العربي والدولي

إسرائيل وإيران مواجهة مستمرة على الأراضي السورية

مع انطلاق الثورة السورية مطلع العام 2011، وجدت إيران الفرصة المناسبة للدخول إلى سوريا “عسكرياً” لدعم قوات الأسد وإخماد الحراك الثوري، من خلال الزجّ بميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” الذي انبثق عنه لاحقاً العديد من التشكيلات العسكرية، وتمكنت إيران فيما بعد من اختراق المؤسسات العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، بالإضافة إلى تمكن إيران من الاستحواذ على الاقتصاد السوري وثروات البلاد لتنقض إيران على قطاعات عديدة في الاقتصاد كالاتصالات والثروات الباطنية بعد أن أصبحت ترى في ذلك حقاً طبيعياً نتيجة مساندتها للنظام الحاكم على مدى 10 سنوات، يمثل المشروع الإيراني في سوريا بأبعاده الأيديولوجية والقومية والثقافية والاقتصادية أحد أخطر المشاريع التي تهدد وجود الهوية الوطنية السورية.
وهذا ما أثار خوف إسرائيل من تزايد النفوذ الإيراني في سوريا، مما أدى إلى التكثيف الإسرائيلي لضرباتها العسكرية التي تستهدف الوجود الإيراني المسلح في سوريا. وتعتبر إسرائيل أن تواجد الميليشيات الإيرانية في سوريا هو تهديد للأمن القومي الإسرائيلي، فقد طالبت إسرائيل بانسحاب إيران من سوريا منذ سنوات. وتؤكد المصادر الأخبارية إلى أن اسرائيل ستستمر في ضرب المواقع السورية التي تتواجد الميليشيات الإيرانية فيها، إلى أن تنسحب إيران من سوريا نهائياً.
والجدير بالذكر إلى تعرض “مطار حلب الدولي” في شمال سوريا فجر الأربعاء لقصف إسرائيلي هو الثاني خلال الشهر الحالي ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المطار، وخروجه عن الخدمة، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري، وكشف مركز “ألما” للأبحاث الإسرائيلي، عن أن القصف الإسرائيلي الأخير على “مطار حلب الدولي”، جاء بعد يومين من وصول طائرة “إليوشن 76” تابعة لشركة “بويا إير” الإيرانية. وأضاف المركز، أن هذه الطائرة حلقت مرات عدة بين إيران وسوريا خلال الأسبوع الماضي، ولفت إلى أن إيران كثفت نقل الأسلحة إلى سوريا تحت غطاء المساعدات الإنسانية بعد الزلزال.
هذا وقد أكدت الأنباء من ريف دير الزور الشرقي اليوم، باستهداف طيران مجهول الهوية يرجح أنه إسرائيلي، مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في بادية البوكمال، وأفاد مصدر مطلع على التطورات شرقي دير الزور بأن الغارات استهدفت قاعدة “الأمام علي” الإيرانية ومحيطها على الحدود السورية العراقية، وكانت ميليشيات إيران قد أنشأت قاعدة “الإمام علي” في البوكمال عقب انسحاب تنظيم “داعش” الإرهابي من المنطقة عام 2017، وتضم القاعدة العشرات من المقاتلين، بينهم منتسبين محليين لميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
وإضافة المصدر إلى أن استمرار الغارات يعتمد على حجم الدفع الإيراني للأسلحة القادمة من طهران، لكن استخدام الطائرات المسيرة في منطقة سيطرة الولايات المتحدة يشير إلى أن هنالك تعاون وثيق بين أمريكا وإسرائيل في رصد الأهداف وتحديد أهميتها، بعكس مطار حلب والنيرب الذي استخدم فيه أربع طائرات من طراز F-16 بعد وصول طائرة الشحن العسكرية الإيرانية من طراز “إليوشن 76”.
وتنتشر الميليشيات الإيرانية في العديد من المحافظات السورية، وتهيمن بشكل كامل على مناطق واسعة، وتحديدا في حلب ودير الزور ودمشق، والتي تقيم فيها عددا كبيرا من المقرات الأمنية والعسكرية، بالإضافة إلى مخازن السلاح التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بشكل مستمر، ومن الضروري انسحاب إيران من سوريا وذلك لتجنب وقوع المزيد من الضحايا السوريين جراء القصف حيث بعد كل قصف يتم تدمير البنية التحتية السورية ووقوع ضحايا مدنيين وعسكريين وذلك كله بسبب الانتشار الإيراني المرفوض من قبل الشعب السوري.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار