المحلية

هل نرى حربا مدمرة تقود إلى (فوضى عارمة) في خليج الغضب وشمال أفريقيا؟ وهل نرى دولة/ دولا كردية مستقلة؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
ابتداء، العقوبات الواسعة الجارية والحرب الواسعة خليجيا إن وقعت يتأثر العراق بهما (بشدة) (حتما) ولا مفر من ذلك (ولا يجوز إهمال دراستهما ومناقشتهما)، ثم العودة الى مناقشة وضع الداخل العراقي.
قبل فرض العقوبات الأميركية الشديدة على إيران كنا نستبعد الحرب تماما، وحتى في مرحلة الحشد البحري الأميركي في الخليج استبعدنا الحرب.
الآن كل شيء بات على كف عفريت والاحتمالات مفتوحة (رغم فتور نسبي يوحي بانفراج مخدر)، والسبب الرئيسي هو (أسباب) و(تداعيات) العقوبات على إيران ووجود أطراف إقليمية معلومة تدفع إلى التصعيد.
في أكثر من مقال ولقاء منذ سنتين بينا تداعيات العقوبات الأميركية على إيران و(العراق) وأمن العالم، وحذرنا من تبعات الحرب وتدميرٍ للمنطقة، ونزوح إقليمي مليوني مدمر، وتفكك دول وتقسيم حتمي وظهور دول جديدة، وحروب أهلية وعرقية وطائفية، إذا حصلت حرب واسعة على طرفي الخليج تشارك فيها أميركا.
الطرفان الرئيسيان ،أميركا وإيران، لا يريدان الحرب، لكن لم يعد مستبعدا الانزلاق إليها (إن لم يعد تقييم وتقويم الموقف الدولي واللجوء الى التفاهم بتعديلات معقولة في الملفات النووية وغيرها).
لا تخطئوا الحساب، فإن الصواريخ أرض – أرض غير الموجهة بعد الاطلاق تشكل قوة ردع هائلة ضد المدن، ولاتؤمن الصواريخ الأميركية والفرنسية الحماية الكافية تجاهها، وتدخل ضمن أهدافها معسكرات غير محصنة، فضلا عن وجود صواريخ موجهة على غرار ما استخدم في ضربة كويسنجق في سبتمبر 2018 وآرامكو سبتمبر 2019..،
………
الصراع في ليبيا، حتى لو اتفقوا مؤقتا في المانيا فالنتائج المطلوبة من قبل المارشال حفتر وداعميه من العرب هي سحق الإخوان المسلمين وآلاف من المسلحين الوافدين كما ينشر، وطرد النفوذ التركي خصوصا بعد خلافات التنقيب عن الطاقة في البحر المتوسط، والدور القطري، وهذه قصة تحطيم عظام وليس كسر عظم وقد تأخذ الأزمة شكلا من الصراع السوري بالغ التعقيد، رغم تزايد قدرات المارشال حفتر كثيرا بعد حملة طرابلس قبل تسعة أشهر، ولن تستطيع مساعدات تركية محدودة وقفه.
الخليج..، في دائرة العاصفة وكلما (تقادم) الزمن تزداد مخاطر التصادم أو الفوضى إن لم يجر تدارك الموقف والتفاهم، وحتى ليبيا تشكل خطرا على جنوب أوروبا إن اصبحت محطة للإرهابيين ولا يزال أكثر من 20,000 منهم في شمال سوريا، وقد يسعى الروس لبناء قاعدة جوية وبحرية جنوب أوروبا (في ليبيا) وعدم الاكتفاء بشرق المتوسط، ويصعب التعويل على مقررات واتفاقات مؤتمر برلين رغم انها لم تصدر بعد والمؤتمر لا يزال مستمرا.
كل مقدمات الحروب العظمى ووسائلها لم تكن أكثر تعقيدا مما يجري الآن!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار