عديدة لم تتم محاسبتها عليها، والتدخل في سوريا هو المثال الأنسب لتناقض واشنطن في معالجة الإرهاب، فأمريكا ليس لديها سياسة واحدة تجاه دول المنطقة، بل سياسات متعدّدة، وذلك تبعاً لمصالحها ولم يعد سراً على الإطلاق أن واشنطن دعمت وأرسلت المسلّحين المتطرفين إلى سورية، بهدف تدمير سورية ولتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية في هذا البلد.
ولم تكتف امريكا بفرض حرب ظالمة على الشعب السوري، منذ أكثر من 10 سنوات، بالتواطؤ مع الكيان الاسرائيلي، عبر إرسال مئات الالاف من الارهايين المتطرفين من مختلف انحاء العالم الى سوريا، والتي قتلت وسرقت ونهبت الشعب السوري، واستخدمت بالتزامن مع ذلك، سياسة في غاية الخسة والدناءة، لتجويع الشعب السوري من خلال سرقة ثرواته، وفرض حصار ظلم عليه طال حتى الدواء والعذاء.
ووفقاً لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسات حقوقية، قامت قوات الاحتلال الأمريكي بتدمير و إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين شباط/فبراير وتشرين الأول/أكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجداً وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى تدمير نظام الري في المدينة. وبسبب الضربات الأمريكية في الرقة تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 تشرين الأول/أكتوبر 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل.
يشير الخبراء، ان الاحتلال الامريكي للارض السورية، والعقوبات الامريكية والأوروبية المفروضة على سوريا، والتي تندرج في خانة الارهاب الاقتصادي، تمنع السوريين من الوصول ليس الى مواردهم النفطية فحسب، بل تحرمهم من مزارعهم التي كانت في السابق تغذي المنطقة بأكملها.
ويضيف الخبراء، إن الإرهاب الأمريكي على سوريا حرم الشعب السوري ليس فقط من الدواء بل حتى الخبز والقمح، كما قامت باستهداف القطاع الصحي في سوريا، وذلك من خلال فرضها لقيود إضافية على السماح ببيع التجهيزات أو تقديم الخدمات أو الدعم أو قطع الغيار لعدد كبير من المشافي السورية العامة والخاصة، الامر الذي يؤكد مرة أخرى بطلان المزاعم التي تروج لها الإدارة الأمريكية عن وجود استثناءات لأغراض إنسانية من هذا الحصار.
ويختم الخبراء، إن القرارات الامريكية الأخيرة المتعلقة بدعم ميليشيات قسد لتشكيل ما يسمى بالإدراة الذاتية والتي تعني الانفصال التام عن الهوية السورية، تأتي ضمن مسار محاولات بايدن للاستثمار في قسد، ك وكيل لمنع الاستقرار في سوريا، حيث تشير التطورات الأخيرة الى ان الأمريكي يسعى الى الحفاظ على الشمال السوري كساحة استنزاف للسيادة السورية، فقد شهدت مناطق شمال شرق سوريا، حركة امريكية واسعة، تمثل رسائل واضحة لدمشق، بعد المساعي الامريكية لإنجاح الحوار الكردي الكردي، وتكثيف الحركة الدبلوماسية الامريكية في شمال البلاد، وعقد اجتماعات وتنسيق ولقاءات مع الأطراف الكردية المختلفة، بهدف تشكيل تكتل كردي صلب تحت قيادة قسد، بقوة عسكرية واقتصادية، يؤمن لها أوراق سياسية تواجه فيها دمشق.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار