العربي والدولي

الأردن يهدّد عصابات الأسد بسبب المخدرات!

اجتمع القادة العرب وتوافقوا على ضرورة فك عزلة الدولة السورية وإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع نظام بشار الأسد، سعيًا منهم لإنقاذ الشعب السوري الذي ضاق الأمرّين منذ اندلاع ثورة 2011، التي سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية تغلغل فيها الإرهاب التكفيري، والذي يعاني من التداعيات الاقتصادية الوخيمة للعقوبات الغربية الخانقة، والذي أُنهك من بطش الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وبينما ينتظر السوريون لتنفس الصعداء ورؤية بوادر حلحلة للأزمة التي طال أمدها، عادت أزمة المخدرات لتطغى على المشهد من جديد وتعكر صفو أجواء الهدنة والتوافق، حيث لم تقابل حسن نية العرب بالصورة التي توقعها الشعب السوري وحتى الساسة العرب، وتفاجئوا بالابتزاز الغير معلن الذي مارسه النظام السوري في معظم المباحثات واللقاءات السياسية، والتي كان فحواها تلبية شروط ومطالب معينة مقابل وقف سيل المخدرات إلى شبه الجزيرة العربية.
هذه اللهجة الابتزازية دفعت بالحكومة الأردنية لإرسال رسالة قوية، سياسية وعسكرية، مفادها أن الأردن لن يسمح بتواصل علميات تهريب المخدرات من سوريا، وفي تطور جديد كشفت صحف ومواقع إخبارية عن وصول رسائل نصّية إلى أرقام عدد من المتهمين بتجارة وتهريب المخدرات في محافظتي درعا والسويداء.
وجاء في الرسائل دعوات للمهربية والتجار لتسليم أنفسهم لحرس الحدود الأردني، وتحذّرهم من مصير مشابه لمرعي الرمثان الذي قتله الجيش الأردني مؤخراً.
وجاء قي الرسائل التي وصلت من أرقام أردنية: “نعلم من أنتم، تحركاتكم مرصودة، اجتماعاتكم مخترقة، تساهمون في تخريب عقول أبناء شعبنا ولأجلهم لن نرحم أي شخص منكم، نشامى الأردن ستحلق كالنسور ليتم اصطيادكم مجرم تلو الآخر مرعي الرمثان كان الأول وليس الأخير”.
وأضافت الرسائل: “سلموا أنفسكم لقوات حرس الحدود الأردني قبل أن تنقضي المهلة والبدء بمحاسبتكم ويكون مصيركم كمصير مرعي الرمثان، لن تفلتوا من العقاب مهما فعلتم. القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي”.
يأتي هذا بعد أن هدّد سابقًا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بشن بلاده عملية عسكرية ضد حكومة ميليشيا أسد في حال فشلها بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة، وقال الصفدي: “نحن لا نتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، إذا لم نشهد إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على هذا التهديد الخطير للغاية ليس فقط في الأردن، ولكن عبر دول الخليج والدول العربية الأخرى العالم”.
ويشتكي الأردن من تزايد عمليات التهريب في جنوب سوريا أو عبره إلى دول أخرى، وخاصة تهريب المخدرات، إذ يتم الإعلان بشكل شبه أسبوعي عن إحباط محاولات تهريب مخدرات وأسلحة قادمة من سوريا.
هذه الانباء الأخيرة زادت من ضيق الشعب السوري، الذي أصبح يتخبط من كثر الأزمات الحياتية، والتي يعاني منها بشكل رئيسي بسبب ممارسات نظام الاسد، وفساد حكومته وحاشيته، فلم يعد قادرًا على العيش بهناء بسبب تمسك الأسد بالحكم، ولن يستطيع التطلع للمبادرة العربية تجاه سوريا، بسبب تجارة المخدرات التي تديرها عائلة الأسد.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار