الدينيةالمحلية

يصدر قريباً عن دار ومنشورات جسد.. تحقيق مخطوطي مقتل الإمام علي والإمام الحسين ( عليهما السلام)

مقدمة المخطوطين
الحمد لله على ما أتانا من فضله ونعمه, وأصلي على من ذكرت الصلاة عليه في محكم التنزيل, ذخري وسندي يوم ألقى الربَّ الرحيم، وعزنا نبينا الرسول الأحمد الأمجد أبو القاسم محمد, والسلام الدائم عليه وعلى آله بحر العلوم الطيبين الطاهرين ، صلاةً وسلاماً عليهم أجمعين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين , أمَا بعد :..
بعد ركون هذين المخطوطين في كتاب واحد على رفوف مكتبة حفيده ,وظلام دامس يلصق أوراقه الصفراء على بعضها البعض , أنار عليه نور الخروج , وأضاء ليطارد ذيول عتمة سباته , ويخرجه كمولود في فجرٍ جديد, يشعشع نوره بين كتب التراث .
ويخيل إليّ بأن هكذا مخطوط له الأهمية البالغة في وقتنا المعاصر من ناحية الدراسات والتحقيقات التي تنحصر بشهادة أمير المؤمنين عليه السلام وأحداثها , وأحداث مقتل الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف ويوم عاشوراء ,فضلا عن ذلك فأن المخطوط منقول من مخطوط أختفى منذ قرون .
وتأتي أهمية قصوى أخرى لهذا الكتاب ,كونه من التراث الإسلامي ,وذخيرة من ذخائر تاريخ الكوفة ورجالها الذين كان لهم الفضل في تدوين المؤلفات عن مقتل الحسين عليه السلام وروايته .فانطلاقا من هذه الأهميات أخذنا على عاتقنا أن نلحق ما تبقى من أوراق هذا المقتل ,لتحقيقه وإخراجه من سبات العتمة إلى النور .
يبدأ التحقيق بترجمة سيرة الشيخ محمد آل غريب , وذكر ولادته , ونسبه , وتحديد عهد دراسته الحوزوية , ومصنفاته .
ويلي ذلك (بين ثنايا سطور المخطوطين) تسليط الضوء على ما يحتويه الكتاب من تفاصيل لغوية وأدبية والإجراءات المتخذة لمعالجة الاخطاء مع أسلوب التحقيق .
ونعرج إلى تحقيق المخطوط الأول شهادة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نقله وعبر عنه صاحب المخطوط بعنوان (وفاة) ,هذا الموضوع لم تطرق فيه أبوابًا جديدة من ناحية الدراسات خارج النسق المألوف،وتخطي ما كان سائدًا,ففي هذه الشهادة العظيمة تتجلى الأسرار الالهية من جانب , والجانب الآخر هناك أبعاد إعجازية (الدفن والقبر), إسلامية في وصاياه عليه السلام ,فهي تتضمن العمومية وليس لأسرته فحسب ,ففي أحدها( ومن بلغه كتابي),وفي تطبيقها يصل المسلم لرضا الله تعالى ,وغيرها من الجوانب المتعلقة بأمير المؤمنين عليه السلام .
أما من ناحية ما يتعلق بالمعاصرين وشهود العيان ,فلا تجد أثر للعالمة المعلمة العقيلة زينب عليها السلام قبل الوفاة في هذا المخطوط, في حين تعج بعض المصادر بمخاطبة الإمام للسيدة زينب والسيدة أم كلثوم على حد سواء ما قبل ساعات من اغتيالهَ!
ـ فمن المعلوم أنها كانت في بيت الزوجية بالقرب من منزل أبيها ,وقد حضرت بعد إصابته عليه السلام ,وهذا ما بين لنا مدى الالتزام الشرعي وحقوق الزوجية لدى السيدة زينب الكبرى عليها السلام .
لقد تم تبويب مخطوط الشهادة إلى ترتيب المواضيع على هذا النحو: مدخل تاريخي, وفد اليمن على أمير المؤمنين وبينهم قاتله, قتال الخوارج في النهروان ولقاء ابن ملجم مع قطام, سفر ابن ملجم إلى اليمن وعودته بميراثه, أداء قسم ابن ملجم والعنبري والبراك في البيت الحرام, محاولة البراك لقتل عمر ابن العاص في مصر, محاولة العنبري لقتل معاوية في دمشق, وصول ابن ملجم الكوفة, ابن ملجم يتوارى عن أمير المؤمنين عليه السلام, ابن ملجم يصقل سيفه وقطام تسمه, أمير المؤمنين عليه السلام يستعد للموت, خروج أمير المؤمنين عليه السلام إلى المسجد, مقتل أمير المؤمنين عليه السلام, تجهيزه عليه السلام للدفن, القصاص العادل بحق ابن ملجم لعنه الله, رواية مصير ابن ملجم وجزء من العذاب, أسرته , زوجاته وذريته.
ويأتي تحقيق المخطوط الثاني (مقتل الإمام الحسين عليه السلام) الذي يمتزج فيه الدم بالدموع , والحزن بالخشوع , والدم يكتب الخلود بالنجيع , ويعيد كل فصل من فصول التاريخ إلى ربيع …هنا حيث انتصر الدم على السيف .وتغلب الحق على الزيف في أرض كربلاء .
قدم دراستنا بعنوان (مراجع وروايات واقعة الطف بعد حادثة عاشوراء), وقسمنا مواضيعها إلى ثلاثة عناوين , العنوان الأول: الشهود المعاصرين من أهل البيت عليهم السلام. والعنوان الثاني: المرويات والمقاتل في القرن الثاني الهجري, والعنوان الثالث: المقتل وحفظ أحداثه الواقعية في وقتنا المعاصر.
وبوبنا المخطوط إلى الترتيب على هذا النحو: (وصول مسلم إلى الكوفة ومقتله ومقتل هاني بن عروة), ويليه ( توجه الإمام الحسين عليه السلام إلى العراق) , ثم (مسير الإمام الحسين إلى الكوفة), ويعقبه (وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء), ويأتي موضوع(الواقعة ومقتل الإمام الحسين عليه السلام),وقبل ختام المقتل (أسر آل الحسين وحرائر النبوة), وينتهي المخطوط بمقتل عبد الله بن عفيف الأزدي.
والحقنا التحقيق بعرض ثلاث صفحات من المخطوط الأول والثاني ,واخترنا الصفحة الأولى والوسطية والأخيرة.
ثم المراجع والمصادر , والفهرست .
وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل المتواضع بأحسن القبول والله من وراء القصد .
بقلم المحقق

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار