العربي والدولي

التدخل الإيراني في سوريا يضيّق الخناق على الشعب السوري ويقوّض أمن المنطقة

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية تغلغل الإرهاب فيها، هرع النظام السوري آنذاك إلى أكثر من دولة صديقة بحثًا عن الدعم وخوفًا من السقوط، فكانت إيران إحدى هذه الدول التي رأت في نجدته فرصة ثمينة لها تستطيع استغلالها لمد نفوذها في المنطقة، والآن لم يعد وجودها في سوريا مجرد دعم مالي ولوجستي أو حتى حربي ميداني لنظام بشار الأسد، بل بات هيمنة متعددة الأذرع، سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية، يكاد يكون من المستحيل الخلاص منها إلا بثورة عارمة أخرى على احتلال جاثم بكل ثقله على الشام.
في المراحل الأولى من الصراع، اقتصر الدعم الإيراني للأسد على تزويده بالمعدات العسكرية والدعم اللوجيستي والمستشارين العسكريين، وكانت إيران من نصحت الأسد بقمع التظاهرات الشعبية في البداية، وبمجرد أن تحولت الاحتجاجات المناهضة للنظام إلى نزاع مسلح طويل الأمد ابتداءً من عام 2012، بما يشكل تهديداً لحكم الأسد، حشدت إيران وسائل عسكرية وموارد اقتصادية واسعة النطاق، وتم نشر القوات الإيرانية وتعبئة المقاتلين الشيعة من الدول المجاورة.
والآن تجاوزت إيران كل الحدود بتدخلها الفظ في سوريا، وكأنها مقاطعة إيرانية وجزء من بلادها، وبدأت تستخدمها كقاعدة انطلاق لضرب المواقع الإسرائيلية، التي ترد بالمثل على مواقع مدنية وعسكرية وعلى المطارات المدنية، فإيران تنتهج إسلوب حرب الميليشيات مع الكيان الصهيوني، ويحتمي أفرادها وضباطها ومستشاريها في مناطق سكنية في سوريا ويستخدمون المطارات المدنية لتحقيق أهدافهم ومصالحهم على حساب الشعب السوري وعلى حساب أمنه وسلامته، وذلك على مرأى ومسمع نظام الأسد.
فكشفت مصادر اعلامية أن الميليشيات الإيرانية في سوريا وزعت صواريخ “ميثاق 1” التي وصلت مؤخرًا إلى دير الزور على بعض قطاعاتها العسكرية في مدينتي الميادين والبوكمال.
وقالت المصادر: إن الصواريخ جرى توزيعها على القطاعات العسكرية بآلية من نوع “هيونداي” مخصصة لتوزيع الطعام، حيث وزعت مايقرب الـ70 صاروخًا لكل مقر يتبع لميليشيات حزب الله العراقي وفاطميون.
وأشارت إلى أن عملية التوزيع تمت بإشراف كل من “الحاج مهدي” و”الحاج حكمت” و”الحاج كميل”، مسؤولي الميليشيات الإيرانية في المنطقة الشرقية.
ناهيك عن أنه وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، إيران قامت باستخدام الرحلات الجوية المخصّصة لإغاثة منكوبي الزلزال لإرسال أسلحة ومعدات عسكرية إلى سوريا، بهدف دعم مواقعها في مواجهة إسرائيل على الأراضي السورية.
وبذلك أضحت الساحة السورية مستباحة من قبل الإيرانيين، ولم يعد ممكنًا تصور طبيعة الخسائر البشرية والمادية التي يمكن أن يتعرض لها الشعب السوري نتيجة الردود الإسرائيلية على دفعات السلاح الإيرانية الكبيرة التي تستقدمها إلى سوريا، ولم يعد ممكنًا تصور الحل السياسي الذي قد يغير حال البلاد، كون النفوذ الإيراني مقترن بنظام الأسد.
حيث زاد دعم إيران لنظام الأسد من “استبداديته” و”بطشه”، فلم يعد يكترث لحال المواطن السوري، ويرفض التنحي عن السلطة، بالرغم من أن معظم العقوبات الاقتصادية والانهيار الذي تشهده العملة السورية سببه رفض جميع الدول التطبيع معه لجرائمه البشعة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار