المحليةمنوعات

فنون الابتزاز وسايكولوجيا المبتز

عبير القيسي

ضمن جغرافية التطورات على كافة الاصعدة، الديموغرافية والتكنولوجية والأنثربولوجية … ما زال بعض من الانسان يمارس عمليات النصب والاحتيال وفق لوائح متعددة، منها إيهام الناس بإيجاد فرص عمل لهم، وغيرها من الاساليب الرخيصة التي لا تمت للانسان برابط الخير الذي فيه، وبالرغم من الحداثة الامنية في العثور على من يسلك هذه السلوكيات البائسة الا أن السؤال:
أين رادع الضمير الانساني والاخلاقي المودع في كل شخص منا؟
هل من المعقول أن يكون حصاد تربية الوالدين لسنين طوال ثمرة عفنة تبتز الناس وتهدد امنهم وسلمهم النفساني والمجتمعي؟

يربى الانسان وفق مبادئ الحلال والحرام والمعيب والصح والخطأ ورغم هذا نجد الاف الشواذ في المجتمعات التي يكثر فيها التداعي الاسلامي، والتدين المبالغ فيه وأنا لا اهاجم الاسلام بالطبع لكن أين الانسان من التأسي بقدوة رسول الله وال بيته وشريعة الله المقدسة كتابه العزيز؟

نتفاجئ يوماً بعد اخر بفن الابتزاز المادي الذي وصل الى مرحلة تخصيص قوىً امنية لمحاربته والقضاء عليه! ومن ثم الانسان الذي لم تربيه نفسه ولم يشتغل فيه الضمير الحي ترى هل تنفع معه السجون والطرقات الامنية؟
برأيي أن الذي يسلك في هذا الطريق ما هو الا شخص يعاني من عقد نفسية منذ الطفولة، تراكمات الحرمان المادي، العوز المادي، العوز لأثبات الشخصية وعدم تلقي الاهتمام والاحتواء في المراعاة الوالدية فيشعر دائما أنه اقل من الاخرين حتى يفكر كيف يتفنن في إيذائهم مع أنهم لم يقوموا بإيذاءه ولو بمقدار حبة من الشر! !
ويبقى الحال إذا ما تم علاجه وفق روادع اخلاقية وقضائية ومجتمعية من خلاب نبذ المبتز وعدم التعامل معه، ومن جانب آخر توجيهه بأخذ جلسات نفسية عند مختص نفساني لمعالجة شعور النقص الذي يعانيه، لأنها مشكلة اجتماعية وسلوكية ونفسية خطيرة تفاقمت بفعل الاسباب التي ذكرتها أنفاً في المقال .. كذلك فأن من الطبيعي أن تقوم منظمات المجتمع المدني وقوى الامن الوطني بعقد ندوات مفتوحة لتنبيه الاشخاص من الوقوع في فخ الابتزاز وفنونه! وايضا على الجانب الاعلامي نشر اعلانات تحذر من مخاطره وتبين مساوءه على كافة الاصعدة لانها آفة خطيرة وفتاكة من اهدافها هتك اعراض الناس ومحو الثقة بين افراد المجتمع وزرع الكراهية بينهم بدلاً من غرس الالفة والسلام والتعاون بينهم فهي مشكلة اخلاقية وتثقيفية بالدرجة الاساس.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار