المحلية

شيء في البرستيج !

شيء في البرستيج !

حسين الذكر

الفارق بين البرستيج والاتيكيت واضح ويمكن اختصاره بالجملة الاتية : ( الاتيكيت يفرض عليك فيما البرستيج صناعتك ) ..
فحينما ترسم لنفسك اطار اجتماعيا معين عليك الالتزام به من ناحية المنظر والمظهر والتمنطق والسلوك العام … الذي اخترته لنفسك وارتبطت بموجبه بوضع اجتماعي خاص هو صناعتك واختيارك الملزم بقواعد معينة لا يمكن النكوص عنها من قبيل : ( المكانة الاجتماعية والمظهر والعمل والسكن والارتياد والتبضع والانتقاء لكثير من مفردات الحياة التي اخترتها ويمكن ان تتميز من خلالها عن غيرك وربما تصنفك مع اخرين مشابهين لك .. ) .
فحينما ترتاد شارع المتنبي على سبيل المثال يجب الالتزام بقواعد عامة متعارف عليها في السوق والشارع والبيئة ( الجمعوية ) خصوصا .. في لباسك المميز الدال عليك وربما المصنف لك وكذا سلوكك العام ومنطقك ونظافتك وكلامك وحركاتك واكلك وشربك .. فلا يجوز – على سبيل المثال – : ( التاركل والتدخين بشراهة لا تتسق مع العنوان والوسط وان لا تات ( منتعلا ) او بزي لا يمثل سياقك المعروف به .. وان لا ترفع عقيرة صوتك بما لا يدل عليك فللمتنبي قواعد أصبحت متعارف عليها وعلينا جميعا الالتزام بها كي نعطي للمكان هيبته اعلا شانه سيما الثقافي والاجتماعي ..
كثير من الزملاء والأصدقاء العرب يعبرون عن اعجابهم ورغبتهم الجامحة لزيارة المتنبي والتنعم بتلك الأجواء المفعمة والروح السائدة والحرية الفكرية المتاحة والفلكلور والتراث والتاريخ والادب المتبضع والمنتقى والمعروض والممارس كل بطريقته . بصورة تضفي مسؤولية كبرى ينبغي المحافظة عليها وتزيينها والمساهمة في تسويق اخباره حتى تبلغ مداها السياحي والثقافي .. بما يرفع شانه ويعلي صوته ويلزم الحكومة باتخاذ جملة من الإجراءات لحمايته .. من التدخلات بل حتى من مرتاديه ممن لا يشعرون بنعمته ولا يقدرون بعض سلوكياتهم وان كانت بريئة لكنها .. وباطلاق عواهنها قد تشكل خرق يفقد المتنبي هيبته او يشوه منظره وسمعته عما هي عليه خلال عقود خلت اصبح لنا فيه مرتقى ومنبر ومحضر ومنتدى : نحن الشعب والنخب نتشرف بارتياده ونحمل لواء الحفاظ عليه والدفاع عنه .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار