المحلية

طب الالم .. امل جديد للمرضى الذين يعانون من الشلل و اعتلال الاعصاب و عدم القدرة على الحركة واصابات الحبل الشوكي

تقرير / تمارة معن جداع الحمداني

في ظل تزايد الاهتمام بالتخصصات الدقيقة و الجديدة في مجال الطب ، يبرز دور طب الألم كتخصص طبي دقيق يعنى بمواجهة أحد اهم المشاكل التي تواجه البشرية الا و هو (الألم) لما فيه من تأثير على حياة الناس حول العالم ، فالالم بحد ذاته يعتبر حاسة مميزة لاشعارنا بمكان الخطر من ناحية و من ناحية اخرى يعتبر اسوأ شعور ممكن ان يصيب الانسان سواء كان ناتجاً عن الإصابات أو الأمراض أو العمليات الجراحية أومضاعفات تقدم العمر و الشيخوخة و لا يقتصر الالم على الشعور به فقط بل يمكن أن يؤثر على الأداء الوظيفي والاجتماعي والعاطفي والنوم والتغذية والمزاج والتعلم والذاكرة والتحمل والتحكم في الإجهاد ويمكن أن يؤدي الألم المزمن إلى الاكتئاب والقلق والعزلة وأحيانا الانتحار .

لذلك يهدف طب الألم إلى تقديم الرعاية الشاملة والمتخصصة للمرضى الذين يعانون من الألم على اختلاف اسبابه و مدته بالاعتماد على نهج متعدد التخصصات يجمع بين العلاجات الدوائية والتداخلية (غير الجراحية ) والجراحية والنفسية والتأهيلية والبديلة والتجديدية ، حيث يساعد طب الألم المرضى على تحسين مستوى الراحة والتحكم في الألم وزيادة القدرة على الحركة والنشاط والمشاركة في الحياة اليومية .

وبين اخصائي طب الألم التداخلي في مستشفى اليرموك التعليمي الدكتور عمر عبد الله الرجب
إن طب الألم يعتبر فرصة للمرضى للتخلص من المعاناة وتحسين جودة حياتهم، و”يجب علاج الألم كمرض بحد ذاته وليس فقط كعارض لأمراض أخرى” من خلال تقييم الحالة الصحية الكاملة للمريض عن طريق الفحص السريري الدقيق واجراء الفحوصات اللازمة ويتم بعد ذلك وضع أفضل خطة علاجية مخصصة له باستخدام أحدث التقنيات والأجهزة والأدوية لتخفيف الألم ومنع تفاقمه أو تكراره و ايضا توعية و تثقيف المرضى وتمكينهم من إدارة الألم بشكل فعال ومستقل

واضاف الرجب أن مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المستمرة في مجال الطب هي من اولوياتنا و التي بدورها تساهم بعلاج كافة الالام الحادة و المزمنة اهمها آلام (المفاصل ، العمود الفقري ، العضلات ، الاصابات الرياضية ، الاعتلال العصبي الناتج عن الامراض او الاصابات) و ذلك باستخدام احدث الاجهزة الخاصة بعلاج الالم و التعديل و التحفيز العصبي و ايضا باستخدام الأجهزة القابلة للزرع مثل مضخات الأدوية ومولدات النبضات الكهربائية لتحفيز الأعصاب وتعطيل إشارات الألم بالاضافة لاستخدام العلاجات التجديدية مثل الخلايا الجذعية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية والعلاج بالأوزون لتحفيز الشفاء وتجديد الأنسجة ، مضيفا ان من ضمن الحالات التي يمكن علاجها هي اصابات و تلف الاعصاب مثل اصابات (الحبل الشوكي ، الاعصاب الطرفية و المحيطية) و ذلك باستخدام اجهزة التحفيز و التعديل العصبي لتحفيز العصب المتضرر للنمو مرة اخرى و تحفيز الاشارات العصبية و تعتبر هذه الطرق طفرة نوعية في مجال الطب و امل جديد للمرضى الذين يعانون من الشلل او اعتلال الاعصاب و عدم القدرة على الحركة او ممارسة حياتهم بصورة طبيعية ، و بالرغم من قلة الامكانيات الحالية و قلة عدد المراكز المتخصصة بطب الالم الا ان الجهود الحثيثة لتطوير هذا التخصص مستمرة حيث تم فتح العيادة الاستشارية لطب الالم في مستشفى اليرموك منذ عام 2019 وشهدت نجاح علاج العشرات من الحالات المرضية المستعصية وتم اعتماد مستشفى اليرموك كمركز تدريبي للاطباء الاختصاص للحصول على الاختصاص الدقيق لطب الالم في عام 2022 و تم تجهيز المستشفى باحدث الاجهزة الخاصة بعلاج الالم التداخلي و تخصيص صالة عمليات خاصة بطب الالم خدمة للمرضى ، فاستخدام التداخلات المحدودة لعلاج الالم يجنبنا مضار الادوية و العقاقير حيث لا يخفى على الجميع الاعراض الجانبية و المضار المصاحبة لاستخدام العقاقير الطبية و المسكنات لفترة طويلة والتي يؤدي سوء استخدامها حدوث امراض اخرى و احيانا الادمان

و ينصح الرجب المرضى الذين يعانون من الألم بعدم التردد في طلب المساعدة والاستفادة من خدمات طب الألم مؤكدا ” نحن هنا لنساعدكم على العيش بدون ألم .. فالألم ليس علامة على الضعف أو الشكوى ، الألم هو مشكلة صحية جدية يمكن علاجها والتغلب عليها ” .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار