العربي والدولي

أمريكا تحاول ضرب استقرار سوريا وإيقاف التطبيع العربي – السوري بالإرهاب!

بعد أن حسم العرب قرارهم وأنهوا القطيعة مع سوريا، في مسعى منهم لفك عزلة الشعب السوري والحصار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المفروض عليها منذ 2011، تبنّت واشنطن خطة جديدة لإعادة خلط الأوراق في المنطقة وفي سوريا تحديدًا، وضرب المناطق المستقرة التابعة للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
حيث بدأت واشنطن بتحريك أدواتها الإرهابية في الداخل السوري، لإجهاض المسعى العربي تجاه دعم استقرار سوريا، وزعزعة الأوضاع في المنطقة مجددا. وذلك بالتزامن مع رفضها لقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية في السابع من مايو/ أيار الجاري.
وقال بهذا الصدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن “هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إنشاء ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة” بمشاركة “داعش” (منظمة إرهابية محظورة في روسيا) من أجل زعزعة استقرار الوضع في هذا البلد”.
وأضاف لافروف: “بحسب معلوماتنا بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بـ “جيش سوريا الحرة” في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي “داعش” (منظمة إرهابية محظورة في روسيا) ومنظمات إرهابية أخرى”.
وقال لافروف خلال اجتماع مع وزراء خارجية إيران وسوريا وتركيا” “الهدف واضح وهو استخدام هؤلاء المسلحين ضد السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة استقرار الأوضاع في البلاد”.
بينما قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في ديسمبر/ كانون الثاني 2016، إن بحوزته أدلة على أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن تقدم دعما لجماعات “إرهابية” في سوريا، منها تنظيم “داعش” والجماعات المسلحة الكردية.
يأتي هذا بجانب سلسلة تصريحات اطلقتها الإدارة الأمريكية على مدار الشهرين الماضيين، تهدد المطبعين مع الأسد، وتسعى لتضييق الخناق على الحكومة السورية على الصعيد السياسي، وذلك بسبب اقتناعها التام بخطورة الموقف في شبه الجزيرة العربية، التي بدأت تميل بوصلتها نحو الشرق ونحو القطب العالمي الجديد، وهذا ما شجعها اساسًا للتطبيع مع سوريا.
هذا الواقع الجديد أثار حفيظة الأميركيين الذين أدركوا أن قواعد اللعبة تبدّلت في الشرق الأوسط، وأنهم على وشك فقدان الامتياز الذي تمتعوا به طويلاً. لذلك نرى في الآونة الاخيرة الكثير من التصريحات وحتى التسريبات الخطيرة التي تؤكد تعاون واشنطن مع داعش والجماعات الكردية لشن هجومات متفرقة وضرب حالة الاستقرار في سوريا.
والجدير بالذكر أن الإجماع العربي على عودة سوريا، فك عزلتها وترك أصداء واسعة في الشارع السوري الذي يترقب لحظة انفتاح إقليمي يتبعها آخر دولي بفارغ الصبر، بعدما قاسى حصاراً وعقوبات نتج منها تراجع الحركة الاقتصادية والإنتاج، وصعوبات في مواكبة كل ما هو حديث ومتطور في كل القطاعات والمجالات محلياً، ولعل بعد السابع من مايو الجاري ليس كما قبله.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار