المحلية

فايروس اللا دولة والعقول المنحرفة..

فايروس اللا دولة والعقول المنحرفة..
قيس النجم
الدين الإسلامي لا ينتج عقولاً مشوهة، ولا أفكاراً منحرفة، بل هو أسس إنسانية عالمية، يراد منها تنظيم الحياة، وفق مبادئ الحرية والعدالة والنظافة، تنظفوا فان الإسلام نظيف، ليس المقصود بها نظافة البدن فقط، بل نظافة العقول من كل السموم والجراثيم التي تعيش فيه.
لكي نقرأ واقعنا جيداً، ونتعامل بذكاء مع المعطيات والمستجدات، يجب علينا فهم ما يدور خلف الأسوار، وثغورها، ومنافذها، ومختبراتها، لندرك أن المعركة على وجود الدولة واللا دولة طويلة، ولن تستثني أحداً في هذا الامر، فبين العقوبات والمكافآت فرق كبير، لأننا جميعنا مشتركون كي تصبح اللا دولة متسيدة، من خلال سلوكنا، واللامبالاة بقيمة الوطن.
تبدأ اللا دولة من المواطن نفسه، عندما يشعر أنه أصبح اكبر من القانون، وينطبق على أصغر فرد بالشعب، الى أكبر رجل بالدولة، والأدلة والشواهد كثيرة، منها ما بجعبة المواطن البسيط وهو رمي الأنقاض في الشوارع، التجاوز على الرصيف، والتعدي على رجل المرور، وتحويل المناطق الزراعية الى سكن عشوائي، والدكات العشائرية، وحمل السلاح الغير مرخص، والقائمة تطول وهذا كله ينطبق ضمن قانون اللا دولة، مع سبق الإصرار والترصد.
إذاً كلنا مساهمون في هدم الدولة، وقتل الحياة فيها؟ وعلينا عدم النسيان، بأن العراق ملك الشعب، وليس ملكاً لأحد غيره، لذا من يريد اصلاح البلد عليه أن يبدأ بنفسه أولا، لكوننا مشتركون في جعل العراق بلد اللا دولة، وسمعنا كثيرا عن الحق الذي يراد به باطل، حتى أمسى شعار لمن لا مبدئ لهم ولا دين، وما أكثرهم في عراقنا الكبير.
هناك حكمة تقول: (قد تخلو الزجاجة من العطر، لكن الرائحة العطرة، ستبقى عالقة بالزجاجة)،هكذا هي السيرة الطيبة للمؤمنين بمبادئهم وحبهم لبلدهم، ونزيد على ذلك، أنهم عطر محمدي خالد لن ينضب أبداً، حتى وإن تصدر المشهد ثلة من الفاسدين والقتلة، وتجار الموت والخونة، فحسابهم قريب فصوت حق يعلا ولا يعلا عليه.

ختاماً: اللا دولة مرض معدي لا يقل خطورة عن أي فايروس قاتل، وربما افتك واشرس، ومعدلات الإصابة به تتزايد كل يوم، لأننا لا نريد ان نصلح انفسنا ونحصنها، ولهذا سيبقى العراق يحكمه الفاشلون، ما دام لا نستطيع أن نشخص نوع الخلل فينا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار