الدينية

يقال ان السياسة لا دين لها

اي بعيدة عن الدين ومفاهيمه واخلاقياته وتشريعاته
وهذا القول ليس صحيحًا بكل تأكيد لأن السياسة بالمنظور
الشرعي انما هي جزء كبير من الدين
لذالك قد عبر عنها كثير من العقاد واهل الكلام ان الامامة التشريعية لأهل البيت (عليهم السلام) هي الزعامة والرئاسة الإلهية في امور الدين والدنيا ) وهذا ينبئنا بأن السياسة جزء من تكليف الإمام المعصوم في ادارة امور العباد والبلاد وهذا
يحتاج من الامام ان يكون هو القائد الشرعي والسياسي كما يكون قائدًا عسكريًا عنده العلم بجميع المجلات العلمية والادارية والسياسية والاجتماعية (بعتبار علمه بالامر الواقع )
فالسياسة جزء من التشريعات والانظمة والقوانين التي دسترها القرآن الكريم وفق النظم التي يحتاجها الإنسان في ادارة الحياة ولكن من يقول بالانفصال ما بين المعصوم او الدين والسياسة فهذا لا يخلوا من امرين :
إحداهما: هو التعمد في الفصل لعدم فهم الامامة او لا انما تعمدوا ذلك للإبعاد المعصوم من حقه الشرعي في ادارة الدولة من الناحية السياسية والشرعية بإي شكل من الإشكال
وذلك للإستحواذ على السلطة الدنيوية المغتصبة من اصحابها وهذا ما ثبت تأريخياً من انكار الولاية والذهاب للشورى ليس في زمن المعصومين فحسب وانما حتى في زمن الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى نبينا محمد افضل التحية واتم السلام
اما السياسة في عصرنا الحاضر وفي عصر الغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وفي ظل السياسات والأنظمة الدينية والا دينية والتي كتبت دساتيرها بما يتوافق مع المصالح الدنيوية والتي تخدم اليهود والنصارى والتي بودقة بأنظمة وتشريعات مختلفة ومنها نظام العلمانية والتي تفصل الدين عن السياسة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتسلط السياسي الذي يحفظ المكتسبات الدنيوية التي تجعل من الادارة العالمية مرتكزًا للفوضى السياسية والاجتماعية والتقاتل بين البلدان العربية والاسلامية والغربية على اختلاف اديانهم ومذاهبهم واختلاف لغاتهم والوانهم .
مع العرض استطيع ان اسمي السياسة التي لا ترتبط بالمعصوم هي سياسة ناقصة وغير مكتملة
ولعله يرد اشكال هنا وهو ان الدينيين من ابناء العقيدة الحقة المنتظرين للزعامة والرئاسة الإلهية هل يقبعون خلف الاسوار ينظرون الى مجريات الامور غير مكترثين للسياسات الغربية في ادارة بلدانهم
اقول: بل من الضروري التصدي للإمور السياسة والإدارية سواء على من يعتقد بولاية الفقيه او غيره من الدينيين والسياسين المرتبطين عقائدياً بولاية أمير المؤمنين بشكل او باخر على ان يؤدوا الدور السياسي والاداري بما يحفظ خط الولاية لآل محمد لا ان ينغمسوا بالسياسة المنحطة الدنيوية التي تنحرف بهم وينحرفون بها نحو الهاوية والمنزلقات الفاسدة والتي تفسد على اهل البيت التمهيد لدولتهم التي في اخر الدهر تظهر
فاليس كل من هب ودب نال من السياسة وحسب على اهل البيت وخطهم الاصلاحي لذا من الواجب بل الظروري ترك السياسة لمن يعرف مبادئها الدينية والإدارية والإصلاحية والذي خبرنا منه الثقة والصدق والاخلاص وعدم الميل الى السياسة الدنيوية والفئوية ذاك الذي رفع شعار الإصلاح صادقًا
سماحة السيد مقتدى الصدر ابن العراق والمرجعية الناطقة الرشيدة الذي يعمل بالسياسة الدينية التي تليق بخط المعصومين سلام الله عليهم منطلقًا من مبدأ (ان النبي واهل البيت مع الحوزة العلمية الناطقة بل من الحوزة الناطقة الشريفة) وهذا القول هو من الوصايا المعلنة من قبل السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)
فيا آيها السياسيون انكم تخسرون الاخرة والدنيا على حد سواء بتشبثكم بالسلطة الدنيوية الزائلة فالمشروع السياسي الاصلاحي انما هو مشروع اهل البيت الذين ضحوا بدمائهم لأجله فها انتم تبكون على الحسين وتعتبرونه المثل الاعلى وتحاربونه من حيث تشعرون (وكما قال الحسين في ذم من تشبث بالسياسة والسلطة لأجل مصالحه الشخصية ، قال الدين لعق على الستهم يدورونه مادارت معائشهم كلما محصورا بالبلاء قل الديانون) فالحرب على الاصلاح هو حرب معلنة على الحسين عليه السلام وعلى الزعامة الإلهية لأهل البيت عليهم السلام .
أسأل الله ان يجنبنا واياكم الخوض في السياسات التي تحارب الاصلاح والمشروع التمهيدي لدولة العدل والحق
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين ٠

الشيخ
وديع العتبي
١٢ربيع الثاني ١٤٤٣

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار