المحلية

كتب الحقوقي تحسين البهادلي مقال بعنوان (الدور المتعثر لمنظمات المجتمع المدني)

لاحضنا بعد عام 2003 ، ظهور منظمات تحمل اسم المجتمع المدني على اختلاف توجهات القائمين عليها ، وظهرت اسماء رنانه لهذه المنظمات وشعارات براقه واهداف سامية ، مثل رفض العنف والدعوة للحوار والمطالبة بحقوق المرأة والطفل والمحافظة على البيئة من التلوث ، وغيرها من حقوق الانسان التي نسمع بها ولانرى لها تطبيق ، حيث ان هذه المنظمات قد ازداد عددها ، وبدأت تطرق ابواب المسؤلين انذاك سواء كانو من سلطة قوات التحالف ام المسؤولين العراقين ، بل تعدى هذا الموضع ليشمل سفارات مثل سفارة الولايات المتحدة في العراق وغيرها ، ولكن السؤال هنا هل هناك دور فاعل او على الاقل مرضي لهذه المنظمات ؟ ام انها مجرد دكاكين ليرتزق منها البعض ويملئ جيوبه ، وما هي الانجازات المتحققة على ارض الواقع ، من مشاريع حقيقية وليست وهمية وماهو الدور الذي لعبته في الحياة السياسية والاجتماعية والتنمية ، هذه امور يجب ان نتوقف عندها ونفكر مليا بحجب الفساد الذي رافق هذه الانطلاقة وتحول نشاط اغلبها الى نشاط صوري كارتوني بنفس الوجوه طبعا عدا بعض المنظمات الرصينة الى جانب سوء الادارة ، فهناك مئات من هذه المنظمات تابعة لاحزاب فاسدة وشخصيات سياسية مشبوهة هدفها تلميع الصور وان كانت تدار من شخصيات ظاهرا مستقلة ، الا انها متحزبه في الخفاء وهذه اشكالية كبيرة تؤثر في استقلالية العمل وضياع الهدف العام وعلى كل حال فان كل شيئ في العراق اصبح مباح للخراب لا وجود لسلطة التنظيم والمراقبة والمحاسبة عليه ، ندعو الحكومة العراقية لتكثيف جهودها واصدار القرارات المناسبة ، التي تهدف لرصانة عمل منظمات المجتمع المدني ومراقبة نشاطها بما يهدف لتنمية الفرد والمجتمع ، وأن تكون مشاريع العمل حقيقية وليس مجرد سفرات لاعضاء المنظمات وعوائلهم وحواشيهم و مؤتمرات بوجوه متكرره فالتنمية الاجتماعية تتطلب النزول الى الشارع والدخول في بيوت الفقراء والمعوزين وغيرها ، من الاعمال التي تساهم في بث روح الانماء في المجتمع وتساعد على تصحيح مسار منظمات المجتمع المدني وتغيير الوجوه التي تقوم على ادارة هذه المنظمات ، بوجوه شبابية فاعلة تؤمن حيوية وديمومة هذه المنظمات ، وجعلها بالشكل اللائق وتنقية اجوائها من الضباب الحزبي.
الحقوقي تحسين البهادلي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار