الدينية

الولاية اصعب تكاليف الاسلام..

احمد الحسيناوي:-
عندما صدع رسول الله ص و اله بالاسلام و بدأ بالتبليغ.. بدأ من الاسهل الى السهل ثم الصعب الى الاصعب فالاصعب و هكذا.. كانت التكاليف بالتدريج لكي لا يقع المجتمع بالعسر و لكي يتم تدريب المجتمع مع هذا الدين الجديد..
فمثلا كانت الخمرة عندهم من الامور الطبيعية و لا يشكل عليها احد سوى الثلة القليلة من المؤمنين… .الى ان جاء النبي ص و اخبرهم بان الخمر حرام و لكن بالتدريج و على مراحل .. و لم يقل لهم الخمر حرام على كل حال.. لانهم سوف لا ينصاعون له و تحدث ردة فعل قوية من النفس و تنفر… ..و هكذا في كل التكاليف و الاوامر و النواهي سواء بالاحكام او بالموضوعات…

ففي الاحكام اول تكليف نزل هو الصلاة… و بعد فترة نزلت اية الصيام والذي اصعب و بعدها نزل تكليف الجهاد و القتال في سبيل الله.. و هو من الصعوبة بمكان بحيث يموت الانسان في سبيل عقيدته و دينه..
و اما في الموضوعات. فقد مر علينا قصة تحريم الخمر و ايضا تحريم الربا و لحم الخنزير و موضوعات اخرى لا تخفى على القارئ اللبيب..

و اما الولاية التي هي عنوان مقالتي هذه.. فاني اعتقد بانها من اصعب التكاليف في الاسلام.. و ذلك لانها جاءت في المرحلة الاخيرة من التبليغ اي بعد بدء الدعوة المباركة بثلاث و عشرين سنة او اقل قليلا … و هذا يؤكد انها من اصعب التكاليف على الفرد..

و السبب الاخر الذي يجعلها صعبة الايمان بها و تطبيقها.. هو انها ستجابه بردة قوية من ضعاف النفوس و المنافقين و الدنيويين و اصحاب الكراسي و الوجاهات الكبيرة في الاسلام.. لانها ستعطي الولاية لآل الرسول و بالاخص لعلي عليه السلام…
فمن سيثبت اتجاه هذا الانحراف…!؟
و لذلك.. فان النبي في يوم الغدير اخذ على الصغير و الكبير و المرأة و الرجل و القاصي و الداني و ابلغم بهذه الولاية و التي تمثل امتداد الدين و المحافظة عليه و عدم التشتت ليسود الارض كلها و يكون الدين لله جل جلاله…
اما الصعوبة الاخرى في هذا التكليف.. فهو يكمن بالمحافظة عليه و عدم التفريط به لا بقليل و لا بكثير.. فمن يعتقد بانه يوالي عليا و الائمة من بعده فلابد ان يكون على قدر المسؤولية في القول و العمل و ان يعكس مدى احقية هؤلاء البشر في قيادة الامة.. مسؤوليته هي الدفاع عن هذا الحق بالحجة و الدليل و كسب الناس الى فسطاط الحقيفة و ردء الطرف الاخر و دحض نظريته المشبوهة.. و هذا يتطلب جهدا نفسيا و فكرا كبيرا طبعا…
..و فبل الختام…
اهنيء العالم الاسلامي و المراجع الدين و القادة الميدانيين. المخلصين و جميع شيعة امير المؤمين ع بهذا العيد الاغر.. سائلا المولى العلي القدير ان يرحمنا برحمته الواسعة… أمين رب العالمين..
و الحمد لله حق حمده…
======================
اخوكم
الشيخ احمد الحسيناوي
١٨ ذي الحجة ١٤٢٤
النجف الاشرف

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار