المحلية

علاوي اللاعب مع الشياطين

هادي جلو مرعي
هكذا صرت أفكر إن الذين كانوا يعملون في السياسة في عهد صدام حسين، وكانوا جزءا من نظامه السياسي إحترموا أنفسهم وغادروا الى المنافي ليعيشوا هناك بإنتظار أن ينتهي العمر، وربما عاش كثيرون منهم حياة طبيعية، سواء إعتزلوا السياسة وشرورها، أو مارسوا المعارضة من الخارج للنظام الذي نشأ على حطام ماسبق، بينما خرج الى العلن من يدعي تمثيل الطيف مساومون من الطراز الرفيع. فأغلب السنة في العراق لايؤمنون بالعملية السياسية الراهنة، وهناك من تصدى للأمر بقصد الحصول على المكاسب والمناصب دون الإلتفات الى ملايين المواطنين الذين ينتمون للطائفة السنية، وهم يعيشون في المخيمات، أو في دول أخرى، أو الذين دمرت مدنهم، ولكنهم يسمعون عن حملات وهمية لإعمار تلك المدن، ومنها الأنبار التي تحولت الى (دبي) ثانية حسب وصف مواقع التواصل الإجتماعي، وصفحات الترويج مدفوعة الثمن.
أخونا إبراهيم الصميدعي المحلل السياسي، والمتنقل من مكتب رئيس وزراء أسبق، الى سابق الى حالي، الى مكلف، أعلن أنه تلقى عرضا بثلاثين مليون دولار مقابل ترتيب صفقة مع رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي لكي يوافق على شخصيات سنية في وزارته على هوى زعامات سنية، وليس على أساس الإختيار وفقا لمعادلة السياسة العراقية الجديدة التي أنتجتها التظاهرات الأخيرة خاصة وإن التسريبات تقول: إن المبتزين والضاغطين والعارضين للثلاثين مليون دولار هم من الذين ذبحوا حالهم في دعم التظاهرات، وجعلوا وسائل إعلامهم تقاتل على مدار الساعة، وتخرج حتى عن المألوف في التغطية الإعلامية للترويج للتغيير وقهر (الذيول والأتباع والعملاء، وتحرير العراق من السيطرة الإيرانية) والغريب إن العراقيين جميعهم يعرفون إن أغلب السياسيين بلا دين ولاأخلاق ولاهوية، وليس لهم من شغل سوى ضمان عدد الكراسي في البرلمان، وعدد الوزراء في الكابينة المقترحة، وعدد الوكلاء والمدراء العامين والمستشارين والعقود والصفقات والدولارات، أما الشعب ومن يمثلونهم فإلى الجحيم.
أخونا إبراهيم إستفز قضاءنا العتيد الذي أعلن إنه سيفتح تحقيقا في الإدعاءات التي تشير الى وجود بازار لبيع وشراء المناصب الوزارية، خاصة وإن رئيس الوزراء المكلف أكد لمن زاروه في لقاءات ودية: إنه قرر أن يذهب الى البرلمان ويمرر الكابينة، وقال للذين يحاولون ممارسة الضغوط لإختيار وزراء يمثلونهم هم ومصالحهم: سأذهب الى البرلمان وأنتم إستمروا إذا شئتم في محاولات النهب، وقد أكون ذكرت هذه العبارة كما فهمتها لا كما وصلتني ولكن المعنى واحد، ولايذهب الى معان متعددة بعد أن تكشفت أوراق اللعبة.
أبرز طرفين في الصراع ليسا تحت الضغط هما الكورد والسنة، وأعني الساسة وليس المواطنين، وبالتالي فالإدراك العام لدى السياسيين في هذين المكونين إن التظاهرات حالة شيعية هدفها إقتلاع قوى شيعية، وإن الضغوط التي يمكن أن يمارسوها على رئيس الوزراء ستكون لصالحهم في كل الأحوال، فالساسة الشيعة أوصلوا رسالة الى علاوي مفادها: إنهم (معه معه لامع عدوه بس يخلصهم من البلوى إلي هم فيها) بإستثناء مايشاع من أن المالكي غير مرتاح للمكلف، وقد يضع العصي في دواليب عجلات حكومته، والله أعلم.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد الاتحاد العربي للاعلام الالكتروني يزور جناح جهاز الامن الوطني العراقي في معرض بغداد الدولي