العربي والدولي

أمريكا تهدد بعقوبات قاسية لمنع المساعي العربية للتطبيع مع الحكومة السورية

((وان_بغداد))

بعد أن أطلقت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، والعالم بدأ يتغير بشكل كبير، فبدأت العديد من الدول بالتحرر من الهيمنة الأمريكية، كون القرار الأمريكي لم يعد القرار النهائي في أي ملف سواء عربي أو غير عربي.
في الشرق الأوسط، ساهمت روسيا في تقريب وإصلاح العلاقات مابين الحكومة السورية والتركية التي قطعت فيها أشواطًا كبيرة وأصبحت قريبة من تحقيق ذلك، جنبًا إلى جنب مع نجاحها في دعم وتحقيق المبادرة الصينية للعب دور الوسيط بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، التي انتهت بعقد اتفاق صلح تاريخي.
فبدأت الإدارة الأمريكية ترى بأن دورها في الشرق الأوسط ينحسر بشكل سريع، فسارعت لتضميد جراحها بضرب الصلح العربي – السوري، الناتج عن السياسات الروسية والصينية في المنطقة، في محاولة منها لإبقاء سوريا غارقة في الفوضى، ولمنع روسيا من تحقيق أهدافها بفك الحصار عن سوريا حكومة وشعبًا.
ومع اقتراب موعد القمة العربية، المقرّر عقدها في الرياض الشهر المقبل، ارتفع منسوب التحدي لدى القوى العربية الساعية إلى التطبيع مع نظام الرئيس بشار الأسد. بسبب ازدياد تهديدات الولايات المتحدة وتحذيراتها من مغبة تجاوز سياساتها تجاه الملف السوري، ولكن هذا الامر لم يثني العديد من الدول العربية المدعومة روسيًا عن تحرير سوريا من العقوبات الأمريكية الغاشمة وأجنداتها.
وهذا ما ترجمته زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى سوريا، ولقائه الرئيس بشار الأسد في القصر الجمهوري في دمشق، تمهيدًا لاستئناف العلاقات السورية – السعودية، الزيارة التي تزامنت مع بيان لوزارة الخارجية السعودية على صفحتها في “تويتر”، قالت فيه أن: “زيارة سموه إلى سوريا تأتي في إطار ما توليه المملكة من حرص واهتمام للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.
حيث تجدر الإشارة إلى أن المملكة السعودية وفي مسار التطبيع مع الأسد، لم تكترث للاعتراضات الأميركية المتوقعة. ولأنه في تقديرها، مصلحة المملكة تكمن في الانفتاح شرقا وغربا وتنويع مصادر الدعم والتبادل، خصوصًا وانها تحظى بحليف “نووي” روسي. ولذلك، أحدثت الرياض في الأشهر الأخيرة خروقات واسعة في جدران العلاقات مع الصين وإيران وسوريا.
هذا الواقع أثار حفيظة الأميركيين الذين أدركوا أن قواعد اللعبة تبدّلت في الشرق الأوسط، وأنهم على وشك فقدان الامتياز الذي تمتعوا به طويلاً، الأمر الذي دفعهم للتهديد بالمزيد من العقوبات، سواء على الدول العربية الرامية للتطبيع مع الأسد، أو مع نظام الأسد نفسه، وبالتالي إطالة عزلة السوريين ومعاناتهم بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
فالعقوبات الأمريكية قتلت السوريين أكثر من الحرب نفسها، واستغلال واشنطن واحتلالها المناطق النفطية وسرقتها للطاقة حرمت السوريين الكهرباء والماء والوقود، ودمرت اقتصادهم وزادت من حدة غلاء الأسعار، وتسببت بنقص المواد الطبية والأدوية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار