المحلية

رسالة إلى الأستاذ حول رواية السالك إلى الله تعالى

بقلم/ مجاهد منعثرمنشد
في البداية لا في النهاية أشكر الأستاذ الإسلامي العربي المجهول الذي أرسل لي مسودة روايته لغرض بيان الرأي والنقد قبل طباعتها ,كما أسجل إعجابي الشديد والكلي لهذه الأفكار النيرة التي يستفيد منها كل لبيب .
لقد كررت قرأت المسودة بإمعان ودقة ,فوجدت كاتبها فيلسوف عاش الأحداث المتصاعدة وواجهة صراعها بنفسه في مجتمع متكبر على خالقه أولاً,ثم على النظير في الخلق دون أن يعلم منزلته عند مولاه وأهل العلم والحلم والصلاح . و لابد من التنويه بأن الروائي والأديب بشكل عام من المفترض أن يرى من يتعامل معهم عراة النفس من الداخل كونه يكشف ما بداخلهم ويعالج القضية بأفكاره .
إنّ السالك أو العابد اختار الوصول للتقرب من الله عزوجل بالوسائل الصحيحة التي منها التواضع , وفي هذا التواضع لابد من قتل الأنا ,فمن تواضع لله رفعه , إلا أنّ الطريق وعر جدا في تلك المجتمعات البالية كونها تعاني من قلة الوعي المصحوب بانعدام الثقافة والشعور بالنقص والحقد الذي تريد تفريغه بمن هوأفضل منها ,وهنا المواجهة الحقيقية التي تحتاج إلى حلم وحكمة,فالتكبرعلى التكبر التواضع بعينه , وهذا القول تطبيقه مهم جدا في بعض الآحيان , لكنه سيعرقل مسير السالك بعض الوقت !
فمن موجبات التواضع أثناء التعامل أن ترسل رسالة قصيرة لمن حولك أو ممن يتلبس بأنفسهم الغرور والإعجاب بأن تواضعك ليس سذاجة , إنّما هناك هدف أسمى يستحق التضحية يتأطر بقول أحد العرفاء : إلهي خذ سمعتي وجاهي وأعطني ذاتك بدلها .
أما الملاحظة المهمة التي وجدتها بين ثنايا الأفكار هي عدم التميز بين الفراسة والبصيرة , فكأنّ السالك يستخدم الفراسة , والفراسة مرة علم يتعلمه الإنسان من خلال بعض القواعد , وتارة نتيجة الخبرة والتجربة التي يعيشه بين الناس .
بينما المفترض على السالك تعامله بالبصيرة التي هي تختلف اختلاف كلي وجذري عن الفراسة ,كونها إلهام الهي يمنحه الله تعالى لخاصة أوليائه نتيجة لطاعته .
فأقترح على حضرتك التأمل بالأفكار مرة أخرى فيما يخص التميزبين ماذكرنا واعتماد الآيات التي ذكرت في سورة الفرقان و تبدأ من أية 63 إلى أخر السورة فالحديث فيها عن عباد الرحمن, وهناك اثنتي عشرة صفة أو أكثر تشير إلى ملامح البصيرة لمن يتقربون إلى الله تعالى .
وبالنسبة إلى شروط كتابة الرواية جيدة جدا ولم تخرج عن قواعدها , وكذلك الأسلوب اللغوي الفني في غاية الروعة والجمال ,يعلو ذلك وجودعنصر التشويق حيث تشد القارئ بين بساتين الجنة في روايتك القيمة .
وإن شاء الله تعالى لنا قراءة أخرى بعد طباعتها ,داعين لحضرتك بالتوفيق وتسجيل عملك وجهدك في ميزان حسناتك .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار