الدينيةمقالات

الحسين والعباس في رؤيا يوحنا اللاهوتي.. شيعتهم يرتدون الاكفان البيضاء مصبوغة بدماء الذبيح

((وان – بغداد))

إيزابيل بنيامين ماما آشوري:

لم اتلق اي رد ولا اعتراض ولا اي نقاش حول ما طرحته في موضوع (بطل ينصر بطلا فيسقطان معا). والذي يدور حول رؤية توراتية قديمة لنبوءة ايقضتها من سباتها الذي استمر اكثر من أربعة آلاف سنة . فكل ما وردني هو عتب عبّر عنه أحد الاباء بأنه : (هتك لخصوصية النصوص المقدسة سيُحاسبني الرب عليه وسأنال جزائي في يوم الدينونة حيث لا يشفع لي الرب يسوع).

في بحث بطلا ينصر بطلا صححت أشياء لحقها تحريف مروّع اشرت إلى مواضعه واوردت اقوال كبار القساوسة الذي جانب الحقيقة وسار على اثر الماضين ممن شط به القلم فكتب ما كتب متحملا جزاء ما وضعه للناس من اباطيل.

في هذه الحلقة سوف اسلط الضوء على نص شدّني بقوة ودفعني للتمعن فيه بالحاح غريب وهو في نفس السفر الذي وجدت فيه نبوءة (الحسين والعباس) اولاد القديس علي بن ابي طالب عليه مراضي الرب .

لا يزول عجبي وانا في كل يوم اجد نصوصا تم اخفائها بعناية بالغة بين السطور وكل هذه النصوص تتعلق بمقدسين على درجة كبيرة من الاهمية اولتهم السماء عنايتها حتى يخال إليك كأن هذه الكتب إنما نزلت فقط على ذكرهم وما دونهم من العالمين هباء.

الذي أشار عجبي هو ان الكتاب المقدس لم يُشر فقط إلى هؤلاء المقدسين بل شمل ايضا اتباعهم وشيعتهم ومواليهم ، بحيث ان وصفهم ينطبق على كثير من الحالات التي نراها يوميا امامنا فهل يا ترى أن الملابس البيض التي يرتدونها امام الله والذبيح هي نفس الملابس المضمخة بالدم والتي ترمز إما إلى أكفان (المطبرين) أو انها ترمز إلى كثرة القتل الذي استحّر بشيعة هؤلاء المقدسين بحيث كانت اكفان قتلاهم اكثر من كل موتى اعدائهم. والملاحظ انه كلما اقترب زمن نهاية الاحداث ولع الشيعة بلبس لاكفان.

طبعا هي اشياء محيّرة جدا وتحتاج إلى بحث وتدقيق للوصول إلى اسلم التفاسير وهذا ما فعلته حيث اني ومنذ خمسة أيام اعالج بهذا الموضوع ومن مصادر كثيرة اضطررت فيها ان ارجع إلى النصوص الاصلية التي ليس لها علاقة بالترجمات الحالية البعيدة كل البعد عن النص الأصلي .

فماذا يقول نص يوحنا ؟

في بداية سفر رؤيا يوحنا ورد نص غريب شرحنا نصفه في البحث السابق واليوم بعد ان اتضحت الصورة وبانت معالمها نضع الشرح الثاني الذي اخذته من النص العبري مع ان الكثير منه موجود في الطبعة العربية ووضعت توضيحي عليه بين خطين.

يقول يوحنا في رؤياه : (( هذان هما المنارتان القائمتان أمام رب الأرض.

وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، تخرج نار من فمهما وتأكل أعداءهما. وإن كان أحد يريد أن يؤذيهما، فهكذا لا بد أنه يقتل. ــــ أين اعدائهم ابتداء من الامويين والعباسيين وانتهاء بصدام ونسيبه حسين كامل ــــ.

هذان لهما السلطان أن يغلقا السماء ولهما سلطان على المياه أن يحولاها إلى دم،ـــ لربما اشارة إلى مطر السماء دماـــــ

ومتى تمما شهادتهما، فالوحش الصاعد من الهاوية ـــ يزيد ــــ سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما. ـــ الحسين وأخيه العباس ــــ

وتكون جثتاهما على شارع المدينة العظيمة ـــ الكوفة ـــ وينظر أناس من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم جثتيهما ثلاثة أيام ونصفا، ولا يدعون جثتيهما توضعان في قبور.

ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون، ويرسلون هدايا بعضهم لبعض. ــــ في اشارة لربما إلى اهل الشام وفلسطين الذين استهلوا واهلوا فرحا وإلى هذا اليوم ــــ وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما: اصعدا إلى ههنا. فصعدا إلى السماء في السحابة، ونظرهما أعداؤهما.

وغضبت الأمم، فأتى غضبك وزمان الأموات ليدانوا، ولتعطى الأجرة لعبيدك الأنبياء والقديسين والخائفين اسمك، الصغار والكبار، وليهلك الذين كانوا يهلكون الأرض)).(1)

إلى هنا انتهت المعركة الواقعة على شارع المدينة العظيمة (الكوفة) وبقيت هذه الاجساد ثلاث أيام تسفي عليها الرياح بلا كفن ولا دفن ولكن في النهاية صعد هذا الشهيدان إلى السماء حيث محكمة الرب الكبرى في انتظار من يأتي من المجرمين .

وهناك في السماء حيث الملكوت الأعلى وحيث الجالس على العرش الذي لا يظلم عنده احد تحدث يوحنا عن الفصل الثاني من روايته المأساوية المحزنة عن هذين البطلين الشهيدين العظيمين فقال ان هناك عدد لا يُحصى من الامم يرتدون الملابس البيضاء وهي ملطخة بالدم ، والملائكة تحمل اختام تختمهم على جباههم في نصٍ درامي ومشهد رهيب قد لا تفي الكلمات للتعبير عنه.

يقول يوحنا : ((رأيت ملاكا طالعا من مشرق الشمس معه ختم الله الحي، فنادى بصوت عظيم إلى الملائكة الأربعة، الذين أعطوا أن يضروا الأرض والبحر، قائلا: لا تضروا الأرض ولا البحر ولا الأشجار، حتى نختم عبيد إلهنا على جباههم.

بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف (الذبيح) متسربلين بثياب بيض وفي أيديهم سعف النخل وأجاب واحد من الشيوخ قائلا لي: هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض، من هم؟ ومن أين أتوا؟

فقلت له: يا سيد، أنت تعلم. فقال لي: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف (الذبيح).

من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه (نهارا وليلا) في هيكله، والجالس على العرش يحل فوقهم.

لن يجوعوا بعد، ولن يعطشوا بعد، ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر،

لأن الخروف (الذبيح) الذي في وسط العرش يرعاهم، ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية، ويمسح الله كل دمعة من عيونهم)). (2)

انتهى النص ولكن النص العربي بعيد كل البعد عن النص العبري الذي لم يذكر كلمة (الخروف) بل يضع مكانها (الذبيح) وإن كانت كلمة الخروف تعطي نفس التصور لحالة الذبيح ، ولكن الذي ترجم هذا النص وضع كلمة الخروف عامدا متعمدا لكي ينسحب النص على يسوع المسيح ولكن هذا يدل على جهل فاضح حيث أن يسوع لم يكن مذبوحا حسب رواية الإنجيل (3) بل مصلوبا. ويدلنا على ان هذا النص فيه تزوير وانه ليس نص سماوي بل سماوي اختلط برغبة بشرية غايتها تحقيق اهداف من وراء هذا التحريف هو قول كاتب النص : ((من أجل ذلك هم أمام عرش الله، ويخدمونه (نهارا وليلا) في هيكله)). ففي هذا النص كشف كاتب السفر عن نفسه من خلال تأثره بالاجواء الأرضية المحيطة به (ليل ونهار) فنسى وذكرها كانه يتكلم عن ملك من ملوك الدنيا ، لأنه لا يوجد في السماء ليل ولا نهار ، لا يوجد سوى نور واحد هو نور الرب وحده.

المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ

1- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 11: 8 . فما.

2- سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 1 .

3- إنجيل متى 28: 5 (فأجاب الملاك وقال للمرأتين : إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب) .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار